مش كيك يا خواجة.. خبز الأقصر تراث يخبز بنور الشمس ومحبة الجدات
klyoum.com
في الأقصر حيث تتلاقى حرارة الشمس مع دفء البيوت القديمة لا يزال هناك خبز يعد بطرق لا تعرفها الأفران الحديثة رغيف ذهبي مستدير يبدو من بعيد ككعكة، لكنه في الحقيقة تراث حي يدعى "العيش الشمسي".
هو أكثر من مجرد طعام إنه قصة أمهات وجدات، ومشهد يومي في بيوت الجنوب حيث يخبز الخبز بالشمس وتعجن البركة بالأيدي.
في صباح يوم العجن، تستيقظ نساء البيت مبكرا الأم والبنات يعملن معا وسط أحاديث وضحكات لكل واحدة لمستها الخاصة وتفوح رائحة الخبز من الفرن لتغلب على روائح المخابز كلها.
من قرية المطاعنة بمركز إسنا بمحافظة الأقصر، تحكي الحاجة بحيتة عثمان عن العيش الشمسي قائلة:
"العيش الشمسي بركة من عند ربنا نستيقظ مبكرا، ونعجن دقيقا بلديا نضيف إليه الماء والخميرة والملح ونعجنه بأيدينا."
"نتركه ليختمر ثم نشكله كرات ونفرده دوائر ونضعه في الشمس ليتفاعل ثم ندخله الفرن البلدي على نار هادئة بحطب نظيف، وعندما يخرج، تفوح رائحته التي تشبعك قبل أن تتذوقه."
تعتمد صناعة العيش الشمسي على أدوات تقليدية لكل منها وظيفة محددة مثل "العجانية" وهي وعاء كبير من الألومنيوم يستخدم في العجن و"الدوار" وهو لوح خشبي دائري يوضع عليه الرغيف في الشمس، و"المطرحة" وهي عصا خشبية طويلة ومسطحة لإدخال الرغيف إلى الفرن وإخراجه، و"الفوادة" وهي قطعة قماش مبللة تُستخدم لمسح أرضية الفرن، وأخيرًا "الفرن البلدي" وهو فرن من الطين يُشعل بالحطب وسعف النخيل ويتسع لعدد كبير من الأرغفة.