اخبار مصر

الرئيس نيوز

سياسة

للمرة السادسة.. فيتو أمريكي يعرقل مساعي مجلس الأمن لوقف إطلاق النار في غزة

للمرة السادسة.. فيتو أمريكي يعرقل مساعي مجلس الأمن لوقف إطلاق النار في غزة

klyoum.com

عرقلت الولايات المتحدة مجددًا مساعي مجلس الأمن لوقف إطلاق النار في غزة، بعدما استخدمت حق النقض الفيتو للمرة السادسة منذ اندلاع الحرب.

فقد تقدمت الجزائر باسم المجموعة العربية بمشروع قرار يطالب بوقف فوري ودائم وغير مشروط لإطلاق النار، مع ضمان وصول المساعدات الإنسانية بلا قيود، غير أن واشنطن اعترضت على الصياغة بحجة أنها لم تُشر بوضوح إلى هجمات حركة حماس، ورأت أن القرار قد يقيّد قدرة إسرائيل على مواصلة عملياتها العسكرية. هذا الموقف أعاد التأكيد على الانحياز الأمريكي المعلن لإسرائيل داخل أروقة الأمم المتحدة، وفقًا لوكالة رويترز.

وأثار الفيتو الأمريكي الجديد موجة من الاستنكار العالمي، حيث اعتبرت الأمم المتحدة أن عرقلة القرار تمثل ضربة قوية للجهود الرامية إلى وقف معاناة المدنيين في غزة.

وأكد مسؤولون أمميون أن القطاع يواجه ظروفًا إنسانية “كارثية” مع اقتراب المجاعة من بعض مناطقه، وتراجع كبير في إمدادات الوقود والغذاء.

في المقابل، حذرت منظمات الإغاثة الدولية من أن أي تأخير إضافي في وقف القتال قد يؤدي إلى نتائج لا يمكن تداركها. هذا المناخ جعل واشنطن في موقف دفاعي صعب أمام الرأي العام الدولي، وفقًا لصحيفة الإندبندنت البريطانية.

على الصعيد الداخلي، بدأت علامات التململ تظهر داخل الولايات المتحدة نفسها. فقد أظهر استطلاع أجراه معهد شيكاغو للسياسات أن 37% من الأمريكيين يرون أن بلادهم تبالغ في دعم إسرائيل، مقارنة بـ30% في العام السابق.

وتركز هذا التحول بين الديمقراطيين والمستقلين، بينما ظل الجمهوريون أكثر تمسكًا بالدعم التقليدي. وأوضحت النتائج أن شريحة الشباب هي الأكثر انتقادًا للموقف الرسمي، ما قد يعكس ضغطًا متزايدًا على الحزب الديمقراطي مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، وفقًا لصحيفة واشنطن بوست.

ولم تقتصر الانتقادات على الرأي العام، بل امتدت إلى الكونجرس الأمريكي نفسه. فقد عبّر عدد من النواب الديمقراطيين عن استيائهم من الاستخدام المتكرر للفيتو، واعتبروا أنه يحمي إسرائيل من أي مساءلة دولية، رغم التقارير المتكررة عن سقوط أعداد كبيرة من المدنيين في غزة. وذهب بعضهم إلى القول إن واشنطن تُعرّض صورتها كمدافع عن حقوق الإنسان إلى التشويه، حين تضع نفسها في مواجهة شبه دائمة مع بقية المجتمع الدولي.

هذه الأصوات، وإن كانت لا تزال محدودة، تكشف عن تصاعد معارضة داخلية لسياسة البيت الأبيض، وفقًا لصحيفة الجارديان البريطانية.

ومن أوروبا، عبرت فرنسا عن أسفها العميق لاستخدام الفيتو، ودعت إلى “تحرك جماعي عاجل” لوقف القتال، مؤكدة أن استمرار العمليات العسكرية لا يخدم الاستقرار ولا يحقق الأمن لإسرائيل أو للفلسطينيين.

أما ألمانيا، فشددت على أن الحرب تُهدد بإشعال توترات أوسع في الشرق الأوسط، داعية إلى حل سياسي يوازن بين احتياجات الأمن الإسرائيلي وحقوق الفلسطينيين. هذه المواقف الأوروبية أظهرت اتساع الهوة بين واشنطن وحلفائها التقليديين في التعامل مع الملف الفلسطيني، وفقًا لمجلة الإيكونوميست البريطانية.

كما أن دولًا أخرى استغلت الموقف الأمريكي لتعزيز خطابها السياسي. فقد وصفت روسيا الفيتو بأنه دليل على "ازدواجية المعايير الأمريكية" في قضايا حقوق الإنسان، مشيرة إلى أن واشنطن تدافع عن سيادة أوكرانيا بينما تتجاهل معاناة الفلسطينيين.

أما الصين، فاعتبرت أن استخدام الفيتو المتكرر يُقوّض مصداقية مجلس الأمن، داعية إلى إصلاح آليات العمل بما يضمن منع طرف واحد من تعطيل الإرادة الجماعية. هذه التصريحات عكست اتساع الانقسام داخل النظام الدولي حول الحرب في غزة، وفقًا لمجلة فورين بوليسي الأمريكية.

مع ذلك، يظل الالتزام الأمريكي بأمن إسرائيل ثابتًا في صلب السياسة الخارجية لواشنطن، وهو ما يجعل أي تغيير جوهري في الموقف أمرًا غير مرجح في المدى القريب.

غير أن الضغوط المتراكمة – سواء من الداخل عبر الرأي العام والكونجرس، أو من الخارج عبر عزلة دبلوماسية متزايدة – قد تدفع الإدارة الأمريكية إلى تبني مواقف أكثر مرونة في المستقبل، مثل دعم بيانات أممية أقل إلزامًا أو طرح مبادرات إنسانية منفصلة تخفف الضغط دون أن تمس جوهر الدعم لإسرائيل.

وفي هذا الإطار، يرى المراقبون أن الفيتو السادس لا يمثل مجرد حدث إجرائي بل محطة فاصلة تكشف توازنات دقيقة بين ثبات التحالف مع إسرائيل وضرورات مواجهة واقع سياسي ودبلوماسي متغير، وفقًا لصحيفة الإندبندنت البريطانية.

*المصدر: الرئيس نيوز | alraeesnews.com
اخبار مصر على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com