OpenAI تطلق رسمياً وكيلًا ذكياً ضمن ChatGPT : أكثر من مجرد دردشة
klyoum.com
في خطوة جديدة قد تعيد تعريف طريقة تفاعلنا مع الذكاء الاصطناعي، أعلنت شركة OpenAI عن إطلاق ميزة جديدة داخل ChatGPT تُدعى "ChatGPT Agent"، وهي وكيل ذكي يمكنه تنفيذ مهام حقيقية بدلًا من الاكتفاء بالدردشة أو الرد على الاستفسارات.
الميزة الجديدة تأتي لتضع OpenAI رسميًا ضمن سباق تطوير الوكلاء الذكيين، تلك الفئة من أدوات الذكاء الاصطناعي التي لا تكتفي بالتفاعل اللغوي، بل تنفذ سلسلة من المهام المعقدة بناءً على أوامر بسيطة بلغة البشر.
يعتمد ChatGPT Agent على دمج قدرات أدوات متقدمة طورتها الشركة سابقًا مثل "Operator" الذي يمكنه تصفح المواقع والتفاعل معها و"Deep Research" أداة متخصصة في جمع وتحليل البيانات من الإنترنت وتقديم تقارير منظمة.
الفارق هذه المرة أن المستخدم لن يكتفي بالحصول على إجابات، بل يمكنه طلب تنفيذ مهام محددة بلغة طبيعية.
من بين المهام التي عرضتها الشركة كمثال: مراجعة تقويمك للتحضير للاجتماعات، طلب مكونات وجبة فطور عائلية، أو إعداد عرض تقديمي لمقارنة أداء شركتك مع المنافسين.
بفضل ميزة "Connectors"، يستطيع الوكيل الذكي الاتصال بمنصات مثل Gmail وGoogle Drive وGitHub، واستخلاص المعلومات المفيدة تلقائيًا بناءً على السياق.
لكن رغم هذا المستوى المتقدم من الأداء، فإن المستخدم ما زال هو صاحب القرار: ChatGPT يطلب إذنًا قبل اتخاذ أي إجراء، ويمكنك التدخل أو الإيقاف في أي لحظة.
في بيئة العمل، يمكن لوكيل ChatGPT أن يعد عروضًا تقديمية من لوحات بيانات، يعيد ترتيب الاجتماعات، يحدّث جداول بيانات بدقة دون تخريب التنسيق، أو حتى تنظيم الرحلات والفعاليات الجماعية.
أما في حياتك الشخصية؟ يمكنك استخدامه لحجز موعد طبيب، تنظيم حفل عشاء، أو تخطيط إجازة، وكل ذلك من خلال أمر واحد بسيط.
الميزة متاحة حاليًا لمشتركي خطط ChatGPT Pro وPlus وTeam، ويمكن تفعيلها من قائمة الأدوات أو بكتابة الأمر /agent. أما المستخدمون ضمن خطط Enterprise وEducation فسيحصلون عليها لاحقًا هذا الصيف.
وبالنسبة للمستخدمين في أوروبا وسويسرا، فلم يتم تحديد موعد الإطلاق بعد، على الأرجح بسبب القيود التنظيمية الأكثر صرامة في تلك المناطق.
ومع القوة الكبيرة تأتي المسؤولية، حيث أعلنت OpenAI عن تطبيق أنظمة أمان جديدة لمنع إساءة الاستخدام.
من بينها نظام مراقبة مباشر لتفاعلات المستخدمين، يعتمد على مصنّف داخلي لرصد الأنشطة المرتبطة بمجالات حساسة مثل الأسلحة الكيميائية أو البيولوجية.
ومن المثير للاهتمام أن الذاكرة معطلة بشكل افتراضي، مما يعني أن الوكيل لن يحتفظ بسجل المحادثات السابقة.
الهدف من ذلك هو تقليل مخاطر الاختراقات القائمة على حقن الأوامر عبر المحادثات.
ومع ذلك، تشير الشركة إلى إمكانية إعادة تفعيل ميزة الذاكرة في المستقبل، بشرط ضمان السلامة التقنية.
هذا التوجه نحو وكلاء ذكاء اصطناعي شاملين لا يقتصر على OpenAI فقط. فشركة Google أعلنت مؤخرًا عن دمج ميزات وكيل ذكي مباشرة داخل محرك البحث.
إحدى تلك الميزات تتيح للمستخدم طلب مكالمة AI لمتاجر محلية للتحقق من الأسعار وتوفر الخدمات، مثل المغاسل أو صالونات الحيوانات الأليفة، ومن ثم تقديم تقرير بنتائج المكالمات.
OpenAI لم تطلق نموذجًا جديدًا، لكنها قدمت خطوة مهمة في تطور الذكاء الاصطناعي العملي، عبر وكيل رقمي يدمج الذكاء، التنسيق، والتنفيذ في منصة واحدة.
ومع أن الطريق لا يزال طويلًا لتحقيق الاعتمادية الكاملة، فإن هذا التحديث قد يكون البداية الفعلية لعصر الوكلاء الرقميين الذين يديرون حياتنا الرقمية نيابةً عنا.