اخبار العراق
موقع كل يوم -المسلة
نشر بتاريخ: ٢٠ تموز ٢٠٢٥
20 يوليو، 2025
بغداد/المسلة: تهبط ثقة العراقيين بالبرلمان إلى مستوى غير مسبوق، بعد كل جلسة يُقال عنها 'استثنائية' ولا تأتي بشيء استثنائي سوى مزيد من التبريرات والشجب.
ويبدو أن جلسة يوم الاثنين التي دعا إليها مجلس النواب لمناقشة حريق 'الهايبر ماركت' في الكوت، وضربات الطائرات المسيّرة في إقليم كوردستان، ليست سوى حلقة إضافية في مسلسل الاجتماعات التي لا تغيّر شيئاً من الواقع ولا تُلزم أحداً بمساءلة.
يشعر العراقيون بخيبة التمثيل البرلماني من أي خطاب معارض حيث الجلسة المرتقبة بلا أي فائدة..وحتى استضافة رئيس الوزراء ووزير الداخلية ومحافظ واسط،لن تتم بل نقاش بين النواب فقط' .
وتتزامن هذه الجلسة مع حزن لم يجفّ بعد على أرواح 70 شخصاً التهمتهم النيران في مركز تسوّق بالكوت، بينما الدولة تغطّ في غيبوبة مؤسساتية عجزت عن منع الفاجعة أو حتى إدارة ما بعدها.
ولا يختلف مشهد 'الهايبر ماركت' كثيراً عن مشاهد المسيرات المفخخة التي تهوي على حقول كوردستان النفطية، فيما لا أحد يُسأل عن مصدر الطائرات أو غاية الرسائل.
ويعكس هذا الإخفاق في استدعاء المسؤولين التنفيذيين وجهاً آخر للصفقات السياسية، حيث تتحول الجلسات الطارئة إلى واجهات رمزية تهدف إلى احتواء الرأي العام الغاضب، دون فتح ملفات حقيقية أو محاسبة أطراف بعينها. وتبدو الكتل النيابية نفسها منشغلة بمناورات مواقع النفوذ أكثر من انشغالها بأوجاع الناس.
وتتداول منصات التواصل انتقادات لاذعة بحق الأداء البرلماني، حيث كتب أحد النشطاء: 'البرلمان ليس بيت الشعب بل بيت الصفقات.. والنواب شهود زور على حرائق البلاد'.
بينما تساءل آخر بمرارة: 'مَن يُحاكم مَن؟ وهل ستحضر الحقيقة في جلسة يغيب عنها المسؤولون؟'
ولا تزال الذاكرة العراقية مثقلة بجلسات مشابهة أعقبت فواجع متكررة، لم تفضِ سوى إلى توصيات ضاعت في زحام الأروقة، فيما يستمر المسلسل بنسخ مكرّرة، كلّما احترقت أرواح، أو انهارت بنى تحتية، أو تداعت سيادة البلد تحت أجنحة طائرات لا أحد يعترف بإطلاقها.
About Post Author
Admin
See author's posts