رئيس كولومبيا يشكك في خطة ترامب للسلام في غزة ويصفها بـ “أكذوبة”
klyoum.com
في تطور ملفت على الساحة الدولية، شنّ الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو هجوماً حادّاً على خطة السلام التي اقترحها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لقطاع غزة، واصفاً إياها بأنها «أكذوبة» لا يمكن الوثوق بها، وذلك خلال تصريحات ندد فيها بما وصفه بالتواطؤ في جرائم الحرب وانتهاكات القانون الدولي.
قال بيترو، في كلمة له أمام تجمع مؤيدين للقضية الفلسطينية، إن الخطة الأمريكية تُقدّم نفسها كحل عادل لكنها في واقع الأمر تغضّ الطرف عن الاحتلال والقمع، ولا تحمل ضمانات حقيقية لحقوق الشعب الفلسطيني.
إسرائيل تقتاد سفنًا من «أسطول الصمود» إلى موانئ خفية وسط تنديد دولي متصاعد | فيديو وصورأسطول الصمود يتهم البحرية الإسرائيلية باستخدام القوة المفرطة ضد سفنه المدنيةمظاهرات تندلع في أوروبا احتجاجاً على اعتراض البحرية الإسرائيلية لأسطول الصموداسطول الصمود: الاعتراض الإسرائيلي للسفن عنيف وغير قانوني يستهدف مدنيين عزل بالمياه الدولية
وأضاف أن اقتراح ترامب يُستغل لتحقيق مصالح إسرائيل دون أن يضمن وقفاً دائمًا لإطلاق النار أو حماية المدنيين.
وتعليقاً على الخطة التي تضمّنت خطوات لتسوية الصراع في غزة وإدخال مساعدات وإنهاء الحرب، قال الرئيس الكولومبي: «لا تصدِّقوا من يدّعي أنه يريد السلام وهو في الوقت نفسه يمد يد الاحتلال بالسلاح والغطاء السياسي».
وأكد بيترو أن العالم لم يعد يقبل تصريحات السلام التي تُطرح كواجهة لتبرير استمرار العدوان.
وخلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، انتقد بيترو إدارة ترامب واتهمها بالتواطؤ في ما اعتبره «إبادة جماعية» في غزة، مؤكداً أن الحوار الدبلوماسي فشل، وأن الحل ليس في مزيد من المفاوضات المريبة، بل في ضمان المساءلة الدولية وترتيب قوة حقيقية تحمي المدنيين.
كما دعا بيترو إلى تشكيل قوة دولية، ليست عبر مجلس الأمن – الذي يرى أنه مغلق الأبواب أمام القضايا الحقيقية – بل من خلال تصويت جمعي في الجمعية العامة، لتدخل ميدانياً لحماية السوريين والفلسطينيين وغيرهم من ضحايا النزاعات، حسب موقع "إل باييس" الاسبانية
وفي سياق متصل، أثارت تصريحات بيترو ردود فعل في واشنطن، خاصة أنه واجه سابقاً إجراءات دبلوماسية عقابية، منها سحب التأشيرة الأمريكية بعد دعوته الجنود الأمريكيين إلى «عدم طاعة أوامر ترامب» في سياق النزاع الفلسطيني–الإسرائيلي، وفقا لـ اسوشيتدبرس
ومع تنامي هذا التصعيد الكلامي، يُتوقّع أن تُثير مواقف بيترو ردودًا دولية، خصوصاً من الدول التي تُقيّم الخطة الأمريكية بعين الشك، أو التي ترى أن الحل في غزة لا يمكن أن يُفرض من طرف واحد دون إشراك الفلسطينيين ومراعاة القانون الدولي.
وتحمل هذه التطورات أبعادًا مهمة، فهي تُعيد النقاش حول جدوى “مبادرات السلام” التي تُطرح بمعزل عن الواقع الميداني، وتضع في بؤرة المشهد فكرة أن التضامن الدولي مع الفلسطينيين لم يعد مجرَّد شعارات، بل أصبح محط اختبار عملي في المؤسسات الدولية ومواقف الدول الكبرى.