كارثة بيئية عالمية.. بحر يواجه خطر الاختفاء| ما القصة؟
klyoum.com
أخر اخبار مصر:
الدرديري لـ شيكابالا: لوكنت موجود ماكنش الأهلي كسبيشهد بحر قزوين، أكبر بحر داخلي في العالم، تراجعا مقلقا في منسوب مياهه يهدد الحياة البرية الفريدة، والموانئ الحيوية، وطرق التجارة الدولية.
فقد سجل البحر، الذي يعد رمزا جغرافيا لآسيا الوسطى، انخفاضا غير مسبوق وصل إلى أقل من 29 مترا تحت مستوى سطح البحر، بحسب معهد أبحاث مصايد أسماك بحر قزوين الروسي، وهو أدنى مستوى يتم رصده منذ بدء القياسات الحديثة.
الدراسة المنشورة في مجلة "اتصالات الأرض والبيئة" التابعة لـ"نيتشر" تؤكد أن الأزمة التي تراكمت لعقود قد تسارعت بشكل كبير في السنوات الأخيرة.
وتشير التوقعات إلى أن منسوب البحر قد ينخفض بما يصل إلى 18 مترا بحلول نهاية القرن في ظل السيناريوهات الحالية لانبعاثات الكربون.
حتى مع ارتفاع متوسط لدرجات الحرارة، يتوقع أن يتراجع بين 8 و10 أمتار، وهو ما سيؤدي إلى فقدان مساحات شاسعة من حوضه الشمالي وتحولها إلى صحراء.
بيانات الأقمار الاصطناعية التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية و"ناسا" أظهرت تراجعا سنويا بمعدل 30 سنتيمترا منذ عام 2020، وهو ثلاثة أضعاف المعدل السابق.
ويرجع ذلك أساسيا إلى ارتفاع درجات الحرارة وزيادة معدلات التبخر، بخلاف ما حدث مع بحر آرال الذي تأثر بالأنشطة البشرية المباشرة.
الأزمة لا تقتصر على البيئة فقط، بل تمتد إلى كازاخستان وروسيا وأذربيجان وإيران وتركمانستان.
فقد أصبحت موانئ حيوية مثل أكتاو وباكو بعيدة عن الساحل، ما يضطر الشركات إلى شق قنوات أطول للحفاظ على وصولها إلى منصات النفط والغاز.
كما تواجه قناة فولجا-دون، التي تربط بحر قزوين بالبحر الأسود، مخاطر تراجع صلاحيتها للملاحة، وهو ما يهدد "الممر الأوسط"، الطريق التجاري الذي يربط الصين بأوروبا متجاوزا الأراضي الروسية.
يعتبر جفاف بحر قزوين إنذارا عالميا بشأن مستقبل الأحواض الداخلية المغلقة التي تعتمد على التوازن الدقيق بين الأمطار والتبخر، مثل بحيرة تشاد وبحيرة الملح الكبرى وبحيرة تيتيكاكا.
وتظهر النماذج المناخية الحديثة CMIP6 أن الاحتباس الحراري وحده كفيل بدفع مستويات البحر نحو الانحدار النهائي، إذ قد يؤدي ارتفاع درجة الحرارة العالمية بمقدار درجة مئوية واحدة فقط إلى انخفاض إضافي يقارب مترين.