اللواء محمود متولي يكشف لـ"صدى البلد" دور البحرية في نصر أكتوبر المجيد
klyoum.com
أخر اخبار مصر:
مصطفى بكري: حشد مصر لقواتها من أجل محاربة الإرهابتعد حرب أكتوبر المجيدة، علامة مضيئة في تاريخ العسكرية المصرية العريقة، فقد تبارت فيها جميع التشكيلات والقيادات في أن تكون مفتاحا لنصر مبين، دفع فيه المصريين أثمانا غالية من دمائهم الطاهرة، ليستردوا جزءًا غاليًا وعزيزًا من أرض الوطن وهي سيناء.
لم تكن حرب أكتوبر المجيدة مجرد معركة عسكرية خاضتها مصر وحققت فيها أعظم انتصاراتها، وإنما كانت اختبارا حقيقيا لقدرة الشعب المصري على تحويل الحلم إلى حقيقة، فلقد تحدى الجيش المصري المستحيل ذاته، وقهرهُ، وانتصر عليه، وأثبت تفوقه في أصعب اللحظات التي قد تمر على أي أمة.
فقد كان جوهر حرب أكتوبر هو الكفاح من أجل تغيير الواقع من الهزيمة إلى النصر ومن الظلام إلى النور ومن الانكسار إلى الكبرياء، فقد غيرت الحرب خريطة التوازنات الإقليمية والدولية.
في السادس من أكتوبر عام 1973، كانت صيحات الله أكبر تزلزل قناة السويس، حينما عبر عشرات الآلاف من أبطال القوات المسلحة إلى الضفة الشرقية للقناة، لاستعادة أرض الفيروز من العدو الإسرائيلي، في حربا تكبدت فيها إسرائيل خسائر لا يمكن أن ينساها أبدا، واستعاد المصريين معها كرامتهم واحترامهم أمام العالم.
فلقد علّمنا نصر أكتوبر العظيم أن الأمة المصرية قادرةٌ دومًا على الانتفاض من أجل حقوقها وفرض احترامها على الآخرين، تعلمنا في حرب أكتوبر أن الحق الذي يستند إلى القوة تعلو كلمته وينتصر في النهاية، وأن الشعب المصري لا يفرط في أرضه وقادرٌ على حمايتها.
وبمناسبة الذكرى الـ 52 لنصر أكتوبر كان لـ "صدى البلد" لقاء مع اللواء بحري محمود متولي، أحد أبطال القوات البحرية الذين شاركو في نصر أكتوبر 1973، حيث كشف خلال حواره بمناسبة مرور 52 عاما على معركة النصر العظيم، عن دوره في الحرب ، والبطولات التي قام بها هو وزملائه في معارك النصر على جبهة القتال.
حرب الاستنزاف
في البداية، تحدث اللواء بحري محمود متولي عن حرب الاستنزاف ، حيث أكد أنها مثلت المرحلة الأصعب والأهم في تاريخ مصر الحديث، ، مشيرا أن مصر واجهت أوضاعا قاسية وبالغة الصعوبة في أعقاب حرب يونيو 1967؛ حيث كانت المدن مُدمرة والسكان مهجرون، لكن الشعب والجيش صمدا معا حتى أعاد الجيش بناء نفسه مرة أخرى.
وأشار بطل القوات البحرية إلى أن القوات البحرية لعبت دورا بطوليا خلال حرب الاستنزاف، بدءا من إغراق المدمرة "إيلات" عام 1967، مرورا بعمليات الضفادع البشرية في البحر الأحمر، وتدمير الحفار الإسرائيلي في غرب إفريقيا، وصولا إلى معارك الإغارة الجريئة على الموانئ الإسرائيلية، مؤكدا أن هذه البطولات كانت هي المفتاح الحقيقي لنصر أكتوبر 1973.
حرب أكتوبر
وعن دور القوات البحرية في حرب أكتوبر، أكد أن البحرية المصرية تولت مهام استراتيجية كبرى خلال الحرب، منها عزل خطوط مواصلات العدو في البحرين المتوسط والأحمر، وتأمين الموانئ المصرية وطرق الملاحة، فضلًا عن المشاركة في التمهيد النيراني وعمليات القوات الخاصة على سواحل سيناء.
كما نفذت القوات البحرية أعمالاً بطولية، تمحورت حول قطع إمدادات البترول عن إسرائيل، وإغلاق ميناء إيلات أمام النقل البحرى، وفى المقابل ظلت الموانئ المصرية مفتوحة طوال أيام الحرب.
وشدد اللواء محمود متولي أن ما تحقق من إنجازات في حرب أكتوبر لم يكن صدفة، بل نتيجة تضحيات جسام من الجيش والشعب، وأن التاريخ سيذكر بأحرف من ذهب الدور الذي قامت به القوات البحرية خلال حرب أكتوبر.