واشنطن بين الطموح والحذر.. ترامب يقود وساطة شائكة لوقف الحرب في غزة
klyoum.com
أخر اخبار مصر:
وزيرة التخطيط تشارك في المنتدى العالمي للأغذية برومافي ظل تصاعد الضغوط الدولية وتكثيف الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب في قطاع غزة، يواصل البيت الأبيض بقيادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لعب دور الوسيط الرئيسي في محادثات وقف إطلاق النار، وسط نهج حذر يوازن بين الطموح السياسي والواقع الميداني شديد التعقيد.
ترامب يراقب المفاوضات.. دون جدول زمني صارم
ووفقًا لصحيفة نيويورك تايمز، فإن الرئيس الأمريكي يتابع شخصيًا تطورات المفاوضات، لكنه يرفض فرض جدول زمني محدد لتجنب انهيار المحادثات. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الإدارة الأمريكية قولهم إن ترامب يعتبر أن التسرع في تحديد مواعيد قد يعرقل فرص النجاح.
وقال مستشار الأمن القومي جيك سوليفان إن واشنطن تعمل بشكل مكثف مع شركائها في المنطقة، لكنها "لا تضع مهلة نهائية مصطنعة"، مؤكدًا أن الهدف هو التوصل إلى اتفاق قابل للتنفيذ وليس مجرد إعلان سياسي.
وأوضحت الصحيفة أن ترامب يعتزم الإعلان بنفسه عن أي اتفاق يتم التوصل إليه، في خطوة تهدف إلى تعزيز صورته كصانع سلام عالمي مع اقتراب موعد إعلان جائزة نوبل للسلام.
خطة أمريكية من 20 بندًا.. وقف مؤقت وإشراف دولي
من جانبها، كشفت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن واشنطن قدمت خطة سلام مفصلة تتألف من عشرين بندًا، تتضمن وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار لمدة ستين يومًا، وإطلاقًا تدريجيًا للرهائن الإسرائيليين، وانسحابًا جزئيًا لقوات الاحتلال الإسرائيلي من المناطق السكنية، مع إدخال مساعدات إنسانية بإشراف دولي، وبدء مفاوضات حول مستقبل القطاع ونزع سلاح الفصائل المسلحة.
وبحسب الصحيفة، فإن الخطة تلقى دعمًا حذرًا من دبلوماسيين أوروبيين، الذين وصفوها بأنها متوازنة لكنها تواجه تحفظات من الطرفين بشأن آليات التنفيذ وضمانات الالتزام. وأضافت أن ترامب يتواصل مباشرة مع قادة مصر وقطر لضمان قبول الخطة من قبل حركة حماس.
رهان على الوقت.. ومطامح دبلوماسية لترامب
أما صحيفة لوموند الفرنسية، فاعتبرت أن إدارة ترامب تراهن على عامل الوقت، وتفضل ترك مساحة للتفاوض دون ضغط زمني مباشر، على أمل نضوج الظروف السياسية والميدانية.
وكتبت الصحيفة أن البيت الأبيض لا يريد أن يبدو كطرف يفرض اتفاقًا، بل يسعى إلى بناء توافق تدريجي حتى لو استغرق ذلك أسابيع إضافية.
وأضافت أن ترامب يسعى لتحقيق اختراق دبلوماسي في غزة يعزز فرصه في الفوز بجائزة نوبل للسلام، خاصة بعد أن تلقى دعمًا علنيًا من عائلات الرهائن الإسرائيليين الذين رحبوا بجهوده في الوساطة.
ضغط شعبي متزايد من عائلات الرهائن
وفي تقرير لصحيفة واشنطن بوست، تم تسليط الضوء على تصاعد الضغوط من عائلات الرهائن الإسرائيليين الذين أعربوا عن إحباطهم من بطء المفاوضات، وطالبوا البيت الأبيض بممارسة مزيد من الضغط على إسرائيل وحماس.
وقالت إحدى الأمهات في مؤتمر صحفي: "نثق بالرئيس ترامب، لكن يجب أن يتحرك الآن، لأن كل يوم يمر خطر على حياة أحبائنا".
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الضغط الشعبي قد يدفع الإدارة الأمريكية لتسريع وتيرة المحادثات، خاصة مع اقتراب الذكرى السنوية لبدء الحرب، ووجود نحو 60 رهينة لا يزالون أحياء في غزة وفقًا لتقديرات الاحتلال.
القاهرة والدوحة.. محور الوساطة الأمريكية
وفي تحليل نشرته مجلة فورين بوليسي، تم التأكيد على أن قطر ومصر تلعبان دورًا محوريًا في الوساطة، وأن البيت الأبيض يعتمد عليهما لتمرير بنود الخطة الأمريكية.
وذكرت المجلة أن ترامب أجرى اتصالات مباشرة مع أمير قطر والرئيس المصري طالبًا منهما الضغط على حماس لقبول المبادرة، التي تتضمن ترتيبات أمنية جديدة للقطاع وتشكيل إدارة مدنية مؤقتة بإشراف دولي.
اتفاق مؤجل.. والمشهد مفتوح على كل الاحتمالات
وتخلص التحليلات الأمريكية والأوروبية إلى أن الجهود الأمريكية مكثفة لكنها محاطة بتعقيدات سياسية وميدانية تجعل من التوصل إلى اتفاق نهائي مهمة شديدة الحساسية.
وبين خطة سلام طموحة وضغوط داخلية وخارجية متزايدة، تبقى المفاوضات مفتوحة على كل الاحتمالات، فيما يترقب العالم ما إذا كانت واشنطن ستنجح أخيرًا في كسر حلقة الدم وإطلاق مسار سلام جديد في غزة.