اخبار العراق
موقع كل يوم -الحرة
نشر بتاريخ: ١١ أب ٢٠٢٢
بعد نحو شهرين من انتهاء مناورات الأسد الأفريقي بين الجيشين الأميركي والمغربي قرب الحدود الجزائرية، تستضيف الجزائر لأول مرة مناورات 'درع الصحراء' الروسية في منطقة عسكرية متاخمة للحدود مع المغرب، في وقت تشهد فيه المنطقة والعالم توترات كبيرة.
وأكدت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن مناورات درع الصحراء 2022 العسكرية ستجري في الجزائر خلال شهر نوفمبر. وتشير وسائل إعلام إسبانية إلى أن المناورات رسالة تحدي للولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.
تحالفات جديدة بالتزامن مع الحرب في أوكرانيا
ويقول أستاذ العلوم الدستورية في جامعة طفيل بالمغرب، رشيد لزرق، إن 'الجزائر تحاول، في إطار التحولات التي يعرفها العالم، إيجاد موقع لنفسها داخل التحالفات الكبرى' التي يجري العمل على تشكيلها.
ويرى لرزق في حديث لموقع 'الحرة' أن الجزائر، باستضافة المناورات، تبعث رسالة لواشنطن وباقي القوى الغربية على أنها جاهزة للدخول في مفاوضات والحصول على توازنات عبر تقديم نفسها على أنها رقم مهم في منطقة شمال أفريقيا'.
ويعزز هذا الإعلان التعاون بين روسيا والجزائر، التي تواصل الظهور كأفضل حليف للرئيس الروسي بوتين في شمال أفريقيا.
وجرت الجولة الأولى من هذه المناورات خلال شهر أكتوبر 2021 في منطقة أوسيتيا الشمالية. وستكون مناورات نوفمبر هذه نسختها الثانية.
لكن المحلل الجزائري، حكيم بوغرارة، يرى في حديث لموقع 'الحرة' أن 'احتضان الجزائر لدرع الصحراء مع روسيا يدخل في سياق روتيني لمناورات الجيش الوطني الشعبي، وتدخل المناورات في سياق تحضير موسكو للمنطقة الجنوبية للجيش الروسي'.
ويتفق الخبير الأمني الجزائري، أحمد ميزاب، في تصريح لموقع 'الحرة' أن المناورات 'تندرج في برنامج التنسيق والتعاون الأمني بين الجزائر وروسيا في ظل العلاقات الاستراتيجية الثنائية وتزايد حجم التحديات'.
ردا على الأسد الأفريقي
ويأتي الإعلان عن مناورات 'درع الصحراء' بعد نحو شهرين من انتهاء مناورات الأسد الأفريقي بين الجيش الأميركي ونظيره المغربي.
وقال المسؤول عن القيادة العسكرية الأميركية لمنطقة أفريقيا، الجنرال ستيفان، في تصريح لوكالة فرانس برس في يونيو 'نشهد تصاعدا للتطرف العنيف في أفريقيا الغربية وخصوصا في منطقة الساحل'، وذلك خلال اختتام تدريبات 'الأسد الأفريقي' العسكرية الدولية، في طانطان جنوب المغرب في 30 يونيو الماضي.
وأضاف الجنرال الأميركي 'نرى كذلك وصول فاعلين يشكلون لديهم نوايا مغرضة إلى المنطقة، وأقصد بالتحديد مرتزقة فاغنر الروس الموجودين في مالي'. وتأخذ الدول الغربية على العسكريين الحاكمين في هذا البلد الاستعانة بخدمات هذه الشركة العسكرية الروسية الخاصة المتهمة بارتكاب 'جرائم'.
بالنسبة للخبير الأمني، أحمد ميزاب، فإن 'هذه المناورات ليست رد على أي مناورات أو برامج عسكرية أخرى'.
ويتابع الخبير الأمني في حديثه لموقع 'الحرة': 'باعتبار أن التواريخ حددت في وقت سابق و برنامج التعاون العسكري لا يخضع لمثل هذه المعايير وإنما له أبعاده على المستوى الاستراتيجي في إطار بناء القدرات والبعد التكتيكي وهو الاستجابة لمختلف التحديات'.
ويرى ميزاب أن 'هذه المناورات لها سياقاتها الموضوعية ولا ترتبط بحسابات ضيقة وإنما هي مؤسسة على قواعد موضوعية'.
ووفقا لبيان وزارة الدفاع الروسية، فإن المناورات ستجري في ولاية بشار، في حقول مناورة على بعد 50 كم فقط من الحدود مع المغرب.
وفي هذه المنطقة، يمتلك الجيش الوطني الشعبي الجزائري مطارا وبنية تحتية مخصصة للمناورات العسكرية.
واستبعد المحلل الجزائري، حكيم بوغرارة، أن تكون المناورات موجهة ضد المغرب. ويشير في حديثه لموقع 'الحرة' أن الجزائر 'كما لا يخفى على أحد حليف لروسيا وزبون مهم للسلاح الروسي'.
ووفقا للبيان الذي أصدرته موسكو، سيشارك في المناورات ما يقرب من 200 من أفراد القوات المسلحة لكلا البلدين، وستهدف إلى تعزيز قابلية التشغيل البيني للوحدات في مسائل مكافحة الإرهاب.
وكانت الجزائر حصلت على 100 صاروخ من طراز BMP-3s، بالإضافة إلى تحسين طائرتي BMP-1 وBMP-2 إلى معايير أحدث، وتحديدا لتزويدهما بأنظمة صواريخ كورنيت المضادة للدبابات، وهي منافس مباشر لصاروخ جافلين الأميركي.
وكانت الجزائر أعلنت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب في أغسطس الماضي متهمة الرباط 'بارتكاب أعمال عدائية منذ استقلال الجزائر' في 1962، وهو ما نفاه المغرب.