قيس الخزعلي

لقمان الحكيم

شاب معمم، دخل الحوزة العلمية في زمن الانفتاح في التسعينات، شخصيا اختلف معه على الاقل بالاتباع والتقليد، فضلا عن أمور أخرى بعضها صحيح وآخر من صنع مناوئية، لكن مايحسب لهذا الشاب ذكاءه وعصاميته، فالاول هو من أوصله إلى أن يكون رقم في الساحة السياسية بلا إرث عائلي مشهور ولا جمهور موروث كغيره ولا تاريخ أسري او شخصي جهادي، ولامرجعية داعمة، لكن تمكن أن يحجز موقعه بين أبناء أسر علمائية وأصحاب جمهور ورثوه من ابائهم وقيادات معارضة لنظام البعث لعشرات السنين ذاب بعضها وانتهى.

الخزعلي بذكاءه تمكن من قراءة الأحداث وتحديد المسارات الصحيحة وعقلنة اتباعه واستقطاب كفاءات ونخب، وجمهور واعي ومدرك، تمكن من قراءة افكار وميول ووزن القادة في الساحة ليفرز الصالح والطالح، ويحدد نقاط قوة وضعف كل منهم، ويميز نواياهم، عرف الناصح والطامع والصادق والقوي والضعيف بينهم ليحجز مكانه في الصف الأول بينهم.

قيس الخزعلي يتعرض لهجمة من ناس كان جزء منهم يوما وتولى أخطر المواقع وهو الأمن الشخصي لقائدهم والمشرف حتى على طعامه وشرابه، حينما كانوا يرفعون شعار مقاومة المحتل، ولايخفى قدرات وإمكانات المحتل في أساليب الاغتيال وطرقها، فأختير الخزعلي لهذه المهمة الصعبة، لكن يبدو أن المثل الشعبي المتداول في الوسط والجنوب ' إذا ما تلحكه خرمشة'، اي إذا سبقك في شأن فلاحل امامك إلا محاولة إسقاطه وهذا ماوقع به مستهدفي الخزعلي، الغريب أن الخزعلي موجود على قوائم الإرهاب الأمريكية وتم إغلاق مواقعه على التواصل الاجتماعي على خلاف من يدعي معاداة الامريكان ويريد الخزعلي أن يكون تابع له، والأغرب أن من يريد أن يقود الخزعلي هاجمه بنفسه وهاجم اتباعه بقسوة، جواب الخزعلي هو السكوت ولو لم يثمر حتى كان السلاح والقتل اسلوب في التعامل مع اتباع الخزعلي وهو ماحصل في ميسان وغيرها.

القيادة ليس ادعاء أو كلام أو تطبيل من عميان، القيادة سمة تحملها نفوس مختلفة حتما عن كثير من الناس، ولاتتوفر الا لدى قليلون جدا، فالدراسات تقول إن ٢% من الناس يولد يحمل صفات القائد، وأظن اول صفات القائد أن لايشخصن الأمور مع اتباعه، ويحترم وجودهم معه ولو ليوم واحد، كي يثبت للآخرين أنهم ليس أسرى لديه خوفا من رد فعله بل مؤمنون به قائد صالح وقادر.

اتذكر في تيار المجلس الأعلى انفصلت منظمة بدر عن المجلس الأعلى بعد رحيل السيد عبدالعزيز الحكيم بأشهر في ظرف صعب على ولده السيد عمار، وكانت ضربة قاصمة كون بدر تمثل ثقل المجلس الاعلى، كان رد فعل الحكيم عمار تشكيل لجنة مشتركة لاقتسام الموجودات من عقارات واموال معهم، رغم أنها بالمنطق أموال الحكيم العم والاب والولد لأنها منحت لوجوده وقدمت لشخصه، والا السيد العامري من يعرفه دون الحكيم، لكن الحكيم لم يكسر بدر بل بالعكس القى كلمة خصصها الإشادة ببدر التاريخ والحاضر وبرر الانفصال،وظلت العلاقة متواصله مع اغلب البدريين، كررها الحكيم عمار مع المجلس الأعلى نفسه عندما حصل اختلاف في وجهات النظر مع قادة المجلس الاعلى، ترك الاسم والتاريخ والإمكانات ليعلن عن تأسيس تيار الحكمة، وشكل لجنة لتسليم كل موجودات المجلس الأعلى لهم، ماعدى بعض المفاصل التي انضمت من خلال قيادتها لتيار الحكمة، وبلغ اتباعه بأن أي تهجم على قادة المجلس الأعلى هو تهجم على شخص عمار الحكيم، فهم قادتنا والمجلس مجلسنا، وحاول التواصل مع قيادات المجلس وزار بعضهم لبيته وعقد اجتماع في مكتبه ضم بدر والمجلس الأعلى والجهاد والبناء في شهر رمضان في برنامج عقدت عدة جلسات منه لحد الان، ناهيك عن الدكتور محمد جميل الذي وضعته الحكمة كمحافظ أواسط ثم انقلب عليهم ولم يسمع أو يقرأ هجوم ضده ومثله الدكتور صلاح العرباوي الذي لازال يسكن بنفس المربع الذي يشغله الحكيم رغم تهجمه وتجرأه على الحكمة والحكيم.

نقول القيادة سعة صدر وابتعاد عن الشخصنة ووئد نقاط الخلاف وعدم الانشغال بها، ليدوم مشروع القائد، هذا ما نلاحظه الان في خطوات الشيخ الخزعلي، قائد ورجل دولة يحمل مشروع ينشغل به، ويترك الجدال واشغال نفسه بما قال ويقول، فهذا عمل مصطنع القيادة ممن لايملك شغل أو عمل فينشغل بكيفية اسقاط الاخرين وفبركة عورات واخبار ضدهم فلا مشروع لديه الا اشغال من يتبعونه بالاوهام والشعارات والهتاف والتطبيل الفارغ.

اكرر لست من اتباع الخزعلي واختلف معه بتفاصيل عديدة لكن هذا لا يمنع أن نؤشر لايجابيات الرجل وخطواته الحكيمة..