عاجل| إذعان وإذلال.. كيف تبدو خطة ترامب بشأن غزة في نظر الخبراء؟
klyoum.com
علق السفير أحمد مجاهد على ما يسمى بمبادرة ترامب للسلام في غزة، وقال إنها تحمل في طياتها بذور فنائها؛ إذ إن درجة "الافترا" وفرض الإذعان فيها لا تسمح بنجاحها بشكلها وعناصرها الحاليين.
وقال عبر "فيسبوك": "الخطة نتنياهوية في صلبها، مغلفة بلمسات ترامبية، منطلقاتها عنصرية تتعامل مع الشعب الفلسطيني وشعوب ودول المنطقة على أنهم زائدة دودية حضارية، أو لا شيء، أو في أحسن الأحوال سكان عشوائيات عنيفة ينبغي انتشالهم وترقيتهم وتحضيرهم للانتقال إلى مساكن فارهة "شيك" بقيم جديدة."
وأوضح أن الخطة تتأسس على عقيدة "صهيونية - إفانجيليكية" تدفع لانتصار إسرائيل استعجالًا لعودة المسيح المخلص، والإسراع بألفية نهاية الزمان (الذي – للمفارقة – يقضي فيه المسيح بعد عودته على اليهود ليعيش العالم في إيمان وسلام، وفق رواية الصهيونية - الإفانجيليكانية).
ولفت السفير مجاهد إلى أن خطة ترامب تقوم على أسس شخصية لطرفيها: نتنياهو الذي يسعى لدخول التاريخ الإسرائيلي بدلًا من السجن، وترامب الذي يحاول تحقيق أحلامه الغريبة في الحصول على جائزة نوبل للسلام "بالعافية"، وأيضًا لتعزيز شعبيته لدى قاعدته الانتخابية الواسعة من الصهيونيين - الإفانجيليكان.
وأضاف: "بطبيعة الحال تتعلق الخطة بأسباب استراتيجية، تتصل – من وجهة نظر نتنياهو – بضرورة اغتنام لحظة الزخم العسكري الإسرائيلي في المنطقة، وفرض الامتداد الميداني وسلام الردع الدائم مرة واحدة وللأبد. أما من وجهة نظر ترامب، فهي تأديب أولئك الذين لا يؤمنون بجبروته في المنطقة من ناحية، والحفاظ على مصدر دخل ابتزازي دائم لإدارته وله ولأسرته من ناحية أخرى. واستراتيجيًا، بالإبقاء على حصن متقدم أمريكي في الشرق الأوسط للحفاظ على طرق نقل المحروقات، ومواجهة الصين، والحذر الدائم من القدرة المصرية الكامنة."
وقال السفير مجاهد إن من الواضح أن كل الدول العربية والإسلامية التي رحبت بخطة ترامب – ربما باستثناء دولة أو دولتين – تحاول امتصاصه وأخذه "على قد عقله" حتى تفشل خطته وحدها، اقتناعًا منها بأنها خطة تلفيقية مركبة بلا مستقبل. وأضاف أن شكلها يشبه خطة مطور عقاري دولي هدفه الأول الربح المادي (على حساب غزة والفلسطينيين، ولكن أيضًا – وبقدر ما – على حساب نتنياهو وإسرائيل)، بينما صلبها وصاية استعمارية أمريكية مباشرة في قلب المنطقة، لصالح شبكة من المصالح الدولية والإقليمية – الظاهرة والباطنة – في القلب منها إسرائيل.
وأضاف عبر منشوره على "فيسبوك": "مع ذلك، في ظل مأزق "كاتش 22" الذي يواجه جميع أطراف المشهد، وعدم وجود حل مُرضٍ، وعدم قدرة أي طرف على تحقيق أو إعلان الانتصار، ورغبة الجميع في إنهاء هذه الحرب الإسرائيلية التي أحرجت الكثيرين بجرائمها وطالت أكثر مما ينبغي، ستحاول بعض الدول بذل جهود حثيثة لإقناع حماس بالقبول، وقد تعلن حماس موافقتها مع بعض التعديلات."
وتابع: "يظل المحك الحقيقي هو من يحكم غزة، ومن يملك سلاحها. يريد ترامب – في مقابل إقناعه نتنياهو بمنع التهجير القسري للفلسطينيين – أن يورط دولًا عربية وإسلامية في إدارة غزة، سواء بقواتها أو بالاعتماد على ميليشيات فلسطينية تتعامل مع إسرائيل. وهو مأزق الدول العربية والإسلامية الكبيرة أذكى من أن تقع فيه، إلا إذا أعربت حماس صراحة عن ترحيبها بذلك. وحتى في هذه الحالة، فإن تحمل أي دولة عربية أو إسلامية المسؤولية عن إدارة نتائج الحرب الإجرامية الإسرائيلية سيكون أمرًا يستحق التفكير والدراسة بشكل دقيق قبل إبداء الموافقة عليه."
وقال: "لا يمكن للصفقات الأمنية – العقارية وحدها أن تحل مشكلات سياسية دولية، لا سيما إن كانت هذه الصفقات فجّة في انحيازها، وبالذات في حالة المشكلات ذات الطبيعة المركبة مثل القضية الفلسطينية، التي يختلط فيها التاريخي بالديني بالقومي بالاستراتيجي."
وأكد السفير مجاهد أن الخطة المصرية – العربية المطروحة في مارس 2025 جيدة. ليست مثالية، لكنها ما زالت أكثر طرق الخروج واقعية، ومن المحتمل أن يتم اللجوء إليها في نهاية الأمر.