في يومهم العالمي.. كبار السن في صدارة العمل المجتمعي والتنموي محليا وعالميا
klyoum.com
يحتفل العالم في الأول من أكتوبر من كل عام، باليوم الدولي لكبار السن، وهو اليوم الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1990 بموجب القرار 106/45، وانطلق رسميا لأول مرة في عام 1991، ويحمل شعار هذا العام 2025 "كبار السن يقودون العمل المحلي والعالمي: تطلعاتنا، رفاهنا، وحقوقنا"، في رسالة تؤكد أن المسنين ليسوا مجرد فئة بحاجة إلى الرعاية، بل هم عنصر فاعل في مسيرة التنمية وصناع خبرة وتجربة إنسانية متراكمة.
تقام فعاليات اليوم الدولي لكبار السن اليوم /الأربعاء/ في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، برعاية البعثة الدائمة للأرجنتين، وتنظيم لجنة المنظمات غير الحكومية المعنية بالشيخوخة، وإدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية التابعة للأمم المتحدة.
وقد تم اختيار هذا التاريخ ليكون محطة سنوية للتوعية بقضايا الشيخوخة، وتسليط الضوء على إسهامات كبار السن وحقوقهم، خاصة في ظل الارتفاع المستمر في أعدادهم على مستوى العالم، ويبرز شعار هذا العام الدور التحويلي الذي يضطلع به كبار السن في بناء مجتمعات عادلة وقادرة على الصمود، فهم ليسوا مجرد متلقين سلبيين، بل هم قادة للتقدم، يسهمون بمعرفتهم وخبراتهم في العديد من المجالات الحيوية.
وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن عدد الأشخاص البالغ أعمارهم 65 عاما فأكثر قد تضاعف من نحو 260 مليون نسمة في عام 1980 إلى 761 مليونا في عام 2021 ، ومن المتوقع أن يتضاعف ليصل إلى 6ر1 مليار شخص عام 2050، مما يبرز أهمية تعزيز الصحة العامة، والوقاية من الأمراض وتقديم الرعاية المتكاملة على امتداد مراحل الحياة المختلفة.
وفي مصر، تولي الدولة اهتماما بالغا برعاية المسنين والخدمات المقدمة لهم، حيث نص الدستورعام 2014 في مادته رقم 83 على التزام الدولة بضمان حقوق كبار السن في الجوانب الصحية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية والترفيهية، إلى جانب توفير معاش مناسب يكفل لهم حياة كريمة، وضمان حقهم في المشاركة العامة، ومراعاة احتياجاتهم في تخطيط المرافق العامة.
وتستهدف وزارة التضمان الاجتماعي عبر جهودها تحقيق الحماية والاستقرار لفئة كبار السن والحفاظ عليهم وحقوقهم من الظواهر الاجتماعية السلبية عبر عدد من الأنشطة والبرامج للارتقاء بالمستوى الاجتماعي لهم وتحقيق الأمن والعدالة الاجتماعية، وتعزيز الاستفادة من قدراتهم وخبراتهم ودمجهم بكافة فئاتهم، وتوفير الخدمات الخاصة بأندية المسنين.
كما تقدم الوزارة خلال برنامج الدعم النقدي "كرامة" مساعدات لإجمالي 522 ألف مسن، بإجمالي 369 مليار جنيه مصري سنويا، ويعفي المسنين فوق سن الـ 70 عاما من رسوم المواصلات العامة، بما في ذلك السكك الحديدية ومترو الأنفاق، بالإضافة إلى إعفاء من بلغوا 65 عاما بنسبة 50%، وتتحمل الوزارة سداد التكاليف عوضا عنهم، إلى جانب ما يتم تقديمه من خدمات للكبار بلا مأوى.
وشهد العام الماضي التصديق على القانون رقم 19 لسنة 2024، بشأن رعاية حقوق المسنين، والذي تتمثل أهم أهدافه حماية ورعاية حقوق المسنين، وضمان تمتعهم بجميع الحقوق الاجتماعية والسياسية والصحية والاقتصادية والثقافية والترفيهية وغيرها، كما تم تنفيذ مجموعة من المبادرات منها: "الحياة أمل" و" العمر الذهبي"، فضلا عن المشاركة في برنامج "العباقرة"، والمشاركة في الانتخابات الرئاسية، وتنظيم زيارة إلى المعرض الدولي للكتاب، والرحلات والمصايف، والندوات التي تنفذ داخل الدور.
ووفقا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، بلغ عدد كبار السن في مصر ممن تبلغ أعمارهم 60 عاما فأكثر نحو 3ر9 مليون شخص في عام 2024، بما يمثل حوالي 8ر8 % من إجمالي عدد السكان.
يظل إحياء اليوم الدولي لكبار السن في الأول من أكتوبر أكثر من مجرد مناسبة رمزية، إذ يعد دعوة جادة لتجديد الالتزام بحقوق هذه الفئة وتقدير إسهاماتها في بناء المجتمعات على مر الأجيال، فدعم كبار السن ليس واجبا إنسانيا وأخلاقيا فحسب، بل يمثل استثمارا حقيقيا في قيم الخبرة والحكمة والعطاء، مما يعزز تماسك المجتمعات ويسهم في تحقيق تنمية شاملة لا تستثني أحدا.