تصعيد حوثي غير مسبوق في البحر الأحمر وسط تحذيرات إسرائيلية من غياب الردع
klyoum.com
شهد البحر الأحمر خلال الأيام الماضية تصعيدًا خطيرًا في هجمات جماعة الحوثي اليمنية، وسط تقارير تؤكد إغراق سفينتين تجاريتين في مياه دولية قبالة السواحل اليمنية.
هذا التصعيد أثار قلقًا عالميًا متزايدًا بشأن أمن واحد من أهم الممرات البحرية في العالم، في وقت تبدو فيه ردود الفعل الدولية محدودة أو متأخرة.
وقالت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، في تغطية موسعة يوم 13 يوليو 2025، إن الحوثيين باتوا "يتوسعون في جرأتهم الهجومية في ظل غياب ردع دولي فعال".
وتُحمّل الصحيفة المجتمع الدولي مسؤولية هذا الانفلات الأمني، خاصة مع غياب التحرك السريع من دول المنطقة لحماية السفن المدنية.
تفاصيل الهجمات: زوارق وطائرات بدون طيار وانفجارات على متن السفن
بحسب تحليل الصحيفة الإسرائيلية، تعرضت السفينة Magic Sea لهجوم مزدوج، شمل زوارق سريعة مسيّرة وطائرات بدون طيار انتحارية، ما أجبر الطاقم على ترك السفينة التي غُرقت بالكامل، بينما جرى إنقاذ 22 شخصًا كانوا على متنها.
أما السفينة الثانية Eternity C، فقد تعرضت لهجوم أكثر تعقيدًا، شمل عملية صعود مباشرة على متنها وتفجير داخلي. وأسفر الحادث عن سقوط قتلى وفقدان عدد من أفراد الطاقم، إضافة إلى تقارير عن اختطاف بحّارة بعد إنقاذ 10 أشخاص فقط من أصل 25 كانوا على متنها.
الهجومان وقعا على مسافة 51 ميلًا بحريًا من سواحل اليمن، ما يُشير إلى تطور نوعي في قدرة الحوثيين على تنفيذ عمليات بعيدة المدى ومعقدة داخل المياه الدولية.
تعطيل سلاسل الإمداد العالمية وتكاليف باهظة للملاحة
تسببت هذه الهجمات المتكررة في تحويل مسارات عشرات السفن التجارية إلى طريق رأس الرجاء الصالح، ما يعني زيادة في التكاليف والمدة الزمنية للشحن البحري على مستوى عالمي.
ويتزامن ذلك مع اضطرابات في الأسواق وسلاسل الإمداد العالمية، خاصة تلك المعنية بالطاقة والغذاء.
ووفق مراقبين، فإن استمرار هذا التهديد دون رد حاسم قد يُضعف الثقة الدولية في فعالية التحالفات البحرية، ويُعمق التحديات الاقتصادية لدول المنطقة والعالم.
تساؤلات إسرائيلية عن فعالية "حارس الازدهار"
أشارت جيروزاليم بوست إلى أن تصاعد الهجمات الحوثية يثير تساؤلات عن أداء التحالف الدولي المعروف باسم "حارس الازدهار" (Prosperity Guardian)، الذي تقوده الولايات المتحدة وعدد من القوى البحرية العالمية بهدف حماية الملاحة في البحر الأحمر.
تساؤلات الصحيفة طالت أيضًا غياب المساعدة الفورية للسفن المستهدفة، ومكان وجود الأصول البحرية التابعة للولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين، مما يُعطي الانطباع بوجود فراغ أمني واضح في الممر الملاحي.
البُعد الإيراني
من منظور إسرائيلي، تُعتبر الهجمات جزءًا من استراتيجية إقليمية أوسع تقودها إيران، عبر أذرعها المسلحة في المنطقة، خصوصًا في أعقاب تصاعد الحرب في غزة.
وترى تل أبيب أن ما يجري في البحر الأحمر لا يمكن فصله عن مشهد إقليمي متوتر يشمل لبنان وسوريا والعراق.
احتمالات التصعيد الإقليمي ومخاطر أمن الطاقة
يحذر محللون من أن استمرار مثل هذه الهجمات دون رد حازم قد يدفع بعض الدول إلى الرد العسكري المباشر ضد الحوثيين، مما قد يفتح الباب أمام تصعيد أوسع في اليمن وربما على الساحة الإقليمية. وهو سيناريو ينذر بمخاطر كبرى على أمن الطاقة العالمي واستقرار الأسواق الدولية.