اخبار مصر

صدى البلد

سياسة

باحث سياسي: سوريا أمام اختبار صعب.. والانقسامات الطائفية تهدّد مستقبلها

باحث سياسي: سوريا أمام اختبار صعب.. والانقسامات الطائفية تهدّد مستقبلها

klyoum.com

وسط تصاعد التوترات في محافظة السويداء، أعلنت السلطات السورية عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين العشائر، في خطوة أثارت الجدل حول مدى قدرة الدولة على فرض سيطرتها وتهدئة الأوضاع.

قال الباحث السياسي الدكتور هاني سليمان مدير المركز العربي للبحوث والدراسات في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد إن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار والسيطرة على الأوضاع في السويداء وبين العشائر، برعاية النظام السوري الجديد، يعد تحولًا مهمًا في المشهد، إلا أنه أشار إلى أن الاتفاق جاء بشكل سريع من قبل الدولة السورية، دون أن تتبلور مفرداته بشكل واضح على أرض الواقع.

وأضاف بعض الأطراف ما زالت موجودة، وما زالت تحاول تصعيد الأمر، لا توجد سيطرة كاملة من الدولة والنظام السوري الجديد على السويداء أو على بعض المناطق في الداخل السوري، وهذا يشكل إشكالية تتعلق بقدرة الدولة وسيادتها وبسط نفوذها.

 

وأشار إلى أن المشهد السوري حاليًا يعاني من آفة طائفية وعرقية قد تشكل ضغطًا كبيرًا على مستقبل الدولة، في ظل محاولات لاختطاف الدولة وتحويلها إلى معارك طائفية واستقطابات، مؤكدًا أن “بعض الأطراف الخارجية تحاول الدفع في هذا الاتجاه، ومعها بعض القوى الداخلية التي تستفيد بطبيعة الحال من استمرار حالة الاضطراب وعدم الاستقرار.

وشدد على أن سرعة الوصول إلى الاتفاق، وعدم وجود ضمانات حقيقية لتطبيق بنوده على الأرض، يشكل تحديًا إضافيًا”، مضيفًا: “أرى أن هناك تحركات وتحفزًا وحشدًا من أطراف مختلفة، وقد يؤدي ذلك إلى تدهور الأوضاع في أي وقت”.

وأوضح سليمان قائلًا ما يحدث يعيدنا إلى مسألة الاندماج الوطني، هناك قوى أساسية كانت تشكل جزءًا مهمًا من الجسد السوري، تعرضت للتهميش لسنوات طويلة، في ظل غياب العدالة، والاستبداد، والاستئثار بالسلطة، كل هذه الأمور أدت إلى ما نحن فيه، ودفعت بعض القوى إلى محاولة الانتقام وتصفية الحسابات، ولا توجد عدالة انتقالية حقيقية، كما أن المواطنة لا تزال غائبة بشكل كبير.

وأضاف هذه الأزمة ليست جديدة، شهدناها في الساحل مع العلويين، وفي الحسكة مع الأكراد، والآن في السويداء مع الدروز، وربما تنتقل إلى مناطق أخرى مثل وادي النصارى لدى المسيحيين، أو إلى درعا ودمشق حيث الأغلبية السنية،تقسيم  المناطق بهذه الطريقة، وفقًا لتجاذبات طائفية وتصفية حسابات وتحفز، بعيدًا عن مفهوم الدولة الحديثة، يشكل تهديدًا حقيقيًا، هذا الاتفاق هو مجرد مسكن مؤقت، لكنه لا يعالج جذور الأزمة.

وأكد أن وجود السلاح خارج إطار الدولة، واستمرار وجود الميليشيات والقوى المسلحة، إلى جانب غياب التمثيل السياسي الحقيقي وعدم استيعاب كافة الأطياف السياسية، جميعها تحديات ستعيق مسار المرحلة الانتقالية والوصول إلى دولة مستقرة.

واختتم سليمان تصريحاته بالإشارة إلى المشاهد الدامية التي وثقتها مقاطع الفيديو الأخيرة مجموعة الفيديوهات التي وثقت مشاهد عنف كبيرة، كانت مشاهد مخيفة ومرعبة، تؤكد أن هناك تحديات جسيمة أمام الدولة السورية، وتظهر أن العنف لا يزال مستعصيًا في كثير من المناطق، وأن هناك عمليات تصفية حسابات وانتقام. كما أن بعض الأطراف الخارجية لا تزال تغذي هذه النزاعات وتحاول اختطاف الدولة.

وأضاف أرى أن على الجميع الآن أن يضع مصلحة الدولة السورية فوق كل اعتبار، بعيدًا عن هذه المجازر الدموية والأعمال التي تجسد حالة من التعصب الشديد والعنصرية المركبة.

*المصدر: صدى البلد | elbalad.news
اخبار مصر على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com