هل يستطيع ترامب تجريد ممداني وماسك من جنسيتهما الأمريكية
klyoum.com
تشهد الساحة السياسية الأمريكية تصعيدًا متجددا في الخلافات بين الرئيس دونالد ترامب وزهران ممداني، المرشح الديمقراطي لمنصب عمدة نيويورك، وإيلون ماسك، الملياردير المعروف.
يطلق ترامب تصريحات حادة عبر منصة "تروث سوشيال"، ويهدد بسحب الجنسية الأمريكية منهما، مما يثير نقاشات واسعة حول العالم، بما في ذلك مصر التي تتابع أحداث أمريكا عن كثب. لكن، هل يمتلك ترامب الصلاحية القانونية لهذا الإجراء؟
وتكشف صحيفة "الجارديان" البريطانية أن ترامب يشن هجومًا على ممداني، الذي ينحدر من أوغندا وحصل على الجنسية الأمريكية عام 2018، ويتهمه بمعارضة سياسات الهجرة، فيطلق تهديدات باعتقاله وسحب جنسيته.
وبدوره، رد ممداني معتبرا تصريحات الرئيس الأمريكي"هجومًا على الديمقراطية". وعبر بعض المراقبين على منصة X عن تأييد ترامب، وطالبوا بـ"تنظيف الساحة السياسية من المهاجرين المشككين"، بينما رفض آخرون هذه التهديدات وصنفونها "محاولات تخويف سياسي". أما مع ماسك، فتكشف "نيويورك تايمز" أن ترامب يقترح ترحيله إلى جنوب إفريقيا بسبب نزاع حول ضرائب شركته تسلا، رغم حصوله على الجنسية بشكل قانوني سليم منذ 2002.
ويفرض القانون الأمريكي قيودًا صارمة، كما توضح "واشنطن بوست". يحمي التعديل الرابع عشر الجنسية، ويسمح بسحبها فقط إذا أثبتت المحاكم تزويرًا أو كتمانًا لمعلومات جوهرية أثناء الحصول عليها، مثل التورط في جرائم خطيرة. وتتطلب عملية " نزع الجنسية"، إجراءات قضائية تحت إشراف وزارة العدل، كما تؤكد "رويترز"، مما يجعلها بعيدة عن قرار شخصي من ترامب. تضيف "بي بي سي" أن أي محاولة دون أدلة قوية تواجه فشلًا أمام القضاء.
ويعزز السياق السياسي التوترات الراهنة بين ترامب والاسمين اللامعين. وذكرت صحيفة "الجارديان" أن عضو الكونجرس الجمهوري آندي أوجلز طالب بالتحقيق مع ممداني، ويدعي دعمه للإرهاب، لكنها اتهامات مرسلة تنقصها الأدلة حتى الآن. ينقسم الرأي على منصة X، حيث يدعو البعض لـ"حماية الأمن القومي"، بينما يصنف آخرون الادعاءات بأنها ليست سوى "افتراءات سياسية". أما مع ماسك، فتكشف "نيويورك تايمز" أن الخلاف يدور حول ضرائب تسلا، مما يعكس نزاعًا اقتصاديًا. وترى "واشنطن بوست" أن تهديدات ترامب تشكل أداة ضغط قبل الانتخابات.
ويؤكد الخبراء القانونيون استحالة سحب الجنسية بناءً على الرأي السياسي. تؤكد "رويترز" أن التعديل الأول يحمي حرية التعبير، مما يجعل الخطوة غير دستورية. تاريخيًا، نجحت حالات نادرة مثل إيما جولدمان (1919) بسبب أدلة قاطعة، لكنها تمثل حالة استثنائية. وحذر تحليل لشبكة"بي بي سي" من أن أي تحرك ضد ممداني أو ماسك يواجه معارضة قضائية قوية، وسط قلق واسع النطاق من "استخدام السلطة للانتقام".
مع ذلك، قد يضغط ترامب على وزارة العدل لفتح تحقيقات، كما تلمح "واشنطن بوست". يعتمد النجاح على أدلة ملموسة، وليس مجرد خلافات شخصية. ترى "الجارديان" أن التهديدات قد تكون تكتيكًا انتخابيًا، ويثير ذلك نقاشات نستمرة حول "جدية النوايا".