اخبار مصر

صدى البلد

سياسة

حصار أوروبي قوي| إسرائيل تواجه عزلة غير مسبوقة في القارة العجوز.. خبير يوضح

حصار أوروبي قوي| إسرائيل تواجه عزلة غير مسبوقة في القارة العجوز.. خبير يوضح

klyoum.com

مع استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة وتصاعد حجم المجازر بحق المدنيين، تشهد أوروبا موجة غير مسبوقة من الغضب الشعبي والسياسي تجاه تل أبيب. ما كان في الماضي مجرد بيانات إدانة أو دعوات لوقف إطلاق النار، أصبح اليوم خطوات عملية تشمل ضغوطًا اقتصادية وعقوبات سياسية، بل وتمتد إلى ميادين الرياضة والثقافة. ويرى خبراء استراتيجيون أن هذا التحول قد يمثل بداية مرحلة جديدة في العلاقة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل.

اللواء نبيل السيد، الخبير الاستراتيجي، أكد أن احتجاز السلطات الإيطالية لشحنات متفجرات كانت في طريقها إلى ميناء حيفا، إلى جانب إعلان الاتحاد الأوروبي دراسة فرض رسوم جمركية على منتجات إسرائيلية بقيمة 5.8 مليار يورو، يعكس أن أوروبا بدأت تتحرك بخطوات عملية تؤثر مباشرة على الاقتصاد الإسرائيلي. وأوضح أن هذه الإجراءات لم تكن لتُتخذ لولا الضغوط الشعبية والنقابية العارمة التي أجبرت الحكومات على إعادة النظر في علاقاتها التجارية والعسكرية مع تل أبيب.

يرى السيد أن العقوبات الأوروبية المقترحة على وزراء بارزين في حكومة نتنياهو مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، تحمل رسالة سياسية واضحة مفادها أن السياسات المتطرفة ضد الفلسطينيين لم تعد مقبولة. ويشير إلى أن استهداف شخصيات بعينها يهدف إلى خلق ضغط داخلي على الحكومة الإسرائيلية وربما إحداث شرخ في تماسكها، ما قد يدفعها إلى مراجعة مواقفها المتشددة.

المقاطعة لم تعد اقتصادية أو سياسية فحسب، بل امتدت إلى مجالات غير تقليدية مثل الرياضة والثقافة. التهديد الإسباني بمقاطعة كأس العالم 2026 إذا شارك المنتخب الإسرائيلي، والحديث عن انسحاب دول أوروبية من مسابقة "يوروفيجن"، يعكس انتقال الصراع إلى فضاءات كانت إسرائيل تعتبرها أدوات لتلميع صورتها عالميًا. وبحسب الخبير، فإن هذه التطورات تمثل خسارة رمزية مؤلمة لإسرائيل، إذ تحرمها من أحد أهم مسارات "القوة الناعمة".

رغم قوة هذه المؤشرات، إلا أن المشهد الأوروبي لا يخلو من التباينات. فتصريحات المستشار الألماني أولاف شولتس التي شدد فيها على انتظار نتائج النقاشات الأوروبية قبل حسم العقوبات، تعكس تحفظ ألمانيا التي ترتبط تاريخيًا بعلاقات خاصة مع إسرائيل. في المقابل، تتحرك دول مثل إسبانيا وإيطاليا بخطوات أسرع استجابة لضغط الشارع الغاضب. هذا الانقسام يضع الاتحاد الأوروبي أمام اختبار صعب: إما الحفاظ على وحدة الموقف أو مواجهة شلل سياسي قد تستفيد منه إسرائيل.

يختتم الخبير الاستراتيجي حديثه أن ما يجري اليوم قد يكون بداية حصار شامل على إسرائيل داخل أوروبا، ليس فقط اقتصاديًا بل سياسيًا وثقافيًا ورياضيًا أيضًا. ومع ذلك، فإن مستقبل هذا المسار يظل رهينًا بمدى قدرة الاتحاد الأوروبي على توحيد صفوفه، وعدم السماح للاختلافات الداخلية أو الضغوط الأمريكية بإضعاف الموقف الجماعي. فإما أن يشهد العالم ولادة موقف أوروبي أكثر استقلالًا وحسمًا، أو تبقى الخطوات الحالية مجرد رسائل رمزية لا تغير المعادلة جذريًا.

*المصدر: صدى البلد | elbalad.news
اخبار مصر على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com