قمة واشنطن ترسم ملامح الاقتصاد السعودي ما بعد النفط
klyoum.com
أخر اخبار مصر:
موعد مباراة بيراميدز وريفرز يونايتد في دوري أبطال أفريقيافي مشهد يعكس تحوّلًا استراتيجيًا واسعًا، رسمت قمة واشنطن الملامح الأبرز لاقتصاد سعودي يدخل مرحلة جديدة، تعتمد على التقنيات المتقدمة والذكاء الاصطناعي والطاقة الحديثة، بعيدًا عن الاعتماد الأحادي على النفط.
وجاءت القمة خلال زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للولايات المتحدة، حيث بدا واضحًا أن الرياض تتحرك لبناء منظومة اقتصادية تقوم على المعرفة والتصنيع التكنولوجي والتحالفات الكبرى مع الشركات الأمريكية، وفقًا لصحيفة الإندبندنت البريطانية.
تحول جذري في موقع السعودية داخل الاقتصاد العالمي
وأوضحت الزيارة أن الرياض لم تعد تنظر للنفط باعتباره المصدر الوحيد لتعظيم القوة الاقتصادية، بل تعتمد على بناء قاعدة صناعية وتكنولوجية متقدمة تشمل تصنيع الشرائح الإلكترونية، وتشغيل تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتطوير الطاقة النووية المتقدمة.
هذا التحول يمثل نقلة نوعية في رؤية السعودية لمستقبلها الاقتصادي، حيث تتجه بوضوح نحو اقتصاد تقوده التكنولوجيا والتقنيات النظيفة ذات القدرة التنافسية.
ومثّلت زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن كذلك محاولة لإعادة تموضع السعودية داخل تحالفات الاقتصاد العالمي، من خلال ربط مستقبلها الصناعي والتكنولوجي مباشرة بالشركات الأميركية العملاقة التي تقود ثورة الذكاء الاصطناعي والحوسبة الفائقة.
الممر التقني السعودي – الأمريكي: مشروع جيو-اقتصادي جديد
أبرز ما خرجت به القمة هو تأسيس ما يمكن وصفه بـ "الممر التقني السعودي – الأمريكي"، وهو تحالف واسع يجمع قطاعات التكنولوجيا والطاقة والذكاء الاصطناعي والدفاع السيبراني. ويهدف الممر إلى نقل المعرفة وتوطين الصناعات فائقة التعقيد داخل السعودية، بما في ذلك الشرائح الإلكترونية، والروبوتات، وأنظمة الذكاء الاصطناعي عالية الكفاءة.
وبهذا التوجه، تنتقل السعودية من دولة تستورد التكنولوجيا إلى دولة تطوّرها وتعيد تصديرها. ويُتوقّع أن يتحول هذا الممر خلال العقدين المقبلين إلى أحد أهم محاور سلاسل الإمداد العالمية في التقنيات المتقدمة.
وكان قطاع التكنولوجيا الحاضر الأكبر خلال زيارة ولي العهد، خصوصًا العشاء الذي جمعه مع قادة أكبر شركات التكنولوجيا الأميركية. القيمة السوقية المجمعة للشركات الحاضرة تجاوزت 10 تريليونات دولار، منها:
Nvidia بقيمة 4.41 تريليون دولار
Apple بقيمة 3.95 تريليون دولار
وتكشف هذه الصفقات التاريخية أن السعودية تتحرك للانتقال من دور "مستخدم التكنولوجيا" إلى "صانعها"، مع توجه لإنشاء مراكز بيانات سيادية، وبنية حوسبية قادرة على تشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي العملاقة الموجهة للأسواق العربية.
الذكاء الاصطناعي: ركيزة الاقتصاد السعودي الجديد
وتؤكد المؤشرات أن السعودية في طريقها لأن تصبح محورًا إقليميًا لحوسبة الذكاء الاصطناعي، عبر شراكات تشمل تطوير أنظمة الحوسبة الفائقة وتصميم الشرائح المتقدمة.
وتشير تقارير غربية – منها دراسة لمركز راند الأميركي في يناير 2025 – إلى أن التحكم في قدرات الذكاء الاصطناعي والشرائح عالية الأداء أصبح جزءًا من موازين القوة العالمية، وهو ما يدفع السعودية للتحرك سريعًا لتأمين وصولها إلى هذه التقنيات.
مستقبل الطاقة: من النفط إلى المفاعلات المتقدمة والهيدروجين الأخضر
وعلى مسار موازٍ، حملت الزيارة أجندة واضحة لبناء قطاع طاقة ما بعد النفط. فالاتفاق النووي المدني بين السعودية والولايات المتحدة يمثل نقطة تحول، إذ يفتح باب التعاون في المفاعلات النووية المتقدمة عالية الأمان، كما تعمل الرياض على الجمع بين مشاريع الهيدروجين الأخضر، والطاقة الشمسية واسعة النطاق، والمفاعلات الصغيرة (SMRs)، وهو ما يضع المملكة في موقع قوة في مضمار سباق الطاقة العالمي،