هل يجوز تأجيل صلاة العشاء لليوم التالي بسبب الإرهاق؟.. الإفتاء تجيب
klyoum.com
من الأسئلة التي تشغل بال كثير من المسلمين هو مدى جواز تأخير أداء صلاة العشاء إلى اليوم التالي، خاصة في حالات التعب أو الإرهاق الشديد ، وحرصت دار الإفتاء المصرية على بيان الحكم الشرعي في هذا السياق، للتيسير على الناس وتوضيح ما ينبغي فعله في مثل هذه الأحوال.
أوضحت دار الإفتاء أن الصلاة المفروضة لا تسقط عن المسلم بأي حال من الأحوال، فإذا فات وقتها لأي سبب، فيجب قضاؤها دون تهاون.
أما إذا فاتت بعذر، كالنوم أو الإرهاق الشديد الذي غلب الإنسان على نفسه، فإن قضاءها لا يكون واجبًا على الفور، بل يجوز تأخيره، وإن كان من الأفضل المبادرة به متى استطاع، تأسِّيًا بسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
أما إذا تم تأخير الصلاة بغير عذر مشروع، فإن الفقهاء اختلفوا في حكم قضاءها على الفور. فذهب جمهور العلماء إلى أن من أخر الصلاة عمدًا دون سبب معتبر شرعًا، فعليه قضاؤها فورًا، ولا يجوز له التساهل أو التراخي.
وقد نقل الإمام النووي في كتابه "المجموع" أن هذا هو القول المعتمد عند كثير من العلماء، خاصة من علماء خراسان، الذين أوجبوا القضاء العاجل باعتبار أن التأخير دون عذر يُعد تفريطًا في أداء الفريضة.
هل يجوز قضاء فوائت الصلاة أوقات الكراهة
وفيما يتعلق بقضاء الصلوات في الأوقات المكروهة، أكدت دار الإفتاء أن الصلوات الفائتة المفروضة يجوز قضاؤها في أي وقت، حتى في الأوقات التي لا يُستحب فيها أداء النوافل، مثل الوقت بعد الفجر وحتى طلوع الشمس، أو بعد العصر وحتى غروب الشمس.
أما صلوات السنن، فلا يصح أداؤها في تلك الأوقات إذا تعمد الإنسان ذلك، لأن النهي فيها واضح.
وشددت الإفتاء على أن الأفضل أن يحدد المسلم وقتًا منتظمًا لقضاء ما فاته من صلوات، وأن يحرص على أدائها في غير أوقات الكراهة متى تيسر له ذلك، محافظة على الفريضة وتعظيمًا لشأنها.
وعلى ذلك تأجيل صلاة العشاء إلى اليوم التالي بسبب الإرهاق لا يُسقط وجوب قضائها، فإذا غلب التعب الإنسان ولم يتمكن من أدائها في وقتها، فليقضها فور استطاعته، مع الحرص على عدم التهاون في تكرار التأخير دون عذر معتبر.