اخبار العراق
موقع كل يوم -الحرة
نشر بتاريخ: ٢٦ تشرين الثاني ٢٠٢٢
وجدت قطر نفسها أمام وفرة غير متوقعة من الغرف في مرحلة المجموعات المزدحمة من بطولة كأس العالم، حيث تعرض مواقع الإنترنت غرفا في 42 فندقا على الأقل، ويقدم موقع 'إير بي.إن.بي' مئات الخيارات لعطلة نهاية الأسبوع هذه، وفق ما ذكرت 'رويترز'.
وهذا بعيد تماما عن تحذيرات المسؤولين القطريين قبل البطولة، بما في ذلك الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية القطرية، ومجموعات المشجعين مثل مجموعة مشجعي كرة القدم في أوروبا، من مواجهة عجز ما دفع المنظمين إلى ترتيب أماكن إقامة إضافية في الفيلات والشقق والسفن السياحية والقمرات المؤقتة وحتى مخيمات الصحراء.
وتوقع ملّاك العقارات في الدوحة ازدهارا كبيرا نتيجة وفود 1,2 مليون زائر، مع توقع وصول الأعداد إلى الذروة بين يومي 24 و28 نوفمبر، لكن الفائض تسبب في انخفاض الإيجارات وسيكون له آثار غير مباشرة على سوق العقارات الأوسع، بحسب قول بعض وسطاء العقارات لـ'رويترز'.
ويقول وسيطا عقارات وشركتا إسكان ومستأجران إن بعض الملاك في الدولة الخليجية الصغيرة سعوا للحصول على أسعار إيجارات غير معقولة الارتفاع في الفترة التي سبقت الحدث مما ترك آلاف الغرف شاغرة.
واختار كثيرون من المشجعين الإقامة خارج الدوحة والانتقال لمشاهدة المباريات مستخدمين ما يصل إلى 500 رحلة مكوكية يومية من المدن القريبة مثل دبي.
وقال رئيس الخطوط الجوية القطرية إن هذه الرحلات نُظّمت جزئيا تحسبا لما أسماه 'نقص أماكن الإقامة'.
وقال وسيط عقارات عمل في أحداث رياضية عالمية وطلب عدم ذكر اسمه لأسباب تجارية 'تواصلنا مع نصف المدينة وجميع الشركات العقارية الكبرى... لم يبدوا اهتماما'.
واستشهد الوسيط بمثال شقة في الدوحة مؤلفة من غرفتي نوم كانت تؤجر مقابل 1200 دولار في الليلة في أوائل أكتوبر لكن قبل أسبوع من انطلاق كأس العالم في 20 نوفمبر تشرين الثاني بلغ السعر 250 دولارا في الليلة.
ولم ترد اللجنة العليا للمشاريع والإرث في قطر، وهي الجهة المنظمة للبطولة، على طلب رويترز للحصول على تحديث للغرف المتاحة أو سبب عدم تحقق النقص المتوقع في المساكن.
ويوضح منظمون أن هناك مجموعة من أماكن الإقامة متوافرة تمتد من 80 دولارا للغرف على أطراف صحراء الدوحة لليلة الواحدة إلى الغرف في السفن السياحية الفاخرة التي يكلف بعضها آلاف الدولارات يوميا.
وبالنسبة لليالي في فترة الذروة المتبقية، أظهرت بوابة الإقامة الرسمية، الجمعة، غرفا متاحة في 42 فندقا وفي فيلات وشقق، يوجد في موقع بوكينغ.كوم غرف في 73 عقارا وعرض موقع (إير. بي.إن. بي) 503 منازل.
وقبل 11 يوما من انطلاق البطولة، قال منظمون إن هناك 25 ألف غرفة على الأقل متاحة لكل ليلة من كأس العالم، حسب رويترز.
كيف انتقل المشجعون إلى دبي؟
استقر آلاف المشجعين في دبي، حيث قاموا برحلة مُتعبة لمدة يوم كامل إلى العاصمة القطرية الدوحة عبر رحلات مكوكية لمدة ساعة تربط المدن خلال البطولة.
ومن خلال 60 رحلة يومية بين دبي والدوحة، يمكن نقل ما يصل إلى 350 ألف شخص من مركز السياحة في المنطقة طول مدة البطولة، والتي من المتوقع أن تستضيف نحو 1,5 مليون زائر.
ويقول مسؤولون إن عدد المشجعين الذين يزورون دبي بهدف متابعة كأس العالم في قطر فحسب، من المحتمل أن يُقدر بأقل من عشرات الآلاف، أو ما يعادل زيادة في إشغال الفنادق تصل إلى ثلاث نقاط مئوية، وفق تقرير الصحيفة.
وبيع العديد من تذاكر المباريات للمغتربين في الخليج، بما في ذلك بعض البريطانيين الذين يزيد عددهم عن 100 ألف، والذين يعيشون في الإمارات.
وتعمل العديد من الفنادق في دبي الآن بكامل طاقتها تقريبا.
وفي سبتمبر، أظهرت آخر الإحصاءات المتاحة، أن متوسط الإشغال بلغ نحو 140 ألف غرفة متاحة في جميع أنحاء دبي، أي 71 في المئة، مع متوسط معدل اليومي أعلى بنحو الربع من العام 2019.
اللؤلؤة شاغرة
ولم تكن المعاناة من ارتفاع التكلفة قاصرة على الزوار المقبلين من الخارج.
وقال الوسيط العقاري إنه في حين خفض الملاك الأسعار مع اقتراب البطولة فإن الكثيرين حاولوا تأمين صفقات قصيرة الأمد بأسعار مرتفعة كثيرا ما دفع المستأجرين للمغادرة، حسب ما ذكرت الوكالة.
وقال تقرير أصدرته شركة كوشمان وويكفيلد للخدمات العقارية في 30 سبتمبر إن الإيجارات طويلة الأمد في قطر زادت أكثر من 30 في المئة في الربع الثالث بينما طلب بعض ملاك العقارات من المستأجرين المحتملين توقيع عقود تمتد عامين بالأسعار الحالية.
وتحدثت رويترز مع مستأجرين بعقود طويلة الأمد في خمسة مبان سكنية ومجمعين سكنيين بالدوحة قالوا إن ملاك العقارات رفضوا في الشهور السابقة على البطولة تجديد العقود السنوية ورفعوا القيمة الإيجارية.
وفي اللؤلؤة، وهي منطقة سكنية راقية مبنية على جزيرة صناعية، قالت شابة تونسية تبلغ من العمر 30 عاما انتهى عقدها الإيجاري في أكتوبر إن مالك الشقة أبلغها أنه لن يجدد العقد إلا بعد انتهاء كأس العالم.
وأضافت المرأة التي رفضت نشر اسمها أو ذكر اسم مالك العقار أنه اشترط عليها ترك أثاثها في الشقة حتى يتمكن من تأجيرها مفروشة.
وقالت 'وجدت نفسي مجبرة على القبول بعرضه' مضيفة أنها كانت تخشى الالتزام بإيجار مرتفع لفترة طويلة.
لكنها اضطرت لاستئجار شقة مؤقتة لأن إخوتها الذين يحبون كرة القدم اشتروا تذاكر للبطولة.