مرصد الأزهر: الحرب الإيرانية – الإسرائيلية تكشف تطور الإرهاب الصهيوني وأدواته الرقمية
klyoum.com
حذر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، في مقال نشرته وحدة رصد اللغة الفارسية، من خطورة التصعيد العسكري الأخير بين إيران والكيان الصهيوني، واصفًا هذه الحرب بأنها فصل جديد في سجل الصراعات الإقليمية المعقدة، يحمل آثارًا عميقة على استقرار المنطقة رغم قصر مدته الزمنية.
وأكد المرصد أن الضربات الجوية الإسرائيلية الأخيرة لم تكن عمليات عسكرية تقليدية، بل شكلت نموذجًا صادمًا لتطور مفهوم الحرب الحديثة، من خلال توظيف الذكاء الاصطناعي في توجيه الضربات وتحويل الأهداف إلى نقاط رقمية تُصيبها القذائف بدقة قاتلة، فضلًا عن شن هجمات إلكترونية واسعة اخترقت أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية، وأعمت الرادارات، وأبقت المجال الجوي مفتوحًا أمام القصف.
وأشار المقال إلى أن الاغتيالات النوعية التي طالت علماء وخبراء إيرانيين تمثل ذروة الإرهاب الدولي الذي ينتهك كل القوانين والأعراف الإنسانية، فضلًا عن توظيف شبكات التجسس لضرب البنى التحتية العسكرية والمدنية على حد سواء.
كما لفت مرصد الأزهر إلى التكلفة الفادحة لهذه الحرب على مختلف المستويات، من خسائر علمية جسيمة باغتيال العقول، وتدمير البنية التحتية الحيوية، وصولًا إلى كشف الثغرات الإستراتيجية في دفاعات الطرفين، وهو ما ينذر بمزيد من التوترات الإقليمية واحتمال استغلال أطراف أخرى لهذه الفجوات الأمنية.
وحذر المرصد من أن هذه الحرب رسخت نموذجًا خطيرًا لاستخدام التكنولوجيا كسلاح دمار شامل، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والحرب السيبرانية، في انتهاك صريح للمواثيق الدولية، وسط صمت دولي يرقى إلى مستوى التواطؤ ويشجع على مزيد من الجرائم بحق المدنيين الأبرياء.
ويشدد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف على أن المقاومة المشروعة والوعي الجمعي هما السبيل الوحيد لمواجهة هذا الخطر الداهم، محذرًا من أن «السلام» الحالي ليس سوى هدوء زائف يسبق جولة أكثر عنفًا ما لم يتحرك المجتمع الدولي لوضع حدّ للإرهاب المنظم.
ويرى مرصد الأزهر أن المدنيين الأبرياء يظلون الخاسر الأكبر في هذه المعادلة المعقدة، ويدفعون ثمن صراعات النفوذ والهيمنة بين القوى الكبرى في واحدة من أكثر مناطق العالم توترًا واضطرابًا.