اخبار مصر

صدى البلد

سياسة

سرقة مجوهرات متحف اللوفر.. كيف تمت العملية في 7 دقائق فقط؟

سرقة مجوهرات متحف اللوفر.. كيف تمت العملية في 7 دقائق فقط؟

klyoum.com

يزيد البحث عن سرقة متحف اللوفر، و مجوهرات متحف اللوفر  بعد الحادث الغريب الذي شهدته العاصمة الفرنسية لأول مرة، في حادث صدم الرأي العام الفرنسي والعالمي على حد سواء.

شهد متحف اللوفر في باريس صباح الأحد واحدة من أكثر السرقات جرأة في تاريخه الممتد لقرون، بعد أن تمكن لصوص محترفون من اقتحام قاعة أبولون الشهيرة، وسرقة عدد من القطع النادرة التي تعود لعهد الإمبراطورة أوجيني ونابليون الثالث، في عملية لم تستغرق أكثر من سبع دقائق فقط.

ماكرون: سرقة متحف اللوفر اعتداء على تراثنا وسنقدّم الجناة للعدالةأحمد موسى: على مدار 40 سنة لم تهتم فرنسا بتأمين متحف اللوفربعد سرقة متحف اللوفر.. أحمد موسى: المخدرات والآثار أسرع حاجتين يحققوا ربح سريعفين الإنذار ؟| أحمد موسى عن سرقة متحف اللوفر: مفيش لمبة حمراء ولا أمنلو في الصحراء مش هيحصل كده.. أحمد موسى: اللي حصل في متحف اللوفر لا يُصدقالعثور على تاج الإمبراطورة أوجيني متضررا قرب متحف اللوفر بعد عملية السرقةسرقة مجوهرات خلال عملية سطو في متحف اللوفر بباريس

بحسب ما نقلته صحيفة "لو باريزيان" الفرنسية، فإن اللصوص تمكنوا في نحو الساعة التاسعة والنصف صباحًا بالتوقيت المحلي، أي بعد فترة قصيرة من افتتاح المتحف أمام الزوار، من تنفيذ عملية دقيقة وسريعة. 

فقد دخلوا القاعة التاريخية الملأى بالتحف والمجوهرات الملكية عبر شرفة تطل على نهر السين، مستخدمين رافعة مثبتة على شاحنة، وسلّمًا لتسلق واجهة المتحف.

وعقب دخولهم القاعة، استخدم اللصوص مطاحن لقطع الزجاج المقوى في واجهات العرض، وانتزعوا تسع قطع نادرة من أصل 23 قطعة كانت ضمن مجموعة مجوهرات نابليون الثالث والإمبراطورة أوجيني، ثم لاذوا بالفرار على متن دراجات نارية من طراز TMax، دون أن يُسجّل أي إصابات بين الزوار أو الموظفين.

أكدت الصحيفة أن المسروقات شملت طقم مجوهرات فاخر، وقلادة ذهبية مرصعة بالألماس، وأقراطًا ملكية، وتاجين أحدهما يخص الإمبراطورة أوجيني، بالإضافة إلى دبوس ملكي مزخرف بأحجار كريمة.

 وتُعد هذه القطع من أغلى ما يملكه المتحف من حيث القيمة التاريخية والفنية، إذ تعود إلى منتصف القرن التاسع عشر، وترمز إلى حقبة ازدهار الإمبراطورية الفرنسية الثانية.

وفي تطور لاحق، نقلت وكالة "فرانس برس" عن مصدر مطلع قوله إنه تم العثور على تاج الإمبراطورة أوجيني متضررًا قرب المتحف، ما يشير إلى أن اللصوص ربما تخلوا عنه أثناء فرارهم بسبب ملاحقة الشرطة أو صعوبة نقله، ولا تزال بقية القطع في عداد المفقودات حتى الآن.

تُعد قاعة أبولون في متحف اللوفر من أبرز القاعات التي تجذب الزوار، إذ تحتضن مجوهرات التاج الفرنسي، إلى جانب ألماسة "الريجنت" التي تفوق 140 قيراطًا وتُعتبر من أنقى الألماسات في العالم، وكذلك ألماسة "سانسي" (55.23 قيراطًا) وألماسة "هورتنسيا" الوردية الشهيرة.

اللافت أن هذه الألماسات لم تتعرض للسرقة، ما يرجّح أن اللصوص ركزوا على قطع معينة ذات قيمة رمزية وتاريخية مرتبطة بعائلة نابليون.

وزير الداخلية الفرنسي لوران نونيز كشف عبر قناة "فرانس إنتر" عن تفاصيل العملية، مؤكدًا أن الجناة كانوا ثلاثة أو أربعة أفراد مدربين جيدًا، استخدموا معدات احترافية بينها رافعة ومطحنة لقص الزجاج، وأوضح أن العملية كلها لم تستغرق سوى سبع دقائق، ما يدل على أنها خُطط لها مسبقًا من قبل محترفين أجروا استطلاعًا للمكان قبل التنفيذ.

وأضاف نونيز أن النيابة العامة فتحت تحقيقًا في "سرقة منظمة"، وتولت القضية فرقة مكافحة العصابات بالتعاون مع المكتب المركزي لمكافحة تهريب الممتلكات الثقافية. 

وأشار إلى أنه "لا يمكن منع كل شيء"، لكنه أقر بوجود "ضعف كبير في منظومة الأمان داخل المتاحف الفرنسية"، مشددًا على أن السلطات تبذل جهودًا حثيثة لتحديد هوية الجناة عبر كاميرات المراقبة ومقارنة أسلوبهم بقضايا سابقة مماثلة.

من جهتها، وصفت وزيرة الثقافة رشيدة داتي المجوهرات المسروقة بأنها "ذات قيمة تراثية لا تُقدّر بثمن"، وأعلنت تكليف "لواء مكافحة اللصوصية" بالتحقيق في القضية، معربة عن أملها في استعادة القطع قريبًا. 

وقالت في منشور عبر منصة "إكس": "وقع حادث سطو هذا الصباح عند افتتاح متحف اللوفر، أنا متواجدة في الموقع إلى جانب طاقم المتحف والشرطة، والتحقيقات جارية".

إدارة متحف اللوفر أعلنت في بيان مقتضب أن المتحف سيُغلق أبوابه لبقية اليوم "لأسباب استثنائية"، دون تقديم تفاصيل إضافية، في حين أغلقت الشرطة منطقة "رصيف فرانسوا ميتران" المؤدي إلى المتحف أمام حركة المرور بالكامل للحفاظ على الأدلة.

ويُعتبر اللوفر من أكثر المتاحف استقطابًا للزوار في العالم، حيث استقبل نحو تسعة ملايين زائر خلال عام 2024، بينهم 80% من الأجانب. 

ويعد أيضًا من أكثر المواقع حراسة في باريس، إلا أنه تعرض لخرق أمني شهير عام 1911 حين سُرقت لوحة "الموناليزا" قبل استعادتها لاحقًا.

السرقة الأخيرة أعادت إلى الأذهان سلسلة من الحوادث المماثلة التي طالت متاحف فرنسية أخرى مؤخرًا، ما أثار تساؤلات حول كفاءة أنظمة الحماية والمراقبة في المؤسسات الثقافية.

 واعتبر مراقبون أن الحادث يُعد "إنذارًا خطيرًا" يستدعي مراجعة شاملة للإجراءات الأمنية خاصة في المتاحف التي تضم مقتنيات ذات قيمة وطنية وعالمية.

فرنسا ليست غريبة على مثل هذه الجرائم التي تجمع بين الدقة والجرأة، إذ شهدت البلاد في السنوات الأخيرة عدة عمليات سرقة لمقتنيات فنية من متاحف وقصور تاريخية، غالبًا ما نُفذت خلال النهار باستخدام أساليب متطورة.

ويعتقد بعض المحققين أن المجموعة التي نفذت عملية اللوفر قد تكون مرتبطة بشبكات دولية متخصصة في تهريب القطع الأثرية.

حتى اللحظة، لم تعلن السلطات عن أي توقيفات، فيما تتواصل التحقيقات بشكل مكثف لتحديد مسار اللصوص والجهات التي تقف خلفهم. 

ورغم العثور على تاج الإمبراطورة، فإن الغموض ما زال يلف مصير بقية القطع المسروقة، في واحدة من أكثر القضايا إثارة في تاريخ اللوفر الحديث.

سرقة مجوهرات نابليون والإمبراطورة أوجيني ليست مجرد عملية سطو فني، بل ضربة رمزية تمس ذاكرة فرنسا وتراثها الإمبراطوري. 

فهذه القطع التي نجت من الحروب والثورات وجولات التاريخ، سُرقت في قلب باريس، من داخل أحد أكثر الصروح الثقافية حراسة في العالم، ما يجعل من هذه الواقعة جرس إنذار لمستقبل التراث الفرنسي نفسه.

أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن استيائه من حادثة السرقة التي تعرض لها متحف اللوفر، معتبرًا أنها تمثّل اعتداءً صارخًا على التراث الوطني الذي يشكّل جزءًا من تاريخ فرنسا وهويتها الثقافية.

وقال ماكرون في منشور عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي إكس: “السرقة التي ارتُكبت في متحف اللوفر هي اعتداء على تراث نعتزّ به لأنه يمثل تاريخنا. سنعثر على الأعمال المسروقة، وسيُقدَّم الجناة إلى العدالة. يتم بذل كل الجهود، في كل مكان، لتحقيق ذلك، تحت إشراف نيابة باريس”.

وأضاف الرئيس الفرنسي أن مشروع اللوفر “النهضة الجديدة” الذي أطلقته الحكومة في يناير الماضي، يتضمن خطة لتعزيز الإجراءات الأمنية داخل المتحف وخارجه، مؤكدًا أن الهدف من المشروع هو ضمان الحفاظ على ما يشكّل ذاكرة فرنسا وثقافتها وحمايته للأجيال القادمة".

*المصدر: صدى البلد | elbalad.news
اخبار مصر على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com