اخبار مصر

صدى البلد

سياسة

إدارة أحادية تخلق أزمات.. سوء إدارة سد النهضة يهدد السودان

إدارة أحادية تخلق أزمات.. سوء إدارة سد النهضة يهدد السودان

klyoum.com

تشهد أزمة سد النهضة الإثيوبي تطورات جديدة مع تزايد التحذيرات من تداعيات الإدارة الأحادية للمشروع على دول المصب، خصوصًا السودان، الذي يواجه فيضانات مفاجئة وغير مسبوقة في توقيتها.

فبينما يفترض أن تنخفض معدلات الأمطار في شهري سبتمبر وأكتوبر، ارتفعت مناسيب النيل الأزرق بشكل مثير للقلق، ما أثار تساؤلات حول سياسات تشغيل السد وتداعياتها على السدود السودانية، وفي مقدمتها سد الروصيرص.

وهذه المستجدات تعكس المخاوف المتصاعدة من أن سوء إدارة مخزون سد النهضة قد يتحول إلى تهديد مباشر للبنية التحتية المائية في السودان وللاستقرار المائي في المنطقة بأكملها.

وتجددت التحذيرات العلمية من تداعيات إدارة سد النهضة الإثيوبي على دول المصب، إذ كشف الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن السودان يشهد فيضانات غير مسبوقة في توقيتها هذا العام بسبب تصريفات السد، مشددًا على أن سوء الإدارة الإثيوبية لمخزون المياه يمثل تهديدًا مباشرًا على السدود السودانية وعلى استقرار تدفقات نهر النيل.

قال الدكتور شراقي في مداخلة تليفزيونية، إن ما حدث في السودان يُعد ظاهرة فريدة، إذ وقعت فيضانات في نهاية سبتمبر وأوائل أكتوبر 2025، وهي فترة عادة ما ينخفض فيها معدل الأمطار بشكل كبير. 

وأوضح أن معدل الأمطار في النيل الأزرق عند سد النهضة بلغ نحو 300 مليون متر مكعب يوميًا، بينما المنصرف خلال الأسبوع الماضي وصل إلى 750 مليون متر مكعب، ما يعني أن 450 مليون متر مكعب من المياه جاءت من مخزون السد نفسه.

أضاف أستاذ الجيولوجيا أن هذه الكميات جاءت نتيجة امتلاء بحيرة السد منذ أغسطس 2024 حين أنهت إثيوبيا آخر مراحل التخزين، في وقت لم تعمل فيه التوربينات حتى منذ يوم افتتاحها، ما جعل البحيرة تظل ممتلئة. ومع قدوم موسم الفيضان الجديد، فاضت المياه من أعلى السد، ما أجبر إثيوبيا على فتح أربع بوابات طوارئ.

وأوضح أن كل بوابة قادرة على تصريف حوالي 200 مليون متر مكعب يوميًا، أي ما يعادل 800 مليون متر مكعب، وهو ما ضاعف من حجم التصريف إلى جانب الأمطار، متسببًا في ارتفاع غير معتاد للمناسيب في النيل الأزرق والنيل الرئيسي، فضلًا عن امتلاء سد الروصيرص في السودان.

حذر شراقي من أن استمرار هذه الكميات الكبيرة كان من شأنه أن يؤدي إلى كارثة انهيار سد الروصيرص، الذي وصفه بأنه "سد ترابي" مكوَّن من الطمي وليس خرسانيًا مثل سد النهضة، ما يجعله معرضًا للخطر في حال تجاوزت المياه منسوبه. وأكد أن استجابة إثيوبيا بخفض المنصرف كانت حاسمة لمنع الكارثة.

كشف شراقي أن إثيوبيا خفضت اليوم المنصرف من السد إلى أقل من 400 مليون متر مكعب يوميًا، وهو ما يخفف الضغط على سد الروصيرص. لكنه شدد على أن إثيوبيا لا تستطيع منع مياه الأمطار التي تتراوح بين 300 و400 مليون متر مكعب يوميًا، والتي ستواصل التدفق خلال الأيام المقبلة.

اختتم أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية حديثه بالتأكيد على أن الأزمة الحالية ليست مرتبطة فقط بالطبيعة أو بمعدلات الأمطار، وإنما ناجمة بالأساس عن سوء إدارة سد النهضة من الجانب الإثيوبي. 

وقال: "أعتقد أن المناسيب سوف تنخفض خلال الأيام القادمة وينحسر الفيضان وتنتهي هذه الأزمة، التي كان سببها سوء إدارة سد النهضة".

وعلى الرغم من التحديات المتزايدة المرتبطة بسد النهضة، تواصل مصر التمسك بمسار الحلول الدبلوماسية والقانونية، مؤكدة على أهمية التوصل إلى اتفاق شامل وملزم بشأن قواعد الملء والتشغيل يضمن حقوق جميع الأطراف. 

وتطرح القاهرة باستمرار مبادرات للحفاظ على أمن واستقرار دولتي المصب، السودان ومصر، بما يمنع الأضرار المائية والبيئية ويعزز التعاون الإقليمي. 

كما أن مصر تبذل جهودًا فنية لتطوير مشروعات إدارة الموارد المائية داخليًا، عبر خطط ترشيد الاستهلاك، وتبطين الترع، وتوسيع محطات معالجة وتحلية المياه، ما يعكس رؤية متوازنة تجمع بين حماية حقوقها المائية التاريخية والسعي إلى التنمية المشتركة مع دول حوض النيل.

*المصدر: صدى البلد | elbalad.news
اخبار مصر على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com