الرئاسة السورية تدعو لضبط النفس في السويداء وترسل قوة لاحتواء الاشتباكات
klyoum.com
أعلنت الرئاسة السورية، مساء الجمعة، أنها تعمل على تهدئة الأوضاع المتوترة في محافظة السويداء ومناطق الجنوب السوري، داعية جميع الأطراف إلى "ضبط النفس وتغليب صوت العقل"، في وقت تتصاعد فيه الاشتباكات بين مسلحين من الطائفتين الدرزية والبدوية، وسط مخاوف من اتساع رقعة العنف.
وفي بيان نُشر عبر وكالة الأنباء الرسمية "سانا"، أكدت الرئاسة أن "الدولة تبذل جهوداً حثيثة لإيقاف الاقتتال، وضبط الانتهاكات التي تهدد أمن المواطنين وسلامة المجتمع"، مشيرة إلى أن الجهات المختصة بصدد إرسال "قوة متخصصة" لضبط الاشتباكات ميدانيًا والعمل على حل النزاع على الأرض.
وأوضح البيان أن الجهود الميدانية تأتي بالتوازي مع مسار سياسي وأمني يستهدف "تثبيت الاستقرار وضمان عودة الهدوء إلى المناطق في أسرع وقت"، مؤكدًا أن القيادة السورية تتعامل مع التطورات بـ"مسؤولية عالية"، وتسعى إلى تفادي أي انزلاق أمني أوسع قد يعيد الجنوب السوري إلى مربع الفوضى.
وشددت الرئاسة على أن "الهجوم على العائلات الآمنة والتعدي على كرامة الناس أمر مدان ومرفوض ولن يُقبل بأي ذريعة"، ما يعكس قلقًا رسميًا من تصاعد الانتهاكات التي طالت المدنيين، وتهدد بتأجيج الانقسام المجتمعي في محافظة تتسم بحساسية طائفية وأمنية بالغة.
وفي تطور موازٍ، نفت وزارة الداخلية السورية صحة الأنباء التي تحدثت عن دخول قوى الأمن الداخلي إلى محافظة السويداء. وقال المتحدث باسم الوزارة، نور الدين البابا، في تصريح نقلته وكالة "سانا"، إن "بعض الوكالات والقنوات الإعلامية تناقلت أخباراً غير دقيقة حول دخول قوى الأمن الداخلي إلى محافظة السويداء"، دون تقديم تفاصيل إضافية حول طبيعة انتشار القوات النظامية أو دورها في احتواء الأزمة.
وتشهد السويداء منذ أيام حالة من التوتر المتصاعد بين مجموعات مسلحة تنتمي إلى الطائفة الدرزية وأخرى من أبناء العشائر البدوية، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، وتسبب في نزوح عدد من العائلات من مناطق الاشتباكات. وتتمحور جذور النزاع حول خلافات مزمنة تتعلق بالأراضي والنفوذ، تغذيها حالة من الفراغ الأمني وضعف الدولة المركزية في بعض المناطق.