اخبار مصر

صدى البلد

سياسة

تعاملات رقمية بقيمة 3.5 مليار دولار يوميًا تدفع مصر لتصدّر خريطة مراكز البيانات في المنطقة.. خبير يعلق

تعاملات رقمية بقيمة 3.5 مليار دولار يوميًا تدفع مصر لتصدّر خريطة مراكز البيانات في المنطقة.. خبير يعلق

klyoum.com

لم يكن مشهد النقاش داخل القاعة الرئيسية لمعرض Cairo ICT 2025 مجرد جلسة تقنية عابرة، بل بدا كأنه قراءة دقيقة لمستقبل اقتصاد يتشكل بسرعة في قلب المنطقة، حيث تتسارع التحولات الكبرى في قطاع الاتصالات والبنية التحتية الرقمية، وتتحول مصر تدريجيًا إلى نقطة ارتكاز إقليمية تستقطب رؤوس الأموال العالمية الباحثة عن أسواق واعدة.

على منصة الحوار، اجتمع خبراء ومستثمرون دوليون ومحليون لرسم ملامح المرحلة المقبلة، مؤكدين أن ما يشهده السوق المصري ليس مجرد طفرة مؤقتة، بل تحول استراتيجي يعكس تزايد الثقة الدولية في قدرة البلاد على قيادة مستقبل الخدمات الرقمية ومراكز البيانات في الشرق الأوسط وأفريقيا.

 

بدأ ويليام بارني، مستشار Helios Investments، الجلسة بتحليل شامل للمشهد العالمي. وأوضح أن الاقتصاد الرقمي الدولي يمر بمرحلة مفصلية، حيث يتقاطع النمو السكاني في الأسواق الناشئة مع توسع خدمات البيانات واعتماد الشركات على الذكاء الاصطناعي.

ورأى بارني أن هذه التطورات تصنع لمصر فرصة "تاريخية"، ليس فقط باعتبارها سوقًا استهلاكية كبرى، بل كحلقة وصل رئيسية تمر عبرها استثمارات ضخمة في الكابلات البحرية تقدر بـ 14 مليار دولار، إضافة إلى تعاملات رقمية يومية تصل إلى 3.5 مليار دولار.

لخّص بارني جانبًا مهمًا من التحديات.. شركات الاتصالات حول العالم تعاني من انخفاض العائد على الاستثمار في مراكز البيانات مقارنة باستثمارات الشبكات، ما يدفعها إلى إعادة ترتيب أصولها والتركيز على جوهر أعمالها.

وفي هذا السياق، اعتبر أن دخول مستثمرين متخصصين في إدارة وتشغيل مراكز البيانات أصبح ضرورة ملحة لضمان توسع هذا القطاع وحسن استغلاله.

أبرز بارني حقيقة لافتة أن نحو 3 مليارات مستخدم إنترنت جدد سيأتون من الأسواق الناشئة في السنوات المقبلة، معظمهم في أفريقيا وآسيا.

وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي سيؤدي دورًا جوهريًا في تمكين هؤلاء المستخدمين من الوصول إلى الخدمات الرقمية، ما سيضاعف الحاجة إلى مراكز البيانات وأنظمة الحوسبة السحابية.

تحدث محمد نصر، الرئيس التنفيذي السابق للشركة المصرية للاتصالات، عن خلفيات الشراكة الاستراتيجية مع Helios، موضحًا أنها جاءت لتوفير شريك متخصص قادر على تسريع نمو نشاط مراكز البيانات في مصر.

وأكد أن التحالفات ذات الطابع الدولي تمثل عنصرًا أساسيًا في استراتيجية مصر للتحول الرقمي، لأنها تضمن نقل الخبرات وإدخال أساليب تشغيل عالمية تعزز القدرة التنافسية للسوق المحلية.

من جانبه، قدم نيك تانزي، رئيس GBX Global System، وجهة نظر المستثمر الأجنبي الذي قرأ مبكرًا إمكانات السوق المصرية.

وأشار إلى أن استثماراتهم تمت على مراحل مدروسة لضمان مواكبة الطلب المتسارع، معتبرًا أن السوق المحلية لديها قدرة طبيعية على النمو السريع بما يتجاوز توقعات المستثمرين التقليديين.

كشفت أنطونيا ماير من البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية عن معايير التمويل الدولي لهذا النوع من المشروعات، مؤكدة أن المؤسسات المالية تبحث عن عوائد واضحة، وطلب محلي قوي، والتزام حقيقي بمعايير الاستدامة البيئية والحوكمة الرشيدة.

وأشارت إلى أن مصر تمتلك معظم هذه المقومات، ما يجعلها مقصدًا مفضلًا للتمويل الدولي في المرحلة الحالية.

سلط دينيش راماني، مدير المبيعات المسبقة في راية داتا سنتر، الضوء على نجاح نموذج الشركة المحلية التي استطاعت بناء منظومة تشغيل تضاهي المعايير العالمية.

وأشار إلى وجود فجوة ضخمة بين العرض والطلب في سوق مراكز البيانات داخل مصر، معتبرًا ذلك فرصة استثمارية هائلة يمكن استغلالها خلال الأعوام المقبلة.

كما أكد أن نموذج الشراكة بين الشبكات ومراكز البيانات يمثل حجر الأساس في بناء نظام بيئي قادر على جذب رؤوس الأموال المتخصصة وتحقيق قفزة نوعية في القطاع.

رؤية اقتصادية.. كيف ينعكس كل ذلك على مستقبل مصر؟

قال الدكتور هاني الشامي، الخبير الاقتصادي وعميد كلية الإدارة والأعمال بجامعة المستقبل، إن التطورات التي يشهدها قطاع الاتصالات والبنية التحتية الرقمية في مصر خلال الفترة الأخيرة تمثل نقطة تحول استراتيجية تعزز مكانة البلاد كقوة محورية في الاقتصاد الرقمي العالمي، مشيرًا إلى أن ما يتم طرحه من صفقات وشراكات واستثمارات خلال مؤتمر Cairo ICT 2025 يعكس بوضوح ثقة المؤسسات الدولية في السوق المصرية.

وأوضح الشامي أن ما كشف عنه الخبراء خلال الجلسة الحوارية الخاصة بنماذج الاستثمار والتمويل لمراكز البيانات، يؤكد أن مصر أصبحت مركزًا جذابًا للاستثمارات الدولية في قطاع مراكز البيانات، بفضل موقعها الجغرافي وقدرتها على الربط بين الشرق والغرب، إضافة إلى البنية التحتية التي تتطور بوتيرة متسارعة.

وأضاف أن مرور استثمارات الكابلات البحرية عبر مصر بقيمة 14 مليار دولار، ووجود تعاملات رقمية يومية تتجاوز 3.5 مليار دولار، يضعان الاقتصاد المصري أمام فرصة فريدة لتعزيز عوائده من الاقتصاد الرقمي وزيادة الدخل القومي عبر خدمات نقل البيانات والاستضافة والتبادل المعلوماتي.

وأكد الشامي أن التحول نحو الاقتصاد الرقمي يوفر لمصر فرصًا غير مسبوقة، خاصة مع توقع دخول نحو 3 مليارات مستخدم جديد للإنترنت من الأسواق الناشئة خلال السنوات المقبلة، وهو ما سيخلق طلبًا هائلًا على مراكز البيانات والخدمات السحابية.

وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي سيكون المحرك الأكبر لهذا الطلب، ما يعني ضرورة الاستثمار في البنية التحتية للطاقة وتوفير بيئة تشريعية تنافسية تشجع الشركات العالمية على اختيار مصر مركزًا إقليميًا لخدماتها الرقمية.

ومع ذلك، نبه الشامي إلى وجود تحديات، أبرزها التكلفة المرتفعة لإنشاء وتطوير مراكز البيانات، والاعتماد على مصادر طاقة مستقرة، إضافة إلى أهمية تدريب الكوادر البشرية على التعامل مع التقنيات الحديثة.

وأشاد الشامي بإستراتيجية الشراكات التي تعتمدها مصر، مثل الشراكة بين المصرية للاتصالات و Helios Investments، معتبرًا أنها خطوة قوية نحو إدخال خبرات عالمية قادرة على تسريع النمو وجذب رؤوس الأموال المتخصصة.

وأضاف أن دخول مؤسسات مثل البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية يعكس ثقة المجتمع المالي الدولي في قدرة مصر على تقديم نموذج تنموي رقمي قائم على الحوكمة والاستدامة.

تؤكد النقاشات والرسائل التي خرجت من جلسة "نماذج الاستثمار والتمويل للبنية التحتية لمراكز البيانات" أن مصر تقف اليوم أمام فرصة تاريخية ليس فقط لتطوير قطاع الاتصالات، بل لتصبح محورًا رئيسيًا في الاقتصاد الرقمي العالمي.

فالتحالفات الدولية، والاستثمارات الضخمة، والبنية التحتية المتسارعة، جميعها تشكل ملامح مرحلة جديدة يعاد فيها رسم موقع مصر على خريطة التكنولوجيا العالمية.

*المصدر: صدى البلد | elbalad.news
اخبار مصر على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com