اخبار مصر

الرئيس نيوز

سياسة

عن طريق الخطأ.. القوات الأمريكية تغزو شواطئ المكسيك

عن طريق الخطأ.. القوات الأمريكية تغزو شواطئ المكسيك

klyoum.com

شهدت الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك حادثة غير مسبوقة عندما هبطت مجموعة من الجنود الأمريكيين، أو ما وصفهم البنتاجون بـ"المتعاقدين العسكريين"، على شاطئ بلايا باجداد في شمال شرق المكسيك، وأقاموا لافتات تُعلن أن المنطقة ملك لوزارة الدفاع الأمريكية ومخصصة كمنطقة محظورة، وهو ما اعتبرته السلطات المكسيكية غزوًا خاطئًا لأراضيها.

وفقًا لما ذكرته صحيفة دايلي ميل البريطانية، فقد كانت هذه الهبوطات جزءًا من عمليات روتينية لتحديد مناطق "الدفاع الوطني" على الحدود الأمريكية، لكنها وقعت نتيجة خطأ في تحديد موقع الحدود بسبب تغيّر عمق المياه وتضاريس الشاطئ، وفقا لصحيفة ديلي ميل البريطانية.

وانتشرت صور ومقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي للجنود وهم يثبتون ست لافتات على الرمال، مكتوب عليها تحذيرات باللغتين الإنجليزية والإسبانية تحظر الدخول أو التصوير، وتوضح أن أي شخص يُضبط في المنطقة قد يخضع للتفتيش أو الاحتجاز. وأكد البنتاغون لاحقًا أن العملية كانت تستهدف الجانب الأمريكي من الحدود، لكن تغيرات طبيعة النهر والعمق المائي أوهمت الجنود بموقع الحدود، ما أدى إلى هذا الهبوط الخاطئ.

ووفقًا لموقع LBC، تدخلت البحرية المكسيكية بسرعة لإزالة اللافتات، بينما أشارت لجنة الحدود والمياه الدولية (IBWC)، وهي وكالة ثنائية تدير الحدود بين البلدين، إلى أنها ستبدأ مشاورات تقنية لتوضيح موقع الحدود بدقة ومراجعة الخرائط والمعايير التي تحددها المعاهدات التاريخية بين الولايات المتحدة والمكسيك، بما فيها معاهدة غوادالوبي هيدالجو 1848 والتعديلات اللاحقة. وأكدت السلطات المكسيكية أن العملية انتهت دون وقوع أي مواجهة مسلحة، وأن الحادثة ستخضع للتحقيق الرسمي.

الحادثة جاءت في وقت حساس، إذ صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في نفس اليوم بأنه "قد يكون موافقًا" على توجيه ضربات للكارتيلات المكسيكية لمكافحة تهريب المخدرات، وهو تصريح رفضته رئيسة المكسيك كلوديا شاينباوم بشدة.

ووفقًا لما ذكره موقع ذا ديلي بيست، فقد اعتبرت السلطات المكسيكية أن تصريح ترامب يضاعف من أهمية التدقيق في موقع الحدود، لا سيما أن النهر الذي يفصل بين البلدين، ريو غراندي، تغير مساره على مدى عقود، مما يتطلب مراجعة مستمرة للخرائط الحدودية.

من جانبها، أوضحت صحيفة دايلي ميل البريطانية أن الحادثة سلطت الضوء على هشاشة التنسيق بين البنتاغون والسلطات المكسيكية في مثل هذه العمليات، مشيرة إلى أن سلسلة "مناطق الدفاع الوطني" التي بدأ تنفيذها البنتاغون في 2025 تهدف لتشديد الرقابة على الحدود، لكنها تفتقر أحيانًا للتوافق مع الجهة المكسيكية.

وأضافت الصحيفة أن هذه الحوادث قد تؤدي إلى توترات دبلوماسية إذا لم يتم التعامل معها بحذر، خاصة مع تصاعد الحديث عن تدخلات محتملة ضد الكارتيلات، وهو ما يثير قلق المكسيك والمجتمع الدولي.

كما أشار موقع LBC إلى أن الجنود الأمريكيين خططوا مسبقًا للوصول إلى الجانب الأمريكي من الحدود لتثبيت اللافتات، ولكن تغيّرات التضاريس والعمق المائي للأراضي أدت إلى "تضليل الإدراك البصري"، مؤكدًا على أن البنتاغون سيتخذ إجراءات تنسيقية مستقبلية لتجنب مثل هذه الأخطاء، بما في ذلك تحسين الخرائط ومراجعة مواقع الهبوط.

وأثار الحدث اهتمام الرأي العام الدولي، حيث تداولت وسائل الإعلام الأمريكية والمكسيكية صورًا للفيديوهات التي أظهرت إزالة اللافتات من قبل البحرية المكسيكية، بينما دعا خبراء الأمن الحدودية إلى وضع بروتوكولات دقيقة لتحديد موقع الحدود بشكل دقيق، خاصة في المناطق الساحلية المتغيرة.

يعتبر هذا الحادث مثالًا صارخًا على تعقيدات الحدود الطبيعية بين الدول، وكيف يمكن لتغييرات بسيطة في الجغرافيا أن تؤدي إلى أحداث دبلوماسية معقدة.

*المصدر: الرئيس نيوز | alraeesnews.com
اخبار مصر على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com