اخبار العراق
موقع كل يوم -المسلة
نشر بتاريخ: ٢ تشرين الثاني ٢٠٢٥
2 نونبر، 2025
بغداد/المسلة: تتواصل الحملة الانتخابية في العراق وسط مشهد يوصف بأنه الأكثر طرافة وارتباكاً منذ سنوات، إذ تتحول المنصات الرقمية إلى مسرح مفتوح تتقاطع فيه الفكاهة السياسية مع فقدان الثقة العامة، بينما يتابع المواطنون المشهد بقدر من السخرية الممزوجة باليأس من وعود المرشحين التي باتت نسخة مكررة من إخفاقات سابقة.
ويقول ناشطون إن ما يجري اليوم لا يعكس فقط أزمة السياسة بل أيضاً أزمة الخيال لدى المرشحين، بعدما تحولت الدعاية الانتخابية إلى استعراضات بلا مضمون، تتغذى على الشهرة العابرة وتستعير رموز الثقافة الشعبية لتمويه العجز عن تقديم برامج حقيقية.
ويستدل كثيرون على ذلك بترشح شخصيات من مؤثري “تيك توك” ممن عرفوا بمقاطع هزلية، في حين يبرر بعضهم خطوتهم بأنها 'محاولة لجذب الشباب'، لكن الشارع يرى فيها دليلاً إضافياً على انحدار المعايير السياسية، إذ كتب أحد المغردين: «حين تصبح الانتخابات مسرحاً للمؤثرين فانتظر الكوميديا لا الإصلاح».
وتتكرر المفارقات بين حملات المرشحين، فبين من يستعين بصورة كريستيانو رونالدو لترويج نفسه، ومن تعد بتزويج مشجعي ريال مدريد حصراً، ومن يهدي محولة كهرباء لأحد الأحياء مقابل التصويت، تبدو السياسة كأنها تتحول إلى عرض شعبي يسخر منه الجمهور أكثر مما يثق به.
ويعلّق مراقبون بأن الإنفاق الانتخابي الضخم لا يغيّر شيئاً من المزاج الشعبي الذي يغلب عليه اللامبالاة، بينما تعكس مشاهد المرشحين وهم يبلطون الطرق أو ينظفون الشوارع بحثاً عن الأصوات صورة مؤلمة لسياسة فقدت معناها ومواطنيها في آنٍ واحد.
وتشير تدوينات متكررة إلى أن “الناس لم يعودوا يبحثون عن البرامج بل عن المصداقية”، وأن مشهد المرشحة التي جلست على الرصيف لتوزع برنامجها دون أن يلتفت إليها أحد هو تلخيص ساخر لعلاقة الناخبين بالسياسيين اليوم.
وفي المحصلة، تتجه الانتخابات المقبلة إلى اختبار جديد لوعي الناخب أكثر من كونها اختباراً لقدرة المرشحين على الإقناع، وسط تساؤلات عما إذا كانت السخرية هذه المرة ستتحول إلى موقف انتخابي حقيقي أم تبقى مجرّد نكتة موسمية على جدران التواصل الاجتماعي.
About Post Author
moh moh
See author's posts






































