اخبار مصر

صدى البلد

سياسة

خبراء: إسرائيل تتعمد إفشال مفاوضات التهدئة وتستعد لتوسيع التصعيد في غزة

خبراء: إسرائيل تتعمد إفشال مفاوضات التهدئة وتستعد لتوسيع التصعيد في غزة

klyoum.com

في ظل حالة الغموض التي تخيم على مفاوضات التهدئة بين إسرائيل وحركة حماس، تتسارع التحذيرات من أن الساحة الميدانية في غزة مرشحة لانفجار وشيك، في ظل التصعيد الإسرائيلي المتواصل وتلويح المؤسسة العسكرية بخيارات أكثر عنفًا حال استمرار الجمود التفاوضي. 

كشفت تقارير عبرية عن تحضيرات يجريها جيش الاحتلال لتنفيذ عملية واسعة النطاق في عمق مدينة غزة، إذا لم تسفر المحادثات الراهنة عن نتائج ملموسة خلال الساعات القادمة، التي توصف بأنها “حاسمة” في تحديد مصير الحرب.

وفي وقت تتسع فيه رقعة الغارات الجوية وتتزايد التحركات العسكرية الإسرائيلية تبرز مؤشرات قوية على نية تل أبيب فرض واقع جديد، خاصة في دير البلح والمخيمات المركزية، تمهيدًا لإعادة تشكيل الخريطة الجغرافية والسياسية للقطاع، وتأتي هذه التطورات وسط قلق واضح داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، التي ترى أن استمرار النشاط المدني في غزة رغم الحصار والدمار، يكشف عن قدرة حماس على الصمود، ويؤشر إلى فشل أدوات الضغط العسكري في فرض شروط إسرائيل على طاولة المفاوضات.

قال كمال ريان، المتخصص في الشؤون البرلمانية والرئاسية، إن الحكومة الإسرائيلية تبذل كل ما في وسعها لعرقلة التوصل إلى اتفاق نهائي مع حركة حماس بشأن إنهاء الحرب في غزة، وهو ما يظهر بوضوح من خلال السياسات التي تنتهجها على الأرض.

وأضاف ريان، لـ صدى البلد، إن “إسرائيل تسعى لفرض واقع جديد عبر محاولات التهجير القسري للفلسطينيين، من خلال إقامة ما تسمى بـ’المنطقة الإنسانية’ في رفح، التي تخطط لحشر قرابة نصف مليون فلسطيني فيها داخل خيام، رغم الرفض الدولي القاطع والموقف المصري الواضح الرافض تمامًا لسياسات التهجير”.

وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية، وبخاصة التيار اليميني المتطرف المسيطر عليها، مستمرة في ممارسة سياسات التجويع والعطش بحق سكان غزة، لدفعهم إلى النزوح القسري إما خارج القطاع أو نحو مناطق معينة تفرضها إسرائيل.

وأوضح ريان أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتعمد إفشال مسار المفاوضات، ويصر على شروط تعجيزية، أبرزها تحديد الهدنة بستين يومًا فقط، دون أي التزام بأن تؤدي هذه التهدئة إلى وقف دائم لإطلاق النار.

وأشار إلى أن رفض نتنياهو لفكرة إنهاء الحرب نهائيًا نابع من أزماته الداخلية، سواء على خلفية الإخفاق في أحداث 7 أكتوبر أو بسبب ملفات الفساد المالي التي يلاحق فيها قضائيًا، مما يجعله يعتمد على إطالة أمد الحرب للبقاء في السلطة.

كما أكد ريان أن اليمين الإسرائيلي المتطرف، وعلى رأسه بن غفير وسموتريتش، يمارس ضغوطًا على الحكومة لرفض حتى المقترحات المتعلقة بهدنة مؤقتة، بل ويعارضون أي خرائط إعادة انتشار إسرائيلية لا تضمن استمرار السيطرة العسكرية على 75% من غزة.

 

وشدد على أن التعنت الإسرائيلي الواضح يبرهن على غياب النية الحقيقية للوصول إلى تسوية أو تهدئة، حتى تلك التي تطرحها الأطراف العربية بوساطة دولية.

وتابع إذا لم تنجح الجهود الحالية للمفاوضات، فإن المنطقة ستظل عرضة لمزيد من التوتر والتصعيد، وستكون إسرائيل من أبرز الخاسرين، سواء على المستوى الاقتصادي أو نتيجة اتساع رقعة رفض التجنيد بين فئات الشباب.

وأشار إلى أن الساعات القادمة قد تشهد ضغوطًا جديدة من الوسطاء الدوليين على إسرائيل لتقديم خرائط انسحاب حقيقية، والقبول بهدنة تمهد لاتفاق شامل يوقف الحرب.

واختتم ريان تصريحاته بالتأكيد، أن “الأمل معقود على نجاح جهود الوسطاء في فرض تهدئة مؤقتة تمتد لـ60 يومًا، تمهيدًا لمفاوضات جادة تؤدي إلى حل نهائي وشامل، يرتكز على قرارات الشرعية الدولية وإقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967، عاصمتها القدس الشرقية، باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.

قال محمد فوزي باحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية لـ صدى البلد، إن الحديث عن هدنة لمدة شهرين في قطاع غزة لا يمكن فصله عن اعتبارات دولية وإقليمية، أبرزها طموحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للحصول على جائزة نوبل للسلام خلال شهر أكتوبر المقبل.

وأوضح فوزي أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، التي بدأت تضغط باتجاه تهدئة مؤقتة نتيجة ما يمكن وصفه بانتهاء بنك الأهداف داخل غزة، ودخول الجيش في حالة استنزاف ميداني طويل الأمد، دون مكاسب حقيقية على الأرض.

وأضاف في المقابل، بدأت إسرائيل تتحرك إقليميًا بشكل لافت، سواء عبر محاولات تعزيز علاقتها مع دمشق، وفتح قنوات تواصل غير معلنة مع بيروت، إلى جانب تسريبات عبر الإعلام العبري بشأن تقدم محتمل في ملف التطبيع مع السعودية، ما يشير إلى محاولة ربط إنهاء الحرب بتغيرات جذرية في موازين الإقليم.

وأكد فوزي أن التهدئة المطروحة حاليًا تأتي في ظل هذا المناخ، لكنها في الوقت ذاته تواجه تحديات جسيمة، أبرزها نوايا إسرائيلية لالتهام ما لا يقل عن 40% من أراضي قطاع غزة، من خلال السيطرة الميدانية والتوسع العسكري، دون تقديم أي ضمانات حقيقية بشأن انسحاب دائم أو وقف نهائي لإطلاق النار.

وأشار فوزي إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى لاستغلال الهدنة كفرصة لإعادة ترتيب أوراقه السياسية والعسكرية، مع نية واضحة في استئناف القتال بمجرد انتهاء فترة التهدئة، في ظل غياب أي التزام دولي أو ضمانات فعالة للحد من تحركاته العدوانية.

وتابع الملف الأخطر هو ما يسمى بـ’اليوم التالي’، حيث لا تزال القضايا الجوهرية مثل مستقبل حكم حركة حماس، وسلاح المقاومة، وإعادة إعمار غزة، معلقة تمامًا، مما يهدد بتحويل الهدنة إلى مجرد استراحة مؤقتة قبل جولة جديدة من التصعيد.

واختتم فوزي تصريحاته بالتأكيد، أن التحركات الجارية حاليًا تعكس تقاطعًا معقدًا بين أهداف أمريكية انتخابية وأجندة إسرائيلية توسعية، وهو ما يجعل فرص الوصول إلى اتفاق شامل لإنهاء الحرب ضعيفة ما لم ترفق الهدنة بخطوات سياسية واضحة، تضمن وقفًا دائمًا لإطلاق النار، وتحفظ الحقوق الفلسطينية، وتمنع إعادة إنتاج الأزمة بشكل أكثر دموية.

*المصدر: صدى البلد | elbalad.news
اخبار مصر على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com