دراسة تكشف عن تأثير مسكنات الألم على الذاكرة.. هل تؤدي لتدهورها؟
klyoum.com
تتنوع مسكنات الألم الشائعة التي يستخدمها العديد من المرضى الذين يعانون من آلام في مناطق متفرقة، وتساعد هذه المسكنات على تخفيف الألم والتقليل من الالتهابات، وعلى الرغم من فوائد الحبوب والأقراص للتخلص من الآلام التي لا تزول بغيرها، إلا أنّ هناك دراسة أثبتت تأثيرات سلبية لبعض المسكنات الشائعة على جسم الإنسان.
وأجرت كلية لندن الجامعية دراسة تركزعلى التأثيرات الإدراكية للأدوية الشائعة على حوالي نصف مليون شخص في المملكة المتحدة، وأشارت نتائج الدراسة إلى أنّ الأدوية المستخدمة لعلاج الألم، والالتهابات، وهشاشة العظام، وأمراض القلب والربو والحساسية وارتفاع ضغط الدم قد يكون لها تأثيرات سلبية على الذاكرة.
الدكتور أحمد كامل، استشاري المخ والأعصاب يقول في حديثه لـ«الوطن» إنّ هناك بعض الأعراض الجانبية الإيجابية لتلك المسكنات كالأيبوبروفين والڤولتارين والكودايين؛ تتمثل في تحسين وظائف الذاكرة والقدرة على حل قدرات الذكاء، إلا أنّ هناك بعض المسكنات الأخرى كالباراسيتامول، والبنادول وبعض أدوية الإكتئاب لها تأثير سلبي على الذاكرة؛ إذ تؤدي إلى تدهورها وعدم قدرتها على حل المشكلات.
وأضاف استشاري المخ والأعصاب، أنّ تلك الدراسة ما هي إلا دراسة أولية تحتاج إلى مزيد من التجارب على عدد أكبر من الأشخاص للتأكد من كامل صحتها وللوصول إلى نتائج وتوصيات سليمة، خاصة وأنّه لا توجد صلة قوية بين الأدوية وهذه التأثيرات، لكنها لا تعتبر دليلًا ملموسا على أنها تسبب تلك التأثيرات بشكل مباشر، يجب على التجارب غير المعلن عنها أن تنظر لجميع الأدوية الجديدة في التأثير المحتمل على الدماغ للسماح للأطباء باختيار أفضل الأدوية التي يمكن للمرضى تناولها.
ولم تُجرَ سوى أبحاث قليلة حول التأثيرات المعرفية للأدوية الشائعة، وتتمثل إحدى المشكلات في أن العديد من هذه الأدوية يتناولها كبار السن في أغلب الأحيان، وغالبًا بالتزامن مع أدوية أخرى، فمن الصعب عزل السبب المحتمل وراء هذا التأثير.
واستخدمت الدراسة التي موّلتها مؤسسة الصحة الخيرية، مجموعة من بيانات طبية تشمل حوالي 540 ألف رجل وامرأة، تتراوح أعمارهم بين 73 عاما و100 عاما، وتضمنت معلومات عن الأدوية التي كانوا يتناولونها وأدائهم في الاختبارات التي تقيس أوقات رد الفعل، الذاكرة، مهارات التفكير والقدرة على حل المشكلات.
وبعد مقارنة النتائج بين الذين تناولوا الأدوية مع أولئك الذين لم يتناولوها، كشفت النتائج أن الأشخاص الذين كانوا يتناولون أحد الأدوية العشرة الشائعة حققوا أداء أفضل في الاختبارات من أولئك الذين لم يتناولوها، وفقا لما نشرت مجلة «Brain And Behaviour».