اخبار مصر

الرئيس نيوز

سياسة

غزة تحت الغضب: هل يصبح توني بلير نائب الملك وترامب في القطاع؟

غزة تحت الغضب: هل يصبح توني بلير نائب الملك وترامب في القطاع؟

klyoum.com

تشهد غزة حالة من الغضب والاستياء الشعبي العميق بعد الكشف عن ما يُعرف بخطة "ترامب – الحاكم بلير"، والتي تقترح أن يكون رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير بمثابة "حاكم مؤقت" للقطاع الفلسطيني المنكوب وفقًا لموقع ديكلاسيفايد البريطاني.

ويعتبر الفلسطينيون هذه الخطوة محاولة لإعادة فرض الوصاية الأجنبية على غزة، في وقت يعاني فيه السكان من آثار الحروب المتكررة وفقدان المنازل والأرواح. ويظهر الغضب بشكل جلي في مخيمات النزوح في المواصي وخان يونس، حيث يخشى السكان من عودة مشاريع استعمارية قديمة تحت غطاء سياسي جديد، وفقا لصحيفة دايلي صباح التركية.

أصوات الغضب الشعبي

ووصفت صحفية فلسطينية الفكرة بأنها "مهينة ومستفزة"، مؤكدة أن أي تعيين لشخص أجنبي كحاكم مؤقت للقطاع يمثل شكلًا متجددًا من الوصاية الاستعمارية، ويقلص حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم. وتضيف أن المقترحات الحالية، بعد سنوات من الحرب والتشريد والإبادة الجماعية، تكشف تجاهلًا لتاريخ ومعاناة الشعب الفلسطيني، ورغبة في فرض حلول تقلص الحقوق بدل أن تستعيدها.

وفي المخيمات، تظهر هذه الانتقادات على لسان السكان مباشرة. فعند سؤال عبد الفتاح الأمسي، رجل سبعيني من مخيم المواصي، عن توني بلير، قال: "بلير؟ ألم يكن بجانب بوش في حرب العراق؟ ماذا فعل هناك إلا نشر الدمار؟ والآن يريدون أن يحكم غزة؟ هذا إهانة للشعب الفلسطيني الذي قدم التضحيات". وأضاف: "لا أحد هنا يحتاج إلى حاكم أجنبي، لدينا رجال ونساء قادرون على إدارة بلادهم. بلير لن يأتي ليظهر الرحمة، بل لخدمة مصالح من يريدون غزة بلا مقاومة ولا كرامة".

كما عبر الشباب، مثل عماد سيف، ٢٨ عامًا من مدينة غزة، دُمرت منزله في مخيم جباليا، عن رفضهم القاطع: "نريد أن نحكم أنفسنا، لا أن يحكمنا شخص كان صديقًا لمن دمر غزة وأجبرنا على النزوح. ما يُعرض علينا ليس حلًا، بل استبدال احتلال بآخر أكثر أناقة. الغرب لم يأتِ يومًا ليظهر الرحمة".

توني بلير وتراث الحقبة الاستعمارية

يربط كثير من الفلسطينيين اسم توني بلير بحرب العراق عام ٢٠٠٣، وما خلفته من دمار واسع، معتبرين عودته إلى المشهد في غزة استمرارًا للسياسات التي أشعلت الصراع في الشرق الأوسط. وتؤكد التقارير أن بلير، عبر معهد توني بلير للتغيير العالمي، ظل نشطًا في سياسات الشرق الأوسط والإرهاب، ما يعزز المخاوف من تدخلاته المباشرة في غزة.

ويشير تحليل الصحيفة التركية اليومية إلى أن خطة ترامب لتعيين بلير كممثل غربي في غزة ليست بهدف حفظ السلام، بل لإحياء أشكال التدخل الاستعماري، معتبرة أن هذا يعكس استمرار النفوذ الغربي على القرارات المصيرية في المنطقة. ويضيف التقرير أن بلير يُنظر إليه كشخص مرتبط بالسياسات الغربية السابقة التي قادت إلى الحروب والإبادة الجماعية، وهو ما يجعل أي دور رسمي له في غزة محل شكوك عميقة لدى الفلسطينيين.

رفض شامل وطلب للكرامة

تتكرر رسائل الرفض في كل المقابلات مع النازحين والمواطنين، مؤكدة أن الفلسطينيين مصرّون على حقهم في إدارة شؤونهم بأنفسهم، ورفض أي وصاية خارجية. وتؤكد النساء والشيوخ أن الحلول القادمة من الخارج لم تجلب إلا الدمار والمعاناة، وأن ما يهمهم الآن هو إنهاء الحرب وإعادة بناء حياتهم بكرامة.

ويختتم التحليل الصحفي بالإشارة إلى أن هذه الخطة، رغم أنها تهدف نظريًا إلى إدارة إعادة الإعمار وتنسيق المساعدات الدولية، تواجه صعوبات هائلة على الأرض، إذ أن أي قبول بها سيحتاج إلى تجاوز غضب شعبي متجذر وتجارب سابقة من التدخلات الأجنبية في غزة والمنطقة.

*المصدر: الرئيس نيوز | alraeesnews.com
اخبار مصر على مدار الساعة