اخبار مصر

صدى البلد

سياسة

بين رفض حماس ومناورات إسرائيل.. مفاوضات التهدئة تلفظ أنفاسها

بين رفض حماس ومناورات إسرائيل.. مفاوضات التهدئة تلفظ أنفاسها

klyoum.com

دخلت مفاوضات الهدنة الجارية في العاصمة القطرية الدوحة مرحلة مظلمة من التعثر، بعد رفض حركة المقاومة الإسلامية "حماس" خريطة الانسحاب التي اقترحتها إسرائيل، والتي تتحدث عن إعادة انتشار جزئي لقوات الاحتلال داخل قطاع غزة، بدلاً من انسحاب كامل من المناطق التي أعادت احتلالها خلال الشهرين الأخيرين.

ويبدو أن المفاوضات التي تُجرى بوساطة مصرية وقطرية وبرعاية أمريكية باتت أمام نقطة انعطاف حاسمة، وسط تحذيرات من انهيار وشيك قد يقضي على آخر بصيص أمل في التوصل إلى صفقة تهدئة شاملة تتضمن وقفًا لإطلاق النار وتبادلًا للأسرى.

ووفق مصادر فلسطينية تحدثت إلى وسائل إعلام غربية، فإن "حماس" رفضت بشكل قاطع أي خطة لا تنص على انسحاب كامل لقوات الاحتلال من المناطق التي أعيدت السيطرة عليها بعد انهيار الهدنة السابقة في 2 مارس الماضي، والتي كانت قد استمرت شهرين.

المصدر ذاته شدد على أن إسرائيل تُماطل عمدًا في مسألة الانسحاب، وتستخدمها كورقة ضغط لتأجيل الحسم، وسط استمرارها في ما وصفه بـ"سياسة الإبادة الجماعية"، في إشارة إلى ارتفاع حصيلة الشهداء والجرحى في قطاع غزة خلال الأيام الأخيرة.

وبحسب المعلومات المتداولة، فإن الوسطاء المصريين والقطريين طرحوا مقترحًا بتأجيل مناقشة بند الانسحاب إلى نهاية جولات التفاوض، على أن تُركّز المرحلة الحالية على ملفي المساعدات الإنسانية وتبادل الأسرى، وذلك بانتظار وصول المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف إلى الدوحة خلال الساعات المقبلة.

موقع «أكسيوس» الأمريكي نقل عن مصادر مطلعة أن إدارة الرئيس دونالد ترامب طلبت رسميًا من "حماس" تأجيل مناقشة حجم انسحاب الجيش الإسرائيلي، والتركيز بدلًا من ذلك على قضايا "أقل حساسية"، في محاولة لمنع انهيار مسار التفاوض.

من جانبها، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيعقد اجتماعًا مغلقًا خلال اليومين المقبلين لتقييم مسار مفاوضات الدوحة، في ضوء الضغط الأمريكي المتصاعد.

وفي تسريب للقناة الإسرائيلية الـ12، أشار مسؤولون إلى أن إسرائيل قد تعرض خرائط انسحاب جديدة أكثر مرونة من سابقاتها، لكن دون التعهد بانسحاب شامل. هذه التطورات تعكس على الأرجح ضغوطًا أمريكية متزايدة على حكومة نتنياهو لعدم إفشال الصفقة.

وعلى الأرض، لا تزال المجازر مستمرة في غزة، حيث أعلنت وزارة الصحة في القطاع عن استشهاد 139 فلسطينيًا، وإصابة ما لا يقل عن 425 آخرين خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، نتيجة الغارات الإسرائيلية المكثفة.

وأكد مستشفى العودة في النصيرات استشهاد 10 مدنيين، بينهم 6 أطفال، في غارة استهدفت نقطة توزيع مياه شمال المخيم، بينما قُتل 10 آخرون، بينهم أطفال أيضًا، في غارة على منزل جنوب مخيم النصيرات، حسب ما أفادت به مصادر طبية في مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح.

ترحيل بند الانسحاب، وإن كان محاولة تكتيكية لإنقاذ المفاوضات، إلا أنه يعكس حجم الهوة بين المواقف، خاصة في ظل رفض "حماس" المسبق لأي حلول مجتزأة، واشتراطها الانسحاب الكامل وغير المشروط من الأراضي المحتلة داخل القطاع.

وفي ظل استمرار القصف الإسرائيلي، وتباطؤ تقديم مساعدات إنسانية فاعلة، يرى مراقبون أن فرص نجاح مفاوضات الدوحة تتضاءل، ما لم تُمارس ضغوط أمريكية مباشرة على تل أبيب للقبول بخطة شاملة تؤسس لوقف دائم لإطلاق النار.

بين خريطة انسحاب رمادية من الجانب الإسرائيلي، ورفض حاسم من "حماس" لأي حلول مؤقتة، تبدو مفاوضات الدوحة محاصرة بين الميدان والنص، بين طائرات الاحتلال وقاعات الدبلوماسية. وبينما يُراهن الوسطاء على مرور الوقت لتليين المواقف، فإن الواقع الميداني في غزة لا ينتظر، وهو ما يضع الجميع أمام اختبار حقيقي للإرادة السياسية، بين صفقة محتملة.. أو تصعيد مفتوح.

*المصدر: صدى البلد | elbalad.news
اخبار مصر على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com