اخبار مصر

الرئيس نيوز

سياسة

خبير اتصالات يكشف أسباب شلل الخدمات بعد حريق سنترال رمسيس

خبير اتصالات يكشف أسباب شلل الخدمات بعد حريق سنترال رمسيس

klyoum.com

قال المهندس شاكر محمد الجمل، خبير أمن وتكنولوجيا المعلومات، إن ما جرى عقب حريق سنترال رمسيس تسبب في خلل كبير في بنية الاتصالات الرقمية، موضحًا أن السنترال الرئيسي المتضرر يعد مركزًا لتجميع البيانات وتوزيعها، ويعتمد على مجموعة من السيرفرات التي تربط بين المراكز المختلفة.

حريق سنترال رمسيس

وأشار الخبير، في تصريح لـ"الرئيس نيوز"، إلى أن هذه السيرفرات ترتكز على نظام "الفايبر"، أو الألياف الضوئية، التي تستخدم في إرسال البيانات، موضحًا أن الحريق تسبب في تلف هذه الألياف والكابلات، وهو ما أدى إلى انهيار الربط بين السنترالات وتوقف الخدمات في مناطق عديدة، بسبب تأثر المصدر الرئيسي الذي تعتمد عليه باقي الشبكات.

وأضاف أن الاعتماد على سنترال واحد يوزع على باقي السنترالات هو أمر بالغ الخطورة، لأن أي خلل في هذا السنترال المركزي يتسبب في شلل واسع.

وأوضح أن شركات الاتصالات الخاصة مثل فودافون، اتصالات، وأورانج، تأثرت بشكل كبير نتيجة اعتمادها على هذه البنية التحتية المركزية، بينما لم تتأثر شبكة "وي"، نظرًا لأنها تعتمد على شبكة خاصة بها وبنية تحتية رقمية مستقلة، ما يتيح لها توجيه حركة البيانات والمكالمات عبر سنترالات بديلة تعد بمثابة باك أب داخلي، يسمح بانتقال الخدمات دون توقف.

خسائر حريق سنترال رمسيس

وأشار إلى أن البنية التحتية الرقمية في مصر تأثرت بشدة، وهو ما تسبب في خسائر كبيرة للقطاع الحكومى والمصرفي والخاص، لا سيما لدى المؤسسات التي تعتمد بشكل كلي على الإنترنت في التشغيل والاجتماعات وتخزين البيانات.

ولفت إلى أن بعض المواطنين بالأمس لم يتمكنوا حتى من إجراء المكالمات الهاتفية، نتيجة تأثر إشارات الشبكة نفسها، وليس فقط خدمات الإنترنت.

وقال الجمل إن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بدأت في اتخاذ إجراءات سريعة للتعامل مع آثار الحريق، مشيرًا إلى أن بعض المناطق بدأت تشهد عودة تدريجية للخدمة، بينما لا تزال مناطق أخرى متأثرة، مؤكدًا أن فرق الطوارئ تعمل على مدار الساعة، في محاولة لاستعادة الخدمات بأسرع وقت ممكن.

وأوضح أن الحريق لم يقتصر تأثيره على الأفراد، بل امتد أيضًا إلى جهات حكومية وخدمية مثل الشهر العقاري، مكاتب التأمينات، والبنوك، والضرائب، والمرور، والنيابات، مؤكدًا أن السبب في ذلك هو أن جميع هذه الكيانات تعتمد على المصدر الرئيسي للبيانات والخدمات الموجود في المبنى الذي اندلع به الحريق.

وأكد أن إعادة تشغيل هذه المنظومة بالكامل تتطلب وجود بنية تحتية موزعة جغرافيًا، مع ضرورة فصل الخدمات السيادية عن الشبكة العامة، وتشفير البيانات الحيوية وتوفير أنظمة بديلة بشكل فوري، حتى لا تتكرر هذه الكارثة في المستقبل.

وأشار إلى أن توقف بعض أنظمة الخدمات السحابية جاء بسبب نفس السبب، وهو الاعتماد على نقطة مركزية واحدة، وهو ما يعد خطأ كبيرًا في تصميم البنية الرقمية، قائلًا: إن أقل خلل فني أو ماس كهربائي يمكن أن يحدث شللًا كاملًا في الخدمات، فما بالك إذا كان الحادث حريقًا بهذا الحجم.

وأوضح الجمل أن الفرق الفنية بدأت تبحث أسباب الحريق، سواء كان بسبب ماس كهربائي أو ارتفاع درجات الحرارة أو خلل فني، مؤكدًا أن السيناريو الأهم الآن هو احتواء الكارثة والحد من آثارها.

تحذير من استغلال الأزمة

وحذر المهندس شاكر من وجود محاولات واضحة لاستغلال الأزمة من قبل من أسماهم الذباب الإلكتروني ولجان الجماعات الإرهابية المعادية للدولة، مشيرًا إلى أنهم بدأوا في نشر الشائعات والأكاذيب من خلال حسابات وهمية، بهدف تخويف المواطنين وزعزعة ثقتهم في قدرة الدولة على إدارة الموقف، والترويج لانهيار شامل في خدمات الاتصالات، وشدد على ضرورة عدم الانسياق وراء هذه الحملات التي تستهدف ضرب الاستقرار من خلال استغلال الأزمات.

واختتم الجمل حديثه بأن ما حدث يجب أن يكون جرس إنذار حقيقيًا لإعادة تقييم كامل للبنية التحتية الرقمية في مصر، وتنفيذ خطط توزيع احتياطي للبيانات وتوسيع البنية الجغرافية والبدائل الفنية على وجه السرعة، لتفادي كوارث مشابهة مستقبلًا.

*المصدر: الرئيس نيوز | alraeesnews.com
اخبار مصر على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com