مع من تكون المرأة في الجنة إذا تزوجت عدة رجال ؟.. اعرف رأي الشرع
klyoum.com
ورد سؤال إلى د. عطية لاشين، أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون، عبر صفحته الرسمية بالفيسبوك من مستمعة تقول فيه: "تزوجت رجلًا ثم طلقني، فتزوجت بعده بآخر فتوفي، ثم تزوجت بعده بثالث، فمع أيٍّ منهم أكون في الجنة؟".
وأجاب د لاشين قائلا: الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه الكريم: ﴿إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِؤُونَ لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُم مَّا يَدَّعُونَ﴾. والصلاة والسلام على سيدنا محمد، الذي روي عنه في كتب السنة قوله: "يُحشر المرء مع من أحب"، صلوات الله وسلامه عليه.
وأوضح أستاذ الفقه أن البيت المسلم الذي يُبنى على طاعة الله وتقواه، وتُقام فيه الصلاة ويُتلى فيه القرآن، هو البيت الذي ينشأ أفراده على التمسك بالدين قولًا وعملاً، فيكون جزاؤهم في الآخرة كما قال الله تعالى: ﴿جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ﴾.
وبخصوص واقعة السؤال فقد وردت ثلاثة آراء لأهل العلم:
الرأي الأول: يرى أن المرأة تكون مع أحسن أزواجها خُلقًا. واستدل أصحاب هذا القول بما جاء عن أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها سألت رسول الله عن المرأة يكون لها زوجان في الدنيا ثم يموتان ويجتمعون في الجنة، فلأيّهما تكون؟ فقال: "لأحسنهما خلقًا كان معها يا أم حبيبة، ذهب حسن الخلق بخيري الدنيا والآخرة".
ذكره القرطبي في التذكرة في أحوال الموتى والآخرة. غير أن هذا الحديث ضعيف جدًّا بسبب ضعف رواته، مما جعل الاستدلال به غير قوي.
الرأي الثاني: ذهب أصحابه إلى أن المرأة تُخيّر يوم القيامة بين أزواجها، فتختار منهم من تشاء، إلا أن هذا القول لم يرد عليه دليل صحيح يعتمد عليه، فسقط الاحتجاج به.
الرأي الثالث: وهو الأرجح، أن المرأة تكون في الجنة مع آخر أزواجها في الدنيا.
واستدل القائلون بذلك بما رواه الطبراني في الأوسط عن أم الدرداء رضي الله عنها أنها رفضت خطبة معاوية بن أبي سفيان بعد وفاة زوجها أبي الدرداء، وقالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أيما امرأة توفي عنها زوجها فتزوجت بعده، كانت لآخر أزواجها"، ثم قالت: "وما كنت لأختارك على أبي الدرداء".
كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "إن المرأة لآخر أزواجها".
ورجح د عطية لاشين هذا القول، مبينًا أن الأدلة التي استند إليها أصحابه أقوى وأثبت من غيرها، فيكون الراجح أن المرأة في الجنة تكون مع آخر أزواجها في الدنيا.