استهداف أوكرانيا لمطار القرم.. خسارة روسية كبيرة في ضربة "خلف خطوط العدو"

كشف مسؤول حكومي أوكراني عن قيام وحدات من القوات الخاصة الأوكرانية بالهجوم على 'قاعدة جوية روسية' في شبه جزيرة القرم، بينما تشير صور الأقمار الاصطناعية إلى 'دمار كبير' لحق بالقاعدة نتيجة الهجوم.

ويشير ذلك التصريح إلى دور متزايد الأهمية للقوات السرية التي تعمل في عمق خطوط العدو، في إطار 'توسيع الجهود لطرد القوات الروسية من القرم'، وفقا لـ'واشنطن بوست'.

وهزت ثلاثة انفجارات على الأقل قاعدة ساكي الجوية، الثلاثاء، في منطقة ساحلية في شبه جزيرة القرم التي احتلتها موسكو عام 2014 ، وهي وجهة شهيرة لقضاء العطلات لدى الروس.

وفي بيان الأربعاء، أعلنت القوات الجوية الأوكرانية، تدمير تسع طائرات عسكرية روسية في القاعدة، مشيرة إلى أن 'موسكو استخدمت القاعدة لشن ضربات صاروخية على الأراضي الخاضعة للسيطرة الأوكرانية'.

من جانبها قالت السلطات الروسية إن الذخائر المخزنة في الموقع، انفجرت، ونفت تدمير أي طائرة، لكن الصور التي نشرتها شركة Planet Labs للتصوير بالأقمار الصناعية، تظهر ما لا يقل عن ثلاث حفر انفجارية في المناطق التي توقفت فيها الطائرات بالقرب من مدارج الطائرات، وفقا لتقرير لصحيفة 'نيويورك تايمز'.

وأظهرت صور الأقمار الصناعية تدمير ما لا يقل عن ثماني طائرات حربية، مما يشير إلى ضربة مكلفة وخطيرة للجيش الروسي بما يتعارض مع رواية الكرملين، وفقا لـ'نيويورك تايمز'.

تداعيات الهجوم على روسيا

يمثل الهجوم تحولا كبيرا للحرب المستمرة منذ ما يقرب من ستة أشهر، مما يدل على قدرة جديدة للقوات الأوكرانية على شن هجمات خلف الخطوط الروسية، وفقا لـ'واشنطن بوست'

وإذا تم تأكيد ما حصل، فستكون 'الخسارة اليومية الأكبر للقوات الجوية الروسية منذ بداية الحرب'، ويمكن للهجوم تقليص قدرة روسيا على تنفيذ ضربات صاروخية ضد المدن الأوكرانية، على المدى القصير، حسب 'واشنطن بوست'.

وأشار مؤسس ومدير موقع Bellingcat الاستقصائي, إليوت هيجينز، إلى أنه 'لم يسبق لروسيا فقدان هذا العدد الكبير من الأصول الجوية في يوم واحد'، وذلك في سلسلة تغريدات بحسابه على موقع 'تويتر'.

وقال' يمكنني تحديد ثلاث حفر في مواقع يبدو أنها تستخدم للتخزين'، مضيفا 'إحدى الطرق لتفسير تلك الحفر هي الضربات الدقيقة من ذخيرة بعيدة المدى'.

وسيكون للهجوم تأثير عميق على قدرة روسيا على المدى الطويل في الحفاظ على سيطرتها على جنوب أوكرانيا وخاصة مقاطعة خيرسون، حيث تأمل القوات الأوكرانية في شن هجوم مضاد لاستعادة الأراضي، حسب 'واشنطن بوست'.

ومنذ الاستيلاء على شبه الجزيرة، عمدت روسيا إلى 'عسكرة القرم'، واستخدمتها كنقطة انطلاق حيوية للعمليات العسكرية منذ غزوها الأوسع لأوكرانيا في 24 فبراير، وفقا لـ'نيويورك تايمز'.

وإذا تعرضت القرم لمزيد من الهجمات، فسيتعين على روسيا حراسة جزء من أوكرانيا، ما قد يعيق تقدمها جنوب البلاد.

وتعليقا على ذلك قال وزير الدفاع الأوكراني السابق، أندري زاغورودنيوك، إن ذلك قد يعيق قدرة روسيا على تعزيز وإمداد قواتها في الجنوب.

وأضاف أن الهجوم جعل الروس يشعرون بـ'عدم الأمان في شبه جزيرة القرم'، بعدما اعتقدوا أنها بعيدة عن الهجمات الأوكرانية، وفقا لتصريحاته لـ'واشنطن بوست'.

قوات أوكرانية خلف الخطوط الروسية

رفضت كييف رسميا 'تأكيد أو نفي تورط أوكرانيين في الهجوم'، لكن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، ركز في خطابه الليلي، الثلاثاء، على شبه جزيرة القرم ، ووعد باستعادتها من الروس.

وقال 'القرم أوكرانية ولن نتخلى عنها أبدا'، دون أن يذكر القاعدة الجوية أو الهجوم، وفقا لـ'فرانس برس'.

ويعتقد بعض الخبراء العسكريين أنه تم تنفيذ الهجوم بواسطة 'طائرات دون طيار'، تم تشغيلها من قبل قوات سرية في مكان قريب من القاعدة الجوية.

ويشير احتمال آخر إلى 'زراعة قوات سرية متفجرات في نقاط رئيسبة بالقاعدة الجوية'، وفقا لما يقوله خبراء لـ'واشنطن بوست'.

وجاء تلميحات المسؤولين الأوكرانيين حول 'انخراط قوات العمليات الخاصة في الهجوم'، لتسلط الضوء على أنشطة ما يعرف رسميا باسم 'المقاومة الوطنية'، والذين يطلق عليهم الأوكرانيين اسم 'الثوار'، وفقا لـ'واشنطن بوست'.

وتتكون تلك القوات من 'جنود مدربين ومتعاطفين محليين'، وتهدف أنشطتها إلى تعطيل القدرات اللوجستية والقيادية والإدارية لروسيا.

وعززت تلك القوات أنشطتها خلال الفترة الأخيرة، بقيادة قوات العمليات الخاصة وجيش أوكرانيا، وفقًا لسكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني، لأوليكسي دانيلوف.

وقال أندري زاغورودنيوك، إن المقاومة الأوكرانية سوف تلعب دورا مهما في استكمال القدرات التقليدية للقوات المسلحة الأوكرانية، وفقا لـ'واشنطن بوست'.

واستخدمت أوكرانيا قوات العمليات الخاصة والأنصار المحليين لمهاجمة أهداف أخرى في المناطق التي تسيطر عليها روسيا، وفقا لما نقلته 'نيويورك تايمز' عن مسؤولين أوكرانيين.