جدل أمريكي حول صواريخ "توماهوك".. موسكو تسخر وواشنطن في مأزق
klyoum.com
أثارت تقارير عن مناقشات داخل الإدارة الأمريكية بشأن تزويد أوكرانيا بصواريخ "توماهوك" بعيدة المدى موجة من الجدل، بعدما وصفت موسكو الفكرة بأنها "تهديد فارغ" لا يمكن ترجمته عسكريًا، معتبرةً أنها أقرب إلى "الفانتازيا السياسية" منها إلى قرار استراتيجي، وفق ما أورده موقع ريسبونسبل ستيتكرافت.
عقبات تقنية ولوجستية أمام كييف
السخرية الروسية استندت إلى واقع عملي: فالصواريخ الأمريكية لا يمكن إطلاقها إلا من مدمرات بحرية أو غواصات نووية أو عبر منظومة "تايفون" الأرضية الحديثة، وهي أنظمة غير متوافرة لدى الجيش الأوكراني. كما أن إنتاج "توماهوك" محدود لا يتجاوز بضع مئات سنويًا، ما يجعل أي محاولة لتزويد كييف بكميات كافية أمرًا شبه مستحيل، فضلًا عن حاجة واشنطن نفسها لهذه الصواريخ في مسارح محتملة أخرى كالمحيط الهادئ.
اعتراف أمريكي بالعجز أم ورقة ردع؟
محللون اعتبروا أن مجرد طرح الفكرة يكشف مأزق إدارة ترامب في مواجهة التصعيد الروسي. فالكرملين يرى في الحديث عن "توماهوك" إقرارًا أمريكيًا بفقدان البدائل، إذ لا يضيف الصاروخ عمليًا شيئًا للقدرات الأوكرانية ما دام الجيش الأوكراني عاجزًا عن تشغيله بشكل مستقل. لذا، تحوّل النقاش في نظر موسكو إلى أداة دعائية أكثر منه ورقة ردع فعالة.
مخاوف أوروبية من التصعيد
في أوروبا، أثار الجدل قلقًا واسعًا، خصوصًا في ألمانيا وفرنسا، حيث تُخشى أي خطوة أمريكية قد تسمح بضرب العمق الروسي. ويرى خبراء أن إدخال "توماهوك" إلى الصراع قد يخل بتوازن الردع الهش بين موسكو وواشنطن، ويزيد من احتمالية سوء التقدير الذي قد يقود إلى مواجهة مباشرة أو حتى تصعيد نووي غير مرغوب فيه.
حرب رسائل بين موسكو وواشنطن
ورغم أن الرئيس ترامب عُرف بتغيير مواقفه سريعًا، إلا أن مؤشرات عدة توضح أن النقاش حول الصواريخ لا يتجاوز "المزايدة السياسية". فالبنتاجون يدرك أن كل صاروخ "توماهوك" يمثل ورقة استراتيجية حاسمة في مواجهة الصين أكثر مما يفيد في حرب الاستنزاف بأوكرانيا. وهكذا، تحوّل الملف إلى مادة للسخرية الروسية، ورسالة إعلامية متبادلة بين موسكو وواشنطن، بينما تبقى كييف الخاسر الأكبر بين وعود لم تتحقق ومعارك ميدانية لا تتغير طبيعتها.