خبير: تغيرات مناخية صامتة تضر بالزراعة.. ونشهد تحولات في نمط إنتاج الغذاء بمصر
klyoum.com
أكد الدكتور محمد علي فهيم، رئيس مركز معلومات تغير المناخ بوزارة الزراعة، أن العالم ومصر ليست استثناء بات يعيش في قلب أزمة التغير المناخي، التي لم تعد نظرية أو فانتازيا إعلامية كما كان يعتقد في السابق.
وقال فهيم، خلال مداخلة مع برنامج "حضرة المواطن" المذاع على قناة "الحدث اليوم": "الإنكار لهذه الظاهرة ساد لفترات طويلة سواء من النخبة أو من العامة، بمن فيهم المزارعون، لكن الجميع الآن بات مضطرًا للتعامل مع تداعيات واضحة في أنماط الفصول الزراعية، مظاهر التغير المناخي لم تعد فقط ظواهر عنيفة وواضحة، بل هناك تغيرات صامتة لا تثير الضجة، لكنها تؤدي إلى أضرار كبيرة في منظومة الزراعة والإنتاج".
وأضاف: "كنا نعتقد أن الربيع في مصر فصل مهادن ومعتدل، لكنه أصبح الآن فصلًا انتقاليًا عنيفًا وغير متزن، إما صيف مبكر أو شتاء متأخر".
وأشار إلى أن هذه التغيرات المناخية أثّرت بشكل مباشر على إنتاجية وجودة الفواكه، موضحًا أن شهري مارس وأبريل هما الأهم لأشجار الفاكهة، وبسبب التغيرات الحادة خلالهما هذا العام، تأثرت بشدة أنواع مثل المشمش، مؤكدًا أن هذا هو أحد أسباب ارتفاع الأسعار الذي يشهده السوق.
ولفت رئيس مركز معلومات المناخ إلى أن وزارة الزراعة ومراكز البحوث لم تقف مكتوفة الأيدي، بل قامت باستنباط أصناف جديدة من المحاصيل الاستراتيجية تتلاءم مع الظروف المناخية المستجدة.
وأكمل: "استنبطنا 18 صنفًا قصير العمر من القمح، ما مكننا من الوصول لمتوسط 20 أردب للفدان، لأن الأصناف القديمة كانت تستغرق 180 يومًا، ما كان سيعرضها لحرارة الصيف ويفسد المحصول".
وأوضح: "الأمر ذاته حدث مع الأرز الذي تقلصت دورة زراعته من 165 يومًا إلى 125، ومع الذرة التي أصبحت تستغرق 95 يومًا فقط بدلًا من 140، وهي استجابة علمية حقيقية للتحديات المناخية".
واختتم: "المواطن على سبيل المثال لا يدرك أن الطماطم التي يستهلكها حاليًا تُنتج من أكثر من 110 أصناف مختلفة، جرى تطويرها لتكون ذات عقد حراري، أي قادرة على الإثمار في درجات حرارة مرتفعة، وإلا لاضطررنا إلى وقف زراعة الطماطم تمامًا خلال فصل الصيف".