اخبار مصر

الرئيس نيوز

سياسة

من دفتر أحوال انتصارات أكتوبر.. هل تنشب حرب جديدة بين إسرائيل والعرب؟ وكيف ستكون؟

من دفتر أحوال انتصارات أكتوبر.. هل تنشب حرب جديدة بين إسرائيل والعرب؟ وكيف ستكون؟

klyoum.com

في إطار الاحتفال بالذكرى الخمسين لصدور مجلة مومنت، أعادت المجلة نشر مقال من عددها الأول يرجع تاريخه إلى مايو ويونيو 1975، تناول إمكانية نشوب حرب عربية - إسرائيلية خامسة.

وكتب المقال محرر الشؤون العسكرية في نيويورك تايمز آنذاك، درو ميدلتون، الذي ركز فيه على الدروس التي تعلمها العرب بحلول عام 1974، في أعقاب انتصار 6 أكتوبر 1973، والعوامل التي تعزز قدراتهم العسكرية، وتداعيات استهانة إسرائيل بهذه القدرات.

الدروس التي تعلمها العرب بحلول عام 1974

في أعقاب حرب 6 أكتوبر في عام 1973، أظهرت القوات العربية، خصوصًا المصرية والسورية، تحسينات كبيرة في الأداء العسكري.

واستفاد العرب من تدريب مكثف وإعادة هيكلة جذرية للقيادة، من الصف الأول للقيادات المصرية إلى الملازمين، مما عزز كفاءتهم القتالية.

وأدى تدفق الأسلحة السوفيتية المتطورة، مثل صواريخ أرض - جو ومضادات الدبابات، عبر موانئ الإسكندرية واللاذقية، إلى تعزيز قدراتهم التكتيكية.

وأظهرت القوات المصرية والسورية مرونة عالية في استخدام هذه الأسلحة، حيث تمكنوا من مواجهة القوات الإسرائيلية بفعالية في سيناء والجولان على الرغم من التقديرات الإسرائيلية الخاطئة بشأن المدة التي يحتاجها العرب من أجل التدريب على العتاد العسكري الجديد.

كما أسهم التعاون مع المستشارين السوفيتيين في تحسين مهارات القيادة والسيطرة، مما قلل الفجوة مع إسرائيل في جانب الجاهزية العسكرية.

العوامل التي تزيد من قوة العرب

تتمتع الجيوش العربية، خصوصًا في مصر وسوريا، بمزايا كبيرة في القوى البشرية، حيث بلغت قواتهم النشطة 575،000 مقاتل في بداية حرب 1973، مقارنة بـ375،000 جندي إسرائيلي عند التعبئة. أدت التحسينات في التدريب والخبرة الميكانيكية إلى تقليص الفجوة مع إسرائيل، حيث أظهر الجنود العرب شجاعة ملحوظة في مواجهة الدبابات الإسرائيلية بأسلحة مضادة للدبابات.

وتلقت مصر وسوريا أسلحة متطورة مثل صواريخ سكود - بي بعيدة المدى (250 ميلًا) وطائرات ميج-23، مما عزز قدرتهم على شن هجمات بعيدة المدى وتهديد خطوط الاتصال الإسرائيلية الداخلية.

كما أن وجود حوالي 3000 ضابط وفني سوفيتي في سوريا عزز الجاهزية القتالية، خصوصًا في سلاح الجو والدفاعات الصاروخية.

هذه العوامل تجعل القوات العربية أكثر قدرة على شن هجوم منسق على جبهات متعددة في حرب محتملة.

استهانة إسرائيل بقدرات العرب وتداعياتها

وقبل حرب 6 أكتوبر، سادت الثقة الزائدة في إسرائيل، حيث قللت قيادتها من قدرات القوات العربية.

على سبيل المثال، في عام 1971، وأشار عقيد إسرائيلي على خط بار ليف إلى أن قواته المحدودة كافية للتعامل مع أي هجوم مصري، معتمدًا على تفوق سلاح الجو الإسرائيلي.

وهذا الاستهتار أدى إلى صدمة في بداية حرب 1973، حيث نجحت القوات المصرية في اجتياز خط بار ليف في ساعات، وهددت القوات السورية باختراق الجولان.

كشفت هذه الأحداث عن ضعف الاستعدادات الإسرائيلية، حيث فشلت في توقع تحسينات العرب في التدريب والتسليح.

وأشار المقال إلى أن هذا الخطأ الجسيم في تقديرات تل أبيب أدى إلى خسائر كبيرة في الضباط ذوي الخبرة، خصوصًا الرتب المتوسطة، مما أثر على القيادة الإسرائيلية.

أجبرت هذه التجربة إسرائيل على إصلاح أجهزتها الاستخباراتية في عام 1974، مع التركيز على تحسين تقديرات العدو وتجنب التقليل من قدراته.

تداعيات الاستهانة في حرب محتملة

في حالة نشوب حرب خامسة، قد تؤدي أي استهانة متبقية إلى تحديات خطيرة لإسرائيل. وقد تعطل الأسلحة المتطورة، مثل الصواريخ بعيدة المدى والدفاعات الجوية العربية، خطوط الاتصال الإسرائيلية وتجعل الضربات الاستباقية أقل فعالية مقارنة بحرب 1967.

ويشير المقال إلى أن الحرب المستقبلية قد تشهد تباطؤ العمليات الهجومية بسبب الأسلحة الدقيقة، مما قد يؤدي إلى جمود عسكري.

كما أن تدخل القوى العظمى، مثل الاتحاد السوفيتي، في ذلك الوقت لدعم العرب والولايات المتحدة لدعم إسرائيل، قد يوسع نطاق الصراع، مما يزيد من مخاطره.

إذا لم تتعلم إسرائيل من أخطاء 1973، فقد تواجه صعوبات في الحفاظ على تفوقها التقليدي، خصوصًا إذا هاجمت القوات العربية على جبهات متعددة.

يؤكد المقال أن الدروس التي تعلمها العرب بحلول عام 1974، إلى جانب تعزيز قدراتهم العسكرية، جعلتهم قوة أكثر خطورة في مواجهة إسرائيل. استهانة إسرائيل السابقة بقدرات العرب أدت إلى صعوبات كبيرة في حرب 1973، مما دفعها لإصلاح استراتيجياتها.

ومع ذلك، فإن أي استهتار مستقبلي قد يعرض إسرائيل لمخاطر أكبر في حرب خامسة محتملة، خصوصًا مع التطورات في الأسلحة والدعم الخارجي للعرب.

وتوقع المقال أن الحرب القادمة، إن حدثت، لن تشبه سابقاتها، وقد تتسع لتصبح صراعًا إقليميًا أو عالميًا.

تعزيز التعاون العربي وتأثيره الاستراتيجي

بحلول عام 1974، بدأت الدول العربية في تعزيز التنسيق العسكري بينها، مستفيدة من تجربة حرب أكتوبر 1973 التي أظهرت أهمية العمل المشترك.

أسهمت القمم العربية، مثل تلك التي عُقدت في الرباط، في وضع إطار لتبادل الخبرات العسكرية وتنسيق الاستراتيجيات بين مصر وسوريا، مع دعم لوجستي من دول مثل السعودية والكويت.

هذا التعاون عزز القدرة على التخطيط لهجمات مشتركة على جبهات متعددة، مما يضع ضغطًا إضافيًا على إسرائيل التي تعتمد على خطوط دفاع محدودة.

كما أدى تبادل المعلومات الاستخباراتية إلى تحسين القدرة على توقع التحركات الإسرائيلية، مما يمنح العرب ميزة استراتيجية في سيناريوهات الحرب المستقبلية.

دور الدعم الاقتصادي العربي في تعزيز القوة العسكرية

إلى جانب التحسينات العسكرية، استفادت الدول العربية من قوتها الاقتصادية المتزايدة، خصوصًا بعد حظر النفط عام 1973، الذي عزز مواردها المالية.

استُخدمت هذه الأموال لتمويل برامج تسليح طموحة، بما في ذلك شراء أسلحة متطورة من الاتحاد السوفيتي ومحاولات لتنويع مصادر التسليح من دول غربية مثل فرنسا.

كما دعمت هذه الموارد تطوير البنية التحتية العسكرية، مثل تعزيز المطارات ومواقع الصواريخ في مصر وسوريا.

هذا الدعم الاقتصادي لم يعزز فقط الجاهزية العسكرية، بل أتاح للدول العربية قدرة أكبر على الصمود في صراع طويل الأمد، مما يشكل تحديًا إضافيًا لإسرائيل في أي مواجهة مستقبلية.

*المصدر: الرئيس نيوز | alraeesnews.com
اخبار مصر على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com