بالتزامن مع زيارة نتنياهو لواشنطن.. هل يعلن ترامب وقفا لإطلاق النار في غزة؟
klyoum.com
في ظل أوضاع إنسانية كارثية وارتفاع يومي في حصيلة الشهداء والمصابين في قطاع غزة، اسود حالة من الترقب لاحتمالية إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وذلك بالتزامن مع زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أمريكا.
وأعرب ترامب أكثر من مرة تفاؤله لقرب التوصل لاتفاق لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، وقال إن الفرص تتزايد خلال الأسبوع الجاري.
وخلال وقت سابق قالت حركة حماس إنها بعد التشاور مع الفصائل الفلسطينية، قررت الشروع في تنفيذ آلية اقتراح وقف إطلاق النار الذي يعرف إعلاميا بمقترح ترامب والذي ينص على وقف مؤقت لإطلاق النار مدة ٦٠ يوما، في مقابل إطلاق عدد من الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة، وإدخال المساعدات الإنسانية بكميات كافية، ثم الدخول في مفاوضات لوقف دائم لإطلاق النار،
ووفق تقارير فإن زيارة نتنياهو هي الثالثة إلى البيت الأبيض منذ تولي ترامب ولايته الثانية، وتجري الترتيبات في البيت الأبيض ليكون اللقاء بمثابة الاحتفال بالانتصار بعد الهجوم الأميركي - الإسرائيلي المشترك ضد إيران.
ووفق صحيفة الشرق الأوسط فمن المتوقع بقوة أن يتناول اللقاء قضايا عدة تبدأ من غزة وصولًا إلى تقييم الوضع في إيران، والخطوط الحمراء التي يتوجب رسمها لطهران حول تخصيب اليورانيوم، وما يمكن أن تسير عليه المفاوضات المحتملة أو فرص العمل العسكري مرة أخرى، كما تتطرق أجندة النقاشات إلى الوضع في لبنان والوضع في سوريا. كما لا يخفي ترمب رغبته في ضم دول جديدة إلى «الاتفاقات الإبراهيمية» بما يعنيه ذلك من إقامة علاقات مع إسرائيل
وأعلن ترامب موافقة إسرائيل على قبول إطار وقف إطلاق النار المؤقت في غزة لمدة شهرين، و«إيجابية» رد «حماس»؛ فإن التساؤلات تدور حول ما يحمله الرئيس ترمب في جعبته لنتنياهو، بما يقود فعليًا إلى إنهاء الحرب الإسرائيلية، وهو الشرط الذي ما زالت «حماس» تتمسك به.
ويقول مسؤولون بالإدارة الأميركية إن الرئيس ترامب يأمل في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى لدى حركة حماس ووقف الأعمال العدائية، وأشاروا إلى تصريحاته بأنه سيكون حازمًا للغاية مع نتنياهو بشأن إنهاء الصراع، واعتقاده بإمكانية التوصل إلى اتفاق.
وتشير تسريبات إلى أن ترامب يرغب في الإعلان عن مشاورات لتوسيع الاتفاقات الإبراهيمية، وهي النقطة التي غالبًا ما سيركز عليها الرئيس الأميركي للضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي لقبول صفقة لإنهاء الحرب مقابل التوصل إلى صفقة متعددة الأطراف أوسع نطاقًا لإعادة تشكيل ميزان القوى في المنطقة بعد حرب الاثني عشر يومًا بين إسرائيل وإيران.
وتدور تكهنات حول سيناريو متفائل بإعلان الاتفاق والترويج بقدرات الرئيس وسياساته الناجحة لإنهاء معاناة الفلسطينيين في غزة وأخذ الخطوات لإنهاء الحرب، لكن في مقابل ذلك هناك سيناريو متشائم يرجح ألا يتمكن الرئيس ترامب من إعلان وقف إطلاق النار والاكتفاء بتصريحات بالاقتراب من التوصل إلى اتفاق نظرًا للفجوات الكبيرة بين رغبات إسرائيل ومطالب «حماس».
السيناريو الأول
الرهان وراء سيناريو التفاؤل بعد انهيار المفاوضات السابقة يرجع إلى رغبة الرئيس ترامب في تحقيق انتصار سياسي، بعد إعطاء رئيس الوزراء الإسرائيلي وقتًا كافيًا لتحقيق أهدافه العسكرية وتمديد فترة بقائه في السلطة والضغط على المدعين العامين الإسرائيليين لوقف الملاحقات القضائية بتهم الفساد ضد نتنياهو.
ويقول المحللون إن ترامب يريد التفاخر بقدرته على تنفيذ وعوده بالقضاء على الفوضى في الشرق الأوسط وإحلال السلام من خلال دخول الولايات المتحدة كضامن للالتزام بوقف إطلاق النار.
لكن وفقًا لتصريحات داني دانون، السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، للصحافيين، فإن وقف إطلاق النار من وجهة نظر إسرائيل تعني الحصول على خيارات لمواصلة القتال، وليس التزامًا بإنهاء الحرب. وهو ما يتعارض مع مطالب «حماس» بوقف دائم للأعمال العدائية وانسحاب للقوات الإسرائيلية من القطاع.
وأشارت تقارير عبرية إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أبلغ الوزيرين إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش أن الحرب لن تنتهي إلا بعد نزع سلاح الفصائل الفلسطينية.
ويحاول نتنياهو فرض أهدافه في الوصول إلى وقف إطلاق النار عبر تهدئة لإطلاق سراح الرهائن لامتصاص غضب أهالي الرهائن، وفي الوقت نفسه يحتفظ بحق استئناف القتال في أي وقت.
ويتخوف نتنياهو من أنه إذا أنهى الحرب فإنه سيواجه المحاكمات التي ستنهي رئاسته للحكومة في إسرائيل، ولذا يناور ويحاول إقناع الرئيس ترامب بمخاطر إنهاء الحرب، باعتبارها المبرر الوحيد لاستمرار حكومته حتى الانتخابات المقبلة المقرر إجراؤها في نهاية أكتوبر 2026.
ويعتقد المحللون أن نتنياهو يريد مواصلة الحرب الانتقامية على غزة حتى يتمكن من كسب نفوذ سياسي كافٍ لإسقاط القضايا المرفوعة ضده وبناء قاعدة شعبية كافية لبقائه في السلطة.
ولقد سمحت رحلة نتنياهو إلى العاصمة واشنطن بتأجيل استجوابه في محاكمته بتهم فساد ومع بداية عطلة المحاكم الإسرائيلية في 21 يوليو إلى أوائل سبتمبر سيستمتع نتنياهو بمساحة من الراحة من تلك الملاحقات القضائية.