هل يستعين دونالد ترامب بخطة غزة لإنهاء حرب أوكرانيا؟
klyoum.com
تتحرك إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوتيرة متسارعة لإطلاق مبادرة سلام جديدة بين روسيا وأوكرانيا، في محاولة لاستثمار الزخم الذي حققته واشنطن مؤخرًا بعد نجاحها في التوسط لوقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل في غزة.
وبحسب شبكة “سي إن إن”، يعمل البيت الأبيض على بلورة خطة تستند إلى نموذج “النقاط الملزمة” المستخدم في اتفاق غزة، بهدف التوصل إلى تسوية تنهي الحرب الدائرة منذ فبراير 2022.
وتشير مصادر مطلعة إلى أن إعادة فتح قنوات التفاوض بين موسكو وكييف أصبحت من أولويات ترامب خلال الأسابيع الأخيرة، مع رغبته في تسريع الجدول الزمني للوصول إلى اتفاق وصفه سابقًا بأنه «سهل التحقيق»، على أمل إنجازه قبل نهاية العام.
وتقوم الفكرة الأساسية للخطة على مجموعة من الالتزامات المتبادلة، تشمل وقفًا لإطلاق النار، وتمويلًا دوليًا لإعادة الإعمار، وهيئة إشراف يقودها ترامب شخصيًا.
وتكشف المسودة الأولية تشابهًا كبيرًا مع خطة غزة، وتتضمن بنودًا سبق أن رفضتها كييف، من بينها التنازل عن بعض المناطق، وتقليص حجم الجيش الأوكراني، وإدراج تعهد دستوري بعدم الانضمام إلى الناتو.
كما تتضمن إنشاء "مجلس سلام" برئاسة ترامب، مشابه للهيكل المقترح في ملف غزة.
وتزامنت هذه التحركات مع قلق أوروبي متزايد، بعد تقارير كشفت عن تعاون مباشر بين مبعوث ترامب، ستيف ويتكوف، والمبعوث الروسي كيريل دميترييف في صياغة الخطة، دون إطلاع بروكسل رسميًا على تفاصيل ما يجري، رغم تمسك الاتحاد الأوروبي بمبدأ “لا تفاوض على أوكرانيا دون مشاركة أوكرانيا”.
وزاد التوتر الأوروبي انتشار تقارير تفيد بأن المفاوضات جرت في مرحلة ما بشكل حصري مع الجانب الروسي، قبل أن يحاول وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو تهدئة المخاوف بتأكيد أن الخطة "لا تزال قيد التطوير" ولم تعتمد بصورتها النهائية.
من جانبها، أوضحت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت أن المسودة يجري العمل عليها “بهدوء منذ أشهر”، وأن الإدارة تستفيد من التجربة المكتسبة في الاتفاق الخاص بقطاع غزة، مؤكدة أن القنوات مفتوحة مع موسكو وكييف في آن واحد.
وفي المقابل، نفى الكرملين وجود أي مشاورات رسمية مع الولايات المتحدة، فيما أعلنت الرئاسة الأوكرانية أنها تسلمت المسودة الأميركية وتدرسها دون إبداء موقف. وقدم وزير الجيش الأمريكي دان دريسكول المسودة في زيارته الأخيرة لكييف، في خطوة اعتبرها البعض مؤشرًا على رغبة واشنطن في إعادة تنشيط المسار الدبلوماسي.
وتأتي هذه التطورات في وقت يواجه فيه المبعوث الأمريكي الخاص كيث كيلوج احتمال مغادرة منصبه مطلع العام المقبل، ما قد يخلق فراغًا دبلوماسيًا في لحظة دقيقة، فضلًا عن مخاوف من أن تؤثر قضايا الفساد داخل أوكرانيا على موقفها التفاوضي.
وبين نموذج “خطة غزة” ومسودة سلام أوكرانيا، تسعى إدارة ترامب إلى صياغة اتفاق ينهي أكبر حرب أوروبية منذ الحرب العالمية الثانية.
إلا أن الخلافات الحادة حول البنود الجوهرية، وعدم وجود توافق دولي، فضلًا عن تعقيدات المشهد السياسي، تجعل الطريق إلى «اختراق دبلوماسي» قبل نهاية العام محفوفًا بالتحديات.