"كنا بنبات على الأرض".. استقالة 8 أطباء من قسم النساء والتوليد بمستشفى جامعة طنطا
klyoum.com
أعلنت رنين جبر، طبيب تكليف سابق بقسم النساء والتوليد – مستشفى المجمع الطبي بطنطا، استقالتها من القسم، لتلحق بسبعة زملاء آخرين تقدموا بالاستقالة، ليبقى فقط 7 من أصل 15 نائبًا كانوا يعملون في قسم النساء والتوليد بمستشفى جامعة طنطا، وسط ما وصفته بـ"ظروف قاسية ولا آدمية".
وفي منشور مؤثر نشرته عبر حسابها الشخصي على موقع فيسبوك، روت جبر تفاصيل ما واجهته خلال فترة عملها، قائلة: "في يوم من الأيام جمعونا وقالوا لنا بالنص: (إنتوا وجودكم مش مرحب بيه في القسم، ومش هنشغلكم، فقدموا استقالاتكم وامشوا)... مبروك خطتكم نجحت."
وأكدت أنها لم تُقصّر في حق أي مريضة أو حالة طبية، بل أعطت القسم من وقتها وصحتها ونفسيتها، دون أي مقابل حقيقي.
وواصلت رنين: "نبطشيات وصلت لـ ٤٨ ساعة و٧٢ ساعة، وبعدها مرور بـ يوصل لـ ٨٢ ساعة، كنا بننام فيهم أقل من ٦ ساعات، وأحيانًا مننامش خالص. بننام على الأرض أو على سراير المرضى أو حتى على كراسي... وكنا مطالبين نكون في القسم من ٥ أو ٦ الصبح، ولو حصل وكنت في البيت، كان ممكن يطلبوا مني أنزل الساعة ١٢ بالليل."
وأضافت أن النوم كان ممنوعًا دون إذن، وإذا أخطأ أحد النواب، يتم "تبنيش" كامل الدفعة، موضحة أنهم تعرضوا لمبيت إجباري لمدة أسبوع متواصل داخل المستشفى، دون حق في الاستحمام أو الخروج، وكان يتم التأكد من وجودهم فجأة، حسب تعبيرها.
وتابعت: "مرة اتبنشنا بيات ٣ أيام قبل نبطشية ٣ أيام، يعني ٦ أيام في المستشفى متواصلة. كنا بنكتب شيت الحالة ٣ أو ٤ نسخ. مش مسموح نرتاح حتى في أيام الإجازة أو الوقت الأوف. كنا مطالبين نرد على أي رسالة فورًا. جدول العمل كان بيبدأ من الجمعة لحد الخميس، بدون أي يوم راحة."
واستنكرت عدم حصولهم على فرصة عادلة للتعليم أو التسجيل للماجستير، مقارنة بباقي التخصصات، مضيفة: "قالوا لنا إن نيابة الجامعة معناها هنتعلم ونسجل ماجستير بسرعة. لا اتعلمنا ولا سجلنا، ولو سجلنا ما بننجحش. بعد كل التعب ده، كان نفسي القسم يديني زي ما أنا اديته."
وروت تفاصيل عن المعاملة التي وصفتها بـ"غير الإنسانية"، قائلة: "المكان مش مسموحلك فيه تقول رأيك. انت جونيور تقول حاضر ونعم وبس. اشتغلنا شغل الممرضات والعمال، وكانوا بيقولوا لنا: لو مش قادر تمشي المسات اعمل شغلهم."
كما أشارت إلى حوادث مثل سرقة إحدى زميلاتها أثناء نومها داخل القسم في غرفة مكسّرة، دون أبواب أو أمن أو حماية.
وأكملت: "بنام وسط القطط والصراصير على الأرض، وممنوع أقدّم ماجستير إلا متأخر، عشان ما ينفعش تساوي نفسك بزمايلك."
واختتمت جبر منشورها قائلة: "كنت بحب تخصص النساء والتوليد من قلبي، وكنت بحلم أكون دكتورة نسا شاطرة، بس المكان كسرني. بعد ١١ شهر من العطاء والبكاء والإجهاد، قررت أختار راحة بالي وكرامتي وصحتي. شكرًا على أوحش ١١ شهر في حياتي."