اخبار مصر

الرئيس نيوز

أقتصاد

بـ70 مليون دولار.. مصر تجتذب استثمارات جديدة بمشاركة شركات نسيج صينية

بـ70 مليون دولار.. مصر تجتذب استثمارات جديدة بمشاركة شركات نسيج صينية

klyoum.com

في خطوة استراتيجية تعكس نجاح مصر في جذب الاستثمارات الأجنبية، نجحت البلاد في استقطاب استثمارات بقيمة 70 مليون دولار من شركات نسيج صينية رائدة، مثل شركة "تشجيانغ جينشنغ" و"جيانغسو هايته".

تأتي هذه الاستثمارات في إطار جهود الحكومة المصرية لتعزيز القطاع الصناعي، الذي يُعد أحد ركائز الإصلاحات الاقتصادية المدعومة من برنامج صندوق النقد الدولي.

وتتماشى هذه الخطوة مع رؤية مصر 2030، التي تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة من خلال تعزيز الإنتاج المحلي، تقليل الاعتماد على الواردات، وزيادة الصادرات لتحسين الميزان التجاري، وفقًا لصحيفة فايبر تو فاشون المتخصصة في صناعة النسيج.

تم تخصيص هذه الاستثمارات لإقامة مصنع حديث للمنسوجات تابع لشركة "هنجشنغ" الصينية في منطقة القنطرة غرب بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

ومن المتوقع أن يبدأ المصنع الإنتاج بحلول منتصف عام 2026، بطاقة إنتاجية تُسهم في تحقيق مبيعات سنوية تُقدر بحوالي 300 مليون دولار.

هذا المشروع لن يعزز فقط الصادرات المصرية، بل سيساهم أيضًا في تقليل العجز التجاري من خلال توفير منتجات نسيجية عالية الجودة تلبي احتياجات الأسواق المحلية والدولية.

دعم سوق العمل وتطوير المنطقة الاقتصادية لقناة السويس

من المتوقع إنشاء المصنع على مساحة 200 ألف متر مربع، مما يجعله أحد المشاريع الصناعية البارزة في المنطقة. ومن المتوقع أن يوفر المشروع حوالي 1300 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، مما يدعم سوق العمل المحلي ويسهم في تحسين مستوى المعيشة في منطقة القنطرة غرب.

هذه الفرص الوظيفية لن تقتصر على العمالة غير الماهرة، بل ستشمل أيضًا وظائف فنية وإدارية تتطلب مهارات متقدمة، مما يعزز من تنمية المهارات في القوى العاملة المصرية.

وتُعد المنطقة الاقتصادية لقناة السويس إحدى الركائز الأساسية في استراتيجية مصر لتحويل نفسها إلى مركز صناعي ولوجستي عالمي. تتميز هذه المنطقة ببنية تحتية متطورة تشمل موانئ بحرية حديثة، شبكات طرق متطورة، وتسهيلات لوجستية تجعلها وجهة جذابة للاستثمارات الأجنبية.

كما توفر الحكومة المصرية حوافز استثمارية مثل الإعفاءات الضريبية وتسهيلات إجرائية للشركات العالمية، مما يعزز من جاذبية المنطقة.

هذا المشروع الجديد يعكس نجاح هذه الاستراتيجية في استقطاب كبرى الشركات الصينية، التي تُعد من بين الأكثر تقدمًا في صناعة المنسوجات عالميًا.

تعميق العلاقات الاقتصادية بين مصر والصين

يأتي هذا الاستثمار في إطار العلاقات الاقتصادية المتنامية بين مصر والصين، والتي تشهد تعاونًا متزايدًا في قطاعات متنوعة مثل الصناعة، الطاقة، والبنية التحتية.

الصين تُعد أحد أكبر الشركاء التجاريين لمصر، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين حوالي 13.9 مليار دولار في عام 2024، وفقًا لتقارير حديثة.

هذا المشروع يعزز من هذا التعاون، حيث تستفيد مصر من الخبرات الصينية المتقدمة في صناعة المنسوجات، بينما توفر الصين فرصًا لتوسيع أسواقها في إفريقيا والشرق الأوسط عبر مصر كبوابة استراتيجية.

أشاد العديد من المحللين الاقتصاديين بهذا الاستثمار، معتبرين إياه خطوة إيجابية لتعزيز مكانة مصر كمركز تصنيع إقليمي.

كما أشار بعض المعلقين إلى أن هذا المشروع قد يفتح الباب أمام استثمارات صينية أخرى في قطاعات مثل التكنولوجيا والطاقة المتجددة، مما يعزز من تنويع الاقتصاد المصري، وفقًا لصحيفة ساوث تشاينا مورننج بوست.

تأثير الاستثمار على الاقتصاد المصري

تُعد هذه الاستثمارات دفعة قوية للاقتصاد المصري، الذي يسعى إلى تحقيق نمو مستدام وسط تحديات اقتصادية عالمية.

من خلال زيادة الإنتاج الصناعي، يساهم المشروع في تعزيز القدرة التنافسية للمنتجات المصرية في الأسواق العالمية، خاصة في ظل الطلب المتزايد على المنسوجات عالية الجودة.

كما يدعم المشروع جهود الحكومة لتقليل الاعتماد على الواردات، حيث تشير التقديرات إلى أن مصر تستورد حاليًا ما يقرب من 60% من احتياجاتها من المنسوجات.

مع بدء الإنتاج في المصنع الجديد، من المتوقع أن يسهم في تلبية جزء كبير من هذا الطلب محليًا، مما يوفر العملة الأجنبية ويعزز الاحتياطي النقدي.

علاوة على ذلك، يتماشى هذا المشروع مع أهداف التنمية المستدامة، حيث يركز على توفير فرص عمل، تحسين البنية التحتية الصناعية، وتعزيز الإنتاج المحلي باستخدام تقنيات حديثة تتوافق مع المعايير البيئية.

وفقًا لتحليلات اقتصادية حديثة، فإن مثل هذه المشاريع يمكن أن تسهم في زيادة الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تتراوح بين 0.5% إلى 1% على المدى المتوسط، خاصة إذا تم تعزيزها بمشاريع أخرى في قطاعات مكملة.

التحديات والتوقعات المستقبلية

على الرغم من الفوائد المتوقعة، يواجه المشروع بعض التحديات، مثل ضرورة ضمان استدامة التمويل، تحسين كفاءة سلاسل التوريد، وضمان التزام المصنع بالمعايير البيئية والاجتماعية.

كما أن نجاح المشروع يعتمد على قدرة مصر على الاستمرار في توفير بيئة استثمارية مستقرة، تشمل استقرار سعر الصرف وتسهيل الإجراءات الجمركية.

ومع ذلك، فإن التزام الحكومة المصرية بتحسين مناخ الاستثمار، كما يتضح من التعديلات التشريعية الأخيرة والاتفاقيات مع صندوق النقد الدولي، يعزز من التفاؤل بشأن نجاح هذا المشروع.

من المتوقع أن تستمر مصر في جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية في القطاعات الحيوية خلال السنوات القادمة، مع التركيز على الصناعات ذات القيمة المضافة العالية مثل المنسوجات، التكنولوجيا، والطاقة المتجددة.

ووفقًا لتقارير حديثة، تسعى مصر إلى زيادة حصة الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى 30 مليار دولار سنويًا بحلول عام 2030، مما يعزز مكانتها كوجهة استثمارية رئيسية في المنطقة.

ويمثل استثمار الشركات الصينية بقيمة 70 مليون دولار في قطاع المنسوجات المصري خطوة هامة نحو تحقيق طموحات مصر الاقتصادية. من خلال تعزيز الإنتاج الصناعي، توفير فرص العمل، ودعم الصادرات، يساهم هذا المشروع في تعزيز الاقتصاد الوطني وتقليل الاعتماد على الواردات.

كما يعكس هذا التعاون مع الصين عمق العلاقات الاقتصادية بين البلدين، ويؤكد على مكانة مصر كمركز استثماري وصناعي إقليمي.

مع استمرار الحكومة في تحسين بيئة الاستثمار، من المتوقع أن تشهد مصر المزيد من هذه المشاريع التي تدعم رؤيتها للتنمية المستدامة وتعزز مكانتها في الاقتصاد العالمي.

*المصدر: الرئيس نيوز | alraeesnews.com
اخبار مصر على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com