اخبار العراق
موقع كل يوم -الحرة
نشر بتاريخ: ١٦ حزيران ٢٠٢١
فوز حزب جبهة التحرير الوطني، وهو الحزب الحاكم في الجزائر، بأغلبية مقاعد البرلمان (105 مقاعد)، لا يعني أن القوى الأخرى لم تحقق نتائج ستساهم في تشكل المشهد السياسي للبلاد الفترة المقبلة.
فالمترشحون المستقلون في الانتخابات البرلمانية، حققوا نتيجة تاريخية باحتلالهم 78 مقعدا ما جعلهم في المرتبة الثانية من حيث عدد المقاعد في البرلمان.
وجاءت حركة مجتمع السلم (الممثلة للتيار الإسلامي) في المركز الثالث بحصولها على 64 مقعدا، بعدها حزب التجمع الوطني الديمقراطي الذي حصل على 57 مقعدا، وهو حزب آخر اعتمد عليه الرئيس السابق، عبد العزيز بوتفليقة، طيلة ولايات الرئاسية الأربعة.
وحزب جبهة التحرير الوطني، والتجمع الوطني الديمقراطي، كانا من التيارات الغالبة في البرلمان السابق (2017) الذي رافق آخر عهدة لبوتفليقة، وكان في أغلبه، نفس البرلمان الذي انتخب في 2012 كذلك.
وينتخب الجزائريون على أعضاء البرلمان كل خمس سنوات.
المستقلون.. الطريق الثالث
أحصت الانتخابات الأخيرة نسبة ترشح قياسية، اتسمت أساسا بترشح فئات مختلفة من المجتمع، لكن ضمن القوائم الحرة، التي اكتسحت صورها الشوارع الجزائرية.
الباحث في علم الاجتماع، كريمي عبد الله، يرى في الترشح ضمن القوائم الحرة، محاولة من بعض الجزائريين إيجاد مخرج لعدم الثقة التي أبداها المواطنون في السلطة والأحزاب السياسية على حد سواء.
وفي حديث لموقع 'الحرة' أوضح كريمي أن المترشحين ضمن القوائم الحرة، عؤّلوا على استمالة الناخبين لعلمهم بأن الشعب 'فقد الثقة في الطبقة السياسية'.
يذكر أن أغلب الشخصيات السياسية (التي لديها أحزاب معتمدة) والتي حاولت المشاركة في مسيرات الحراك الشعبي، طردت من الميادين والشوارع بهتافات تتهمها بالتواطئ من النظام.
وهو أمر جعل من الترشح ضمن أي حزب معتمد 'تهمة تلتصق بالمترشح في أذهان المواطنين'.
المترشح ضمن قائمة التغيير في إحدى ولايات الجنوب، مشري عبد النور، قال إنه من خلال ترشحه 'حرا' أراد أن يؤكد نيته في المشاركة السياسية، بينما 'لم يجد في الأحزاب المعتمدة ما يستهويه سياسيا' وفق تعبيره.
وفي اتصال مع موقع 'الحرة' كشف عبد النور أنه حاول القيام بـ 'المعارضة الإيجابية'.
بينما لم يجد أي مشروع واضح ضمن 'الحراك الشعبي، الرافض للمسار الانتخابي كما ترسمه السلطات' على حد وصف، بلقاسمي عثمان، أستاذ العلوم السياسية.
وبينما يتصور بلقاسمي أن المشهد السياسي، لن يتغير 'بشكل جذري' عما كان عليه قبل انتفاضة 22 فبراير التي أطاحت بنظام بوتفليقة، أوضح أن نسبة المنتخبين الأحرار سجلت قفزة تاريخية.
نتائج الانتخابات الحالية جد منطقية خصوصا مع قانون العتبة والذي جعل تقريبا 50% من الاصوات المفرقة على القوائم بدون معنى...
وفي 2017، تصدر حزب جبهة التحرير الوطني نتائج الانتخابات البرلمانية التي شهدت نسبة مشاركة قدرت بـ38.25 في المئة.
وحصل الحزب العتيد في الجزائر وقتها على 164 مقعدا من أصل 462 في البرلمان.
بينما حل التجمع الوطني الديمقراطي المشارك في السلطة ثانيا بـ97 مقعدا، متبوعا بتحالف حركة مجتمع السلم الإسلامي بـ33 مقعدا.
وحصلت القوائم المستقلة على 28 مقعد فقط.
وكانت عناوين صحفية أشارت بأن النتائج الأولية 'المسربة' مباشرة بعد نهاية الاقتراع، أفصحت عن فوز ذات الأحزاب لكن مع تصاعد لافت للممثلين عن القوائم المستقلة.
وهو ما أظهرته النتائج الرسمية التي أعلن عنها شرفي الثلاثاء.
وقالت صحيفة النهار قبل يومين إن الولايات الجزائرية التي شهدت مقاطعة لافتة مثل ولايات منطقة القبائل، فاز الحزب الحاكم بأغلبية المقاعد.
في غضون ذلك، تكون قوائم الأحرار قد اكتسحت النتائج في الجنوب الكبير وفق ذات المصدر.
القوائم المستقلة في مواجهة ائتلاف أحزاب السلطة
وجاء في مقال لجريدة النهار 'تفيد آخر المعطيات الرسمية بهذا الشأن، بأن 'الأفلان' تمكن من حصد أغلبية المقاعد في المجلس الشعبي الوطني لولاية بجاية، وعددها ثمانية من أصل تسعة مقاعد، حيث كان المقعد الوحيد من نصيب قائمة حرة تحمل إسم “المستقبل'.
و'الأفلان' هو اختصار لاسم جبهة التحرير باللغة الفرنسية.
والمشاركة في بجاية بلغت 0,79 في المئة، أما في تيزي وزو لم تتعد 0,62 في المائة، حسب أرقام رسميّة أوّلية.
وفي تيزي وزو (منطقة القبائل) آلت نتائج الانتخابات التشريعية إلى فوز القائمة الحرّة الإخوة 'ثاقماتس' (بالأمازيغية) بمقعدين، مثلها مثل قائمة حرّة أخرى تحمل إسم 'نداء الشعب' وقائمة حزبي 'الأفلان” و'الأرندي'.
كنت افضل توجه الصحفيين واساتذة الجامعات ... الى بناء نقابات قوية للدفاع عن وضعهم المتدهور . بدل الجري وراء سراب الحلول الفردية
هذه النتائج، وفق كريمي عبد الله، تؤكد بأن هناك اتجاهين أساسين في الرؤى السياسية في المجتمع، الأوليفضل البقاء على النحو الذي عهدته الجزائر خوفا من التغيير الذي قد يقلب الموازين سلبا، والثاني يصمم على التغيير لكن بعيدا عن البدائل التي لم تثمر (يقصد مشاريع الأحزاب السياسية).
وبينما قال بلقاسمي إن الطريق الوسط الذي يمثله الأحرار، في نظر القلة التي انتخبت، سيفقد قوته بمجرد تجديد الائتلاف القديم، يقصد حزبا جبهة التحرير والتجمع الوطني الديمقراطي بالإضافة إلى الإسلاميين، ممثلين في حزب حركة مجتمع السلم، مع تأكيده على أن مشاركة الأخير في أي ائتلاف 'غير مؤكدة بل مستبعدة' وفق تعبيره.
ويتكوّن البرلمان الجزائري من غرفتين، الأولى تحت مسمى مجلس الأمة، ينتخب ثلثاه من طرف المجالس الشعبية البلدية والولائية، والثانية المجلس الشعبي الوطني، ينتخب أعضاؤه بالاقتراع العام، كما جرى يوم السبت 12 من يونيو الجاري.