الإعلام العبري يتهم القاهرة بـ"النفاق" وخبير مصري يرد
klyoum.com
أخر اخبار مصر:
436 مخالفة في حملة رقابية موسعة بحي وسط الإسكندريةشنت القناة الـ14 الإسرائيلية هجوما حادا على مصر متهمة القاهرة "بالنفاق واستغلال أزمة غزة لتصفية حساباتها مع إسرائيل".
وقالت القناة العبرية إن الإعلان عن فتح معبر رفح باتجاه "الخروج فقط" أسقط مرة أخرى القناع عن أسطورة "الأخوة العربية"، مشيرة إلى أن مصر، بينما تدّعي اهتمامها بسكان قطاع غزة، تعمل في الواقع على ضمان بقاء منظمة الإرهاب الوحشية في غزة كمشكلة إسرائيلية خالصة، على حد زعمها.
وأضافت القناة الـ 14 العبرية أن "الأخوة المصرية" الزائفة حسب تعبيرها، التي تقدم على أنها دعم لـ"أبناء الشعب الفلسطيني"، تتهاوى مجددًا – ولا يعرف كم مرة حدث ذلك – ففي اللحظة الحاسمة تختار مصر مصالحها الخاصة، وترفض السماح بفتح المعبر بشكل أحادي، وتعطّل أي خطوة خارج نطاق سيطرتها، بل وتستخدم سكان غزة كأداة لطعن إسرائيل.
وأشارت القناة العبرية خلال تقريرها إلى أن القرار الإسرائيلي بفتح معبر رفح للخروج فقط، كعقوبة على رفض حماس إعادة جميع المخطوفين حتى بعد مرور أكثر من شهرين على انتهاء المهلة النهائية البالغة 72 ساعة، قد كشف التوتر الجوهري بين مفهومي "العودة" و"النفي".
وأكدت القناة العبرية أن المصريين وعدونا في غزة يدركون جيدا أن فتح المعبر باتجاه واحد (للخروج فقط) يُعد انتصارا إسرائيليا مطلقا، أما فتحه في الاتجاهين فيُعد انتصارًا عربيًا.
وتابعت: "في الليلة التي تسبق المرحلة التالية من الاتفاق المفترض – وهي فتح المعبر لعودة سكان غزة – حتى لو لم تعد أعداد كبيرة فعليا، فإن مجرد وجود إمكانية العودة يحافظ على الأمل بأن هناك مكانا يُمكن الرجوع إليه، وبهذا يحافظ على استمرار الصراع، ويضمن بقاء الكيان الإرهابي في غزة كعبء على إسرائيل وحدها، لا على الآخرين".
وفي هذا السياق، أشارت القناة العبرية إلى أن غزة، خاصة في هذا التوقيت بالذات، تُستخدم كأداة في اللعبة الجيوسياسية الباردة والضيقة والماكرة في المنطقة، مشيرة إلى أن سكان غزة – وبشكل خاص الآن – يعدون إلى حد كبير ورقة بيد قطر ومصر وتركيا وغيرها، تهدف إلى التأكد من أن إسرائيل ستظل، كما كان دائمًا، مشغولة ومُنزَفة من اتجاه واحد على الأقل: من غزة.
وفي السياق نفسه، كتب تسيفي برائيل المحلل الإسرائيلي البارز في مقال بصحيفة "هآرتس" إن مصر تعتبر المعركة حول إعادة إعمار قطاع غزة جزء من حرب أوسع لتعزيز مكانتها الإقليمية.
وأشار برائيل إلى أن القاهرة ترى أن "اليوم التالي" في القطاع يجب أن يضمن بقاء السكان هناك وعدم عبورهم الحدود المصرية.
وأضافت الصحيفة العبرية عبر محللها أن التدخل المتزايد لقوى إقليمية ودولية أخرى في الملف الغزي يدفع مصر إلى اتخاذ موقف دفاعي، ويزيد من حذرها وشكوكها.
وأشار برائيل إلى أنه في أكتوبر الماضي، وبعد "قمة السلام" وتوقيع خطة ترامب المكونة من 20 نقطة، أعلنت مصر عن نيّتها تنظيم مؤتمر دولي آخر في نوفمبر لجمع الدول والمانحين من مختلف أنحاء العالم، بهدف إطلاق المرحلة التالية من خطة ترامب، وهي مرحلة إعادة إعمار غزة. لكن نوفمبر مضى دون أن يُعقد المؤتمر.
وأضافت برائيل خلال تقريره بصحيفة "هآرتس" أن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أعلن هذا الأسبوع أن مصر بدأت مشاورات مكثفة مع الإدارة الأمريكية لتحديد موعد "مؤتمر إعادة الإعمار والتعافي" لغزة، المزمع عقده في ديسمبر الجاري، موضحًا أن القاهرة تأمل أن يترأسه كل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وفي المقابل، قال الخبير المصري المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، محمود محيى الدين، تعليقا على اتهامات القناة الإسرائيلية الـ14 لمصر، إن الإعلام العبري عامة وهذه القناة بشكل خاص تتعمد تشويه الحقائق وقلبها رأسا على عقب، في محاولة يائسة لتبرير فشل سياساتها تجاه قطاع غزة، وتحميل الآخرين تبعات أزماتها الأمنية والإنسانية المتأصلة.
وأضاف محيى الدين خلال تصريحات خاصة لـ RT إن هذه الاتهامات الباطلة التي توجهها القناة العبرية إلى مصر – من "نفاق" واستغلال لأهالي غزة – لا تعكس سوى حالة الإحباط الإسرائيلي من عجزها عن إدارة ملف القطاع دون التنسيق مع دولة محورية مثل مصر، التي تظل الحارس الأول للاستقرار في الجنوب الشرقي للمنطقة.
وشدد الخبير المصري في الشؤون العبرية أن الموقف المصري واضح وثابت وهو: نحن لا نستخدم غزة "كأداة" ضد أحد، بل نعمل جاهدين – وبتنسيق دولي – لمنع كارثة إنسانية شاملة، ولضمان عدم تفريغ القطاع من سكانه، وهو ما يشكل انتهاكا صارخًا للقانون الدولي وتهديداً وجوديًا للقضية الفلسطينية برمتها. فبقاء الفلسطينيين في أرضهم حق مشروع، وليس "خطة ماكرة" كما تدعي القناة الإسرائيلية.
وأوضح محيى الدين أن فتح معبر رفح يتم وفق ضوابط سيادة الدولة المصرية، وليس وفق رغبات أحادية الجانب من أطراف لا تعترف بحقوق الشعب الفلسطيني ولا تسعى سوى لتصفية حساباتها السياسية عبر الدم الفلسطيني.
واستطرد قائلا : "أما الادعاء بأن مصر تسعى لإبقاء حماس كمشكلة إسرائيلية فهو كلام مردود عليه؛ فمصر كانت من أوائل الدول التي دعت إلى نزع سلاح الفصائل المسلحة في غزة، ووقف إطلاق النار، وتحييد المدنيين عن دائرة الصراع. بل إن الوساطة المصرية الدؤوبة طوال السنوات الماضية كانت هدفها الوحيد تخفيف المعاناة الإنسانية، لا اللعب الجيوسياسي، كما تحب إسرائيل أن تروج".
وأضاف محيي الدين أنه من العجيب أن إسرائيل، التي تحاصر غزة منذ أعوام وتدمّر بنيتها التحتية وتحرم سكانها من أبسط مقومات الحياة، تأتي اليوم لتتهم مصر بأنها "تستغل" المأساة! إن هذا التضليل الإعلامي يكشف حجم الازدواجية في الخطاب الإسرائيلي: فهي تريد أن تفرض حصارا خانقا، ثم تطالب بأن تفتح الدول أبوابها لتصدير أزمتها!
وختم محمود محيى الدين حديثه قائلا: "مصر لا تلعب لعبة طعن إسرائيل، بل تدافع عن الأمن القومي العربي، وترفض أي مخططات تهجير أو توطين، وتعمل – بصبر واستراتيجية – لضمان أن يظل قطاع غزة جزءًا لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية، وأن يعود أهله إليه بكرامة، لا كضحايا لصفقة تبادل مصالح إقليمية. ومن يبحث عن "نفاق"، فليبدأ بمرآة تظهر له سياسات التدمير والاحتلال التي تنتهجها إسرائيل منذ عقود.
المصدر : RT + القناة الـ 14 الإسرائيلية + هاآرتس