احتقان ومناقشات حادة بجروبات الماميز في نيويورك بعد فوز ممداني
klyoum.com
أخر اخبار مصر:
آدم وأسر محمد صبري ينضمان لفرق الزمالك مواليد 2010 و2012أحدث فوز زهران ممداني في انتخابات عمدة مدينة نيويورك زلزالًا سياسيًا واجتماعيًا في المدينة، حيث أصبح أصغر من يتولى هذا المنصب منذ قرن كامل. لكن في أعقاب إعلان النتائج، شهدت مجموعة "أمهات الأبر إيست سايد" على فيسبوك — التي تضم حوالي 35 ألف عضوة — حالة من الذعر والنقاش الحاد. كثير من الأمهات أعربن عن صدمتهن، مع تعليقات مثل: «مع كل حُبي لنيويورك، لا أستطيع أن أصدق أن نصف المدينة تقريبًا صوت لهذا الشخص».
وفي التعليقات، ظهرت مخاوف من أن سياسات ممداني — مثل النقل العام المجاني وخفض تمويل شرطة نيويورك — قد تؤدي إلى زيادة الجريمة، بل ذهب البعض إلى تخمينات درامية بأن المدينة في طريقها لتصبح مثل ألمانيا في ثلاثينيات القرن الماضي. صحيفة The Cut الأمريكية وصفت هذه النقاشات بأنها "انفجار عاطفي يعكس قلقًا جماعيًا من التغيير السياسي المفاجئ"، مؤكدة أن منصات الأمهات تحولت إلى ساحة مواجهة بين مؤيدين ومعارضين.
جدل حول الهوية والسياسة
إلى جانب المخاوف المرتبطة بالقضايا الأمنية أو الكثافة السكانية، ظهر في التحليل أنّ بعض آراء الأعضاء حملت في طياتها ما وصفه مراقبون بالتحيّز أو القلق بشأن هوية ممداني كمسلم. في أحد النقاشات، ظهرت ملاحظة تقول: «من العنصرية أن تغضب فقط لأن عمدة مدينتك الجديد مسلم». هذه الملاحظات أدت إلى تفاقم الجدل داخل المجموعة، مما دفع بعض الأعضاء إلى مغادرة المجموعة أو إعلان انسحابهم من الآن فصاعدًا، وهو ما يعكس حجم الانقسام الاجتماعي الذي أثاره فوز ممداني.
أصوات مضادة ومطالبات بالانضباط
في المقابل، انبرى بعض الأعضاء للتصدي لهذا النوع من الردود، معتبرين أن النقاش السائد يعكس خوفًا مفرطًا أو معلومات مغلوطة. إحدى الأمهات كتبت: «الأمومة شأن سياسي… حتى لو خرجت المجموعة عن مسارها أحيانًا»، في محاولة لتأكيد أن النقاش حول مستقبل المدينة لا ينفصل عن دور الأمهات في الحياة العامة. ومن جهة أخرى، طلبت إدارة المجموعة فرض قواعد أكثر تشدّدًا على المشاركات المجهولة، بعد ارتفاع عدد التعليقات التي حملت تهجمًا أو صفًا شخصيًا، في محاولة لإعادة ضبط الحوار ومنع تحوله إلى ساحة صراع مفتوح.
انعكاسات على الحياة اليومية
هذا الجدل لم يبقَ في إطار السياسة فقط، بل امتد إلى تفاصيل الحياة اليومية. بعض الأسر ناقشت علنًا فكرة الانتقال إلى ولايات مثل فلوريدا، حيث يرون أن السياسات هناك أكثر انسجامًا مع مصالحهم الاقتصادية والاجتماعية. النقاشات حملت طابعًا شخصيًا للغاية، إذ عبّرت بعض الأمهات عن خوفهن من أن تتحول نيويورك إلى مدينة غير آمنة لأطفالهن، بينما رأت أخريات أن هذه المخاوف مبالغ فيها وأن سياسات ممداني قد تفتح الباب أمام تحسينات حقيقية في الخدمات العامة.
خلفية سياسية أوسع
وأبرزت شبكة إن بي سي أن فوز ممداني يُعد تحولًا سياسيًا كبيرًا في نيويورك، حيث نجح في هزيمة منافسين بارزين مثل الحاكم السابق أندرو كومو والمرشح الجمهوري كيرتس سليا.
أما موقع ديمكراسي ناو! فقد وصف الفوز بأنه "انتصار مذهل" للحركات التقدمية، واعتبرته رفضًا مباشرًا لخطاب الرئيس ترامب وحلفائه الجمهوريين، وأشار إلى أن ممداني ركّز في حملته على العدالة الاجتماعية ودعم القضية الفلسطينية، وهو ما ساعده على حشد قاعدة شبابية واسعة.
دلالات اجتماعية وسياسية
فوز ممداني يُعتبر علامة فارقة في المشهد السياسي الأمريكي، إذ يعكس صعود جيل جديد من القيادات التقدمية التي تتحدى النخب التقليدية. لكنه في الوقت نفسه يبرز حجم الانقسام داخل المجتمع، حيث يرى البعض أن هذه السياسات تمثل مستقبلًا أكثر عدلًا، بينما يخشى آخرون من تداعياتها الاقتصادية والاجتماعية. النقاشات في جروبات الأمهات تكشف أن السياسة لم تعد شأنًا بعيدًا عن الحياة اليومية، بل أصبحت جزءًا من القرارات الشخصية مثل مكان السكن ومستقبل الأسرة.
صورة مختلفة بعد الانتخابات
من الواضح أن نيويورك تدخل مرحلة جديدة من الجدل السياسي والاجتماعي، حيث تتقاطع المخاوف الأمنية مع قضايا الهوية والانتماء. النقاشات الحادة في جروبات الأمهات ليست مجرد رد فعل عاطفي، بل تعكس أيضًا حجم التحدي الذي يواجهه ممداني في إدارة مدينة متعددة الثقافات والاتجاهات. نجاحه أو إخفاقه في تحقيق وعوده سيحدد ما إذا كانت هذه المخاوف ستتراجع أم ستتحول إلى موجة نزوح فعلية نحو ولايات أخرى مثل فلوريدا.