اخبار مصر

صدى البلد

سياسة

الموقف الشرعي للأبناء من تركة أبيهم صاحب الدخل الحرام.. علي جمعة يوضح

الموقف الشرعي للأبناء من تركة أبيهم صاحب الدخل الحرام.. علي جمعة يوضح

klyoum.com

تلقى الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق، سؤالًا من إحدى المتابعات حول مسألة شائكة تتعلق بحكم الأبناء إذا كان مصدر دخل والدهم من الحرام، وهل يلحقهم ذنب بسبب ذلك أم لا.

وفي رده على هذا التساؤل، أكد الدكتور علي جمعة أن الأب هو المكلّف شرعًا بالإنفاق على أسرته، وبالتالي فإن الإثم يقع على عاتقه وحده إذا كان ماله من مصدر غير مشروع، أما الأبناء فلا ذنب عليهم في هذه الحالة، لأنهم يأخذون نفقتهم باعتبارها حقًا لهم.

 وأوضح أن ما يصل إلى الأبناء من مال أبيهم الحرام يعد في حقهم حلالًا لا وزر فيه، بينما الوزر يُكتب على الأب وحده.

وأضاف جمعة أن الواقع يبين أن الناس لا تكون حياتهم كلها قائمة على المال الحرام فقط، فغالبًا ما يجمع الإنسان دخله من موارد متعددة، منها ما هو مشروع ومنها ما هو محرم، وبالتالي فإن المسألة ليست بالبساطة أن يكون المال كله خبيثًا، بل يتخلله الحلال والحرام. 

ولهذا فإن الخطاب الشرعي يكون موجهًا إلى الأب بضرورة تصحيح مساره والابتعاد عن الشبهات، وليس إلى الأبناء الذين لا ذنب لهم في مصدر هذا المال.

وأشار الدكتور علي جمعة إلى أن العلماء تحدثوا في هذه القضية بتفصيل، وقالوا قولًا غريبًا بعض الشيء لكنه يعكس رحمة الله بعباده، وهو أن المال الموروث "يطهر بالموت"، أي أن الرجل إذا مات، فإن ما تركه من مال يصبح حلالًا للورثة حتى لو كان قد جُمع بطرق محرمة مثل تجارة المخدرات أو غيرها من المعاملات غير المشروعة.

وبيّن أن الاستثناء الوحيد في هذه المسألة يتعلق بالأموال المعلومة المصدر، مثل الأموال التي حصل عليها الأب من السرقة أو من الرشوة أو من اغتصاب حقوق الآخرين، ففي هذه الحالة لا يجوز للورثة أن يتصرفوا فيها، بل يجب عليهم ردها إلى أصحابها الأصليين. أما إذا كان المال مختلطًا بالربا أو بأرباح مشبوهة، فإن موته يكون مطهرًا لهذا المال ويصبح جائزًا للورثة.

وضرب علي جمعة مثالًا بما فعله الإمام الحارث المحاسبي، الذي كان يشك في أن مال أبيه غير طيب، فزهد فيه وتركه تورعًا وخوفًا من الوقوع في الحرام.

واعتبر العلماء هذا الموقف منقبة عظيمة له، لأنه ترك ما قد يكون حلالًا في أصله تورعًا عن الشبهات.

وأكد جمعة أن الأب إذا أطعم أبناءه من الحرام، فإنه وحده من يتحمل هذا الوزر، بينما الأبناء لا يحملون أي ذنب، لأنهم يعيشون على النفقة التي أوجبها الشرع لهم. ومع ذلك، شدد على أهمية أن يربي الآباء أبناءهم على الزهد في الدنيا والبعد عن المال الحرام، حتى ينشأوا على الاستقامة والعفة، وألا يعتادوا على حياة قائمة على الشبهات أو المال غير المشروع.

*المصدر: صدى البلد | elbalad.news
اخبار مصر على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com