اخبار مصر

الرئيس نيوز

سياسة

إشارات ترامب ترجح جهودًا مقبلة لاحتواء الملف النووي الإيراني

إشارات ترامب ترجح جهودًا مقبلة لاحتواء الملف النووي الإيراني

klyoum.com

في أعقاب قمة شرم الشيخ التي أعلن فيها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن بدء المرحلة الثانية من خطته لإعادة إعمار غزة، برزت إشارات لافتة إلى تحول في الخطاب الأمريكي تجاه إيران، حيث تحدث ترامب أمام الكنيست الإسرائيلي عن "فجر تاريخي لشرق أوسط جديد"، مشيرًا إلى أن إسرائيل حققت كل ما يمكن تحقيقه بالقوة، وأن الوقت قد حان للسلام، حتى مع إيران، وفقًا لصحيفة الجارديان البريطانية.

هذه التصريحات أثارت اهتمامًا واسعًا، خاصة أنها جاءت بعد سنوات من التصعيد العسكري والدبلوماسي بين واشنطن وطهران، وبدت وكأنها محاولة لإعادة فتح قنوات التواصل مع الجمهورية الإسلامية، في إطار رؤية أوسع لإعادة تشكيل التوازنات الإقليمية.

وفقًا لصحيفة الجارديان البريطانية، فإن ترامب أكد أن إيران "جاهزة للسلام"، وأنه سيضغط على الدول العربية لتوقيع اتفاقات أبراهام بسرعة، في خطوة تهدف إلى دمج إيران ضمن منظومة تعاون إقليمي جديدة.

لكن هذه الإشارات قوبلت برد فعل حاد من طهران، التي وصفت دعوة ترامب للحوار بأنها ليست سوى "نفاق سياسي"، معتبرة أنها تتناقض تمامًا مع الهجمات الأخيرة التي نفذتها الولايات المتحدة وإسرائيل ضد منشآت نووية إيرانية في يونيو الماضي.

وكانت مجلة "مودرن دبلوماسي" قد نقلت عن وزارة الخارجية الإيرانية وصفها لتصريحات ترامب بأنها استمرار لـ"سلوك عدائي وإجرامي"، مشيرة إلى أن الدعوة للحوار جاءت بعد انهيار خمس جولات من المحادثات غير المباشرة بين واشنطن وطهران، والتي فشلت بسبب الخلافات حول تخصيب اليورانيوم ورفع العقوبات.

وأوضحت المجلة أن حديث طهران عن التناقض بين تصريحات ومواقف إدارة ترامب يعكس عمق انعدام الثقة بين الطرفين، ويعقّد أي محاولة لإعادة إطلاق مسار دبلوماسي جاد.

كما أن التنسيق العسكري بين واشنطن وتل أبيب، خاصة في ما يتعلق باستهداف المنشآت النووية، زاد من تصلب الموقف الإيراني، وأضعف فرص التهدئة. في ظل هذه الأجواء، حذّر محللون من أن أي عمل عسكري جديد قد يقضي نهائيًا على فرص الحوار، ويدفع المنطقة نحو أزمة نووية جديدة.

ورغم هذا التصعيد، تشير بعض التقديرات إلى أن طهران قد تترك قنوات خلفية مفتوحة للحوار، عبر وسطاء مثل سلطنة عمان أو قطر، بينما تواجه واشنطن تحديًا كبيرًا في إقناع إيران بأن الدبلوماسية يمكن أن تتعايش مع سياسة الردع.

وفي الوقت ذاته، تواصل الوكالة الدولية للطاقة الذرية مراقبة الأنشطة النووية الإيرانية، وسط تضاؤل المساحة الدبلوماسية المتاحة. وتبقى الدول الأوروبية، خاصة فرنسا وألمانيا، متمسكة ببقايا الاتفاق النووي لعام 2015، وتدعو إلى إعادة إحيائه بصيغة معدّلة تأخذ في الاعتبار التطورات الأمنية الأخيرة.

من جهة أخرى، فإن تصريحات ترامب حول استعداد إسرائيل لمد "يد الصداقة" إلى إيران أثارت جدلًا واسعًا داخل الأوساط السياسية الإسرائيلية، حيث اعتبرها البعض محاولة لإعادة ضبط العلاقات الإقليمية على أسس جديدة، بينما رأى آخرون أنها تنازل غير مبرر في ظل استمرار إيران في دعم جماعات مسلحة معادية لإسرائيل.

ومع ذلك، فإن هذه التصريحات تعكس رغبة أمريكية في تجاوز منطق المواجهة، والانتقال إلى مرحلة من "السلام مقابل إعادة البناء"، تشمل كل أطراف النزاع، بما فيها إيران.

ووفقًا لمجلة مودرن دبلوماسي، فإن رفض إيران لمبادرة ترامب لا يعني بالضرورة إغلاق الباب أمام الحوار، بل يعكس استراتيجية تفاوضية تهدف إلى رفع سقف المطالب، والحصول على ضمانات أكثر جدية.

ويعتقد مراقبون أن طهران قد تستغل هذا الزخم السياسي لإعادة طرح شروطها، خاصة فيما يتعلق برفع العقوبات الاقتصادية، وضمان عدم تكرار الهجمات على منشآتها النووية.

وفي المقابل، تواجه إدارة ترامب تحديًا في إقناع حلفائها بأن الجمع بين الردع والدبلوماسية يمكن أن ينجح، دون أن يُنظر إليه على أنه تناقض أو ضعف.

ويبدو أن الملف النووي الإيراني عاد إلى الواجهة، لكن في سياق أكثر تعقيدًا، حيث تتداخل فيه الحسابات الأمنية، والمواقف المتصلبة، والرهانات السياسية.

وبينما يحاول ترامب تقديم نفسه كصانع سلام في الشرق الأوسط، فإن ردود الفعل الإيرانية تشير إلى أن الطريق نحو اتفاق جديد لا يزال مليئًا بالعقبات، وأن أي تقدم يتطلب أولًا بناء الثقة، قبل الحديث عن صفقات أو تفاهمات.

وفي ظل استمرار التوترات من غزة إلى مضيق هرمز، فإن مستقبل العلاقات الأمريكية الإيرانية سيبقى مرهونًا بقدرة الطرفين على تجاوز الماضي، والبحث عن أرضية مشتركة تضمن الأمن والاستقرار للجميع.

*المصدر: الرئيس نيوز | alraeesnews.com
اخبار مصر على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com