اخبار مصر

الرئيس نيوز

سياسة

توتر في بلفاست بعد رفع علم فلسطين فوق مبنى البلدية.. ماذا يحدث؟

توتر في بلفاست بعد رفع علم فلسطين فوق مبنى البلدية.. ماذا يحدث؟

klyoum.com

شهدت مدينة بلفاست حالة من توتر سياسي وأمني عقب تصويت مجلس البلدية على رفع علم فلسطين فوق مبنى المجلس بمناسبة اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني.

قرار رفع العلم الفلسطيني في بلفاست يثير انقسامًا سياسيًا واسعًا

القرار الذي مرّ بأغلبية أثار جدلًا واسعًا بين الكتل السياسية، حيث اعتبره القوميون خطوة رمزية للتأكيد على دعم حقوق الفلسطينيين، بينما وصفه ممثلو التيار الوحدوي بأنه قرار مثير للانقسام ويهدد السلم الأهلي، وفقًا لصحيفة بلفاست تليجراف.

ومع بدء تنفيذ القرار ورفع العلم بعد منتصف الليل، سارعت قوات الشرطة إلى الانتشار في محيط مبنى البلدية لتأمين الأجواء ومنع أي احتكاكات بين مؤيدين ومعارضين.

وأوضحت الصحف المحلية أن عشرات المعارضين تجمعوا للتعبير عن رفضهم، فيما حضر مؤيدون للاحتفال بالخطوة، ما استدعى تعزيز الإجراءات الأمنية بشكل ملحوظ.

ولم يتوقف الجدل عند حدود الشارع، بل امتد إلى ساحات القضاء، حيث تقدم بعض المعارضين بطعن عاجل أمام المحكمة العليا في بلفاست، مطالبين بوقف تنفيذ القرار بدعوى أنه يتجاوز صلاحيات المجلس المحلي ويثير حساسيات سياسية ودينية.

في المقابل، أكد مؤيدو القرار أن رفع العلم لمدة أربع وعشرين ساعة لا يتعدى كونه موقفًا رمزيًا يعكس التزام المدينة بقيم التضامن والعدالة الدولية.

وجاءت ردود الفعل المجتمعية متباينة؛ فبينما عبّر بعض ممثلي المجتمع اليهودي في بلفاست عن قلقهم من الخطوة، معتبرين أنها لا تراعي التوازن المحلي، شدد مؤيدون على أن القرار يعكس إرادة جزء من سكان المدينة الذين يرون في القضية الفلسطينية رمزًا للنضال ضد الظلم والاحتلال.

ويسلط هذا الحدث الضوء على كيفية تداخل القضايا الدولية مع السياسة المحلية في بريطانيا، حيث يمكن لرمز مثل رفع علم فلسطين أن يتحول إلى ساحة صراع سياسي.

كما يعكس استمرار الانقسام بين التيارات القومية والوحدوية في بلفاست، ويبرز كيف أن القرارات الرمزية قد تترتب عليها تداعيات أمنية وقانونية واسعة.

وأشارت صحيفة الجارديان البريطانية إلى أن الشرطة ستواصل مراقبة الوضع عن كثب خلال الأيام المقبلة، وسط توقعات بأن يستمر الجدل السياسي والقانوني حول القرار، بما يعكس حساسية القضية الفلسطينية في المشهد السياسي المحلي والدولي على حد سواء.

وأضافت الجارديان أنه لا يمكن قراءة مشهد رفع علم فلسطين في بلفاست بمعزل عن التاريخ النضالي الطويل لشعب إيرلندا الشمالية من أجل الاستقلال والحقوق السياسية. فمنذ بدايات القرن العشرين، ارتبطت المدينة بحركات قومية سعت إلى التحرر من الهيمنة البريطانية، وتجلّى ذلك في انتفاضات شعبية وإضرابات واسعة، وصولًا إلى عقود "الاضطرابات" التي شهدت مواجهات دامية بين القوميين المطالبين بالوحدة مع جمهورية إيرلندا والوحدويين المتمسكين بالبقاء ضمن المملكة المتحدة.

هذا الإرث جعل من بلفاست رمزًا لمقاومة التهميش والسعي لتقرير المصير، حيث تحولت الأعلام والشعارات إلى أدوات نضالية تعبّر عن الهوية والحق في الاستقلال.

في هذا السياق، فإن رفع علم فلسطين اليوم يُقرأ كامتداد لتاريخ المدينة النضالي، إذ يرى كثيرون أن التضامن مع الشعب الفلسطيني يعكس صدى تجربتهم الخاصة في مقاومة السيطرة الخارجية والسعي إلى الحرية.

وبذلك يصبح القرار أكثر من مجرد خطوة رمزية، بل فعلًا سياسيًا يربط بين نضال محلي طويل من أجل الاستقلال وبين قضايا عالمية مشابهة في جوهرها.

*المصدر: الرئيس نيوز | alraeesnews.com
اخبار مصر على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com