هل ترتفع أسعار السلع نتيجة التصعيد العسكري بين الولايات المتحدة وإيران؟
klyoum.com
حذر الدكتور هشام إبراهيم، أستاذ التمويل والاستثمار، من أن استمرار التصعيد العسكري في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة بين إيران والولايات المتحدة، قد يؤدي إلى قفزة كبيرة في أسعار النفط، متوقعا أن تتجاوز الأسعار حاجز الـ100 دولار للبرميل، في حال تفاقمت الأزمة أو تم إغلاق مضيق هرمز بشكل كامل.
وأوضح إبراهيم في مداخلة مع برنامج "السادسة" المذاع على قناة "الحياة": "مضيق هرمز أحد أهم الممرات الحيوية لتصدير النفط عالميا لا يزال مفتوحا حتى اللحظة، ما يعني أن الوضع لم يصل بعد إلى ذروته.
وأكد إبراهيم أن ارتفاع أسعار النفط لا ينعكس فقط على الوقود، بل يمتد تأثيره إلى جميع القطاعات، موضحا أن ارتفاع كلفة الطاقة يرفع أسعار النقل والإنتاج، مما يؤدي إلى زيادة أسعار السلع بشكل عام، بدءا من السيارات والأجهزة الكهربائية وصولًا إلى المواد الغذائية.
وأضاف: "أي تعطل في سلاسل الإمداد أو ارتفاع في تكلفة المواد الخام يؤثر مباشرة على خطوط الإنتاج في كافة الصناعات حول العالم."
وشدد على أن الحروب لا يدفع ثمنها فقط أطراف الصراع المباشر، بل يتضرر منها المواطن البسيط ورجال الأعمال وحتى الحكومات، مشيرا إلى أن مصر، رغم عدم تورطها في هذه الأزمة، تدفع الثمن نتيجة انعكاسات الأوضاع الإقليمية على الاقتصاد العالمي.
وتابع: "مصر تسعى بكل جدية إلى التهدئة، لكن يبدو أن صوتها إما غير مسموع أو يصطدم بطموحات متهورة لن تؤدي إلا إلى مزيد من الدمار."
وأشاد الدكتور هشام إبراهيم بارتفاع تحويلات المصريين من الخارج، معتبرا ذلك مؤشرا إيجابيًا يعكس الثقة في الاقتصاد الوطني.
وأرجع هذا التحسن إلى السياسة النقدية الجديدة التي انتهجها البنك المركزي المصري، خاصة تحرير سعر الصرف وربط تحديده بقوى العرض والطلب، بالإضافة إلى جاذبية العائد المرتفع على الجنيه المصري مقارنة بالدولار.
وذكر أن استقرار السوق وزيادة الفائدة على الجنيه جعلت الاحتفاظ بالعملة المحلية أكثر ربحية وأمانًا من الدولار، مما شجع المصريين بالخارج على زيادة تحويلاتهم، سواء عبر الاحتفاظ بها بعملتها الأصلية أو بتحويلها إلى الجنيه للاستفادة من العائد المرتفع.
واختتم: "الاقتصاد المصري أثبت قدرته على الصمود في وجه التحديات الإقليمية والعالمية، مشيرًا إلى أن المناخ الاستثماري في مصر لا يزال يتمتع بالجاذبية، وأن البنوك المصرية تبقى الوسيلة الأكثر أمانًا وموثوقية لتحويل الأموال، خاصة في ظل التوترات العالمية الراهنة.