اخبار مصر

صدى البلد

سياسة

ناسا توثق مشهدا فضائيا مذهلا فوق دولتين عربيتين.. ماذا حدث؟

ناسا توثق مشهدا فضائيا مذهلا فوق دولتين عربيتين.. ماذا حدث؟

klyoum.com

في مشهد يخطف الأنفاس، قامت الأقمار الصناعية التابعة لوكالة ناسا بتوثيق صورة مذهلة جعلت من يراها يظن للوهلة الأولى أنها التقطت من سطح المريخ أو أحد الكواكب البعيدة. 

لكن الحقيقة أن هذا المنظر الفريد يقع هنا على كوكب الأرض، وتحديداً عند الحدود بين الجزائر وليبيا، حيث يلتقي بحر من الكثبان الرملية النجمية مع تضاريس صخرية جرداء.

تتمدد الكثبان الرملية المعروفة باسم "العرق الشرقي الكبير" عبر شمال الجزائر بمساحة تقارب 55 ألف ميل مربع، أي ما يعادل مساحة دولة بحجم كرواتيا أو بنجلاديش. 

هذه الكثبان ليست عادية، بل تتخذ شكل نجمة متعددة الأذرع، وتتشكل في البيئات التي تتغير فيها اتجاهات الرياح باستمرار. يصل ارتفاع بعضها إلى 300 قدم، أي ما يعادل بناية من ثلاثين طابقاً. 

ومن الجو، تبدو الكثبان وكأنها أمواج متجمدة وسط محيط من الرمال الذهبية، مما يعكس الديناميكية غير المرئية الناتجة عن الرياح.

الاعتقاد السائد هو أن هذه الرمال لم تأتِ من العدم، بل هي نتيجة عمليات جيولوجية دامت عبر ملايين السنين. فالأمطار القديمة التي هطلت على المنطقة ساهمت في تفتت الصخور المحيطة، وحملت السيول الرواسب إلى المنخفضات الطبيعية. 

مع الوقت، بدأت الرياح تعيد توزيع هذه الرواسب، لتتحول تدريجياً إلى كثبان متحركة تعرضت لتغيرات مستمرة. تعد هذه العملية دليلاً على تاريخ طويل ومعقد يمتد لمئات آلاف وربما ملايين السنين.

على الجانب الآخر من الحدود، تختفي الكثبان الرملية الهائلة فجأة لتظهر تضاريس صخرية قاحلة داخل ليبيا. هنا، تآكلت الأرض بفعل الرياح على مر العصور، ولا يوجد فيها أي نباتات أو مسطحات مائية حديثة. 

تظهر الصور الفضائية أن هذه الصخور حُفرت بفعل رياح أحادية الاتجاه، مما جعلها تشبه في شكلها سطح المريخ أو عطارد.

منتصف الامتداد الصخري، تظهر بقعة بيضاء لامعة، وهي بقايا قاع بحيرة قديمة جفت منذ زمن بعيد. يمثل هذا السطح المتشقق شاهداً على نظام بيئي مائي ازدهر في الزمن الماضي، قبل أن يتحول إلى أرض قاحلة بسبب تغيّر المناخ. 

هذه البقايا تعكس فترات كانت فيها الصحراء الكبرى أكثر رطوبة، حين تدفقت المياه وشكلت بحيرات وأنهار مفقودة اليوم.

من اللافت أن خط الحدود السياسية بين الجزائر وليبيا يتطابق تقريباً مع خط التقاء الرمال بالصخور. وكأن الطبيعة نفسها رسمت هذا الحد الفاصل قبل أن يعترف به الإنسان. الكثبان الرملية تقع كلها داخل الجزائر، بينما التضاريس الصخرية تغطي الجانب الليبي. 

وبحسب الخبراء، فإن ما تكشفه صورة ناسا ليس مجرد منظر طبيعي مبهر، بل شهادة على التاريخ الطويل والمعقد لأكبر صحراء في العالم. عبر الفترات الزمنية، مرت الصحراء الكبرى بدورات مناخية جعلت بعضها أشبه بالسهول العشبية أو البحيرات الداخلية، ومع كل تغير زمني، كانت الرمال تتقدم أو تتراجع، تاركة وراءها بصمات جيولوجية باقية إلى اليوم.

*المصدر: صدى البلد | elbalad.news
اخبار مصر على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com