عبدالحكيم عبدالناصر: والدي حذر القيادة العسكرية قبل 3 أيام من النكسة
klyoum.com
أخر اخبار مصر:
السياحة والآثار تشارك في معرض Tourism EXPO Japan 2025استعاد المهندس عبدالحكيم عبدالناصر، نجل الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ذكرياته مع والده في أيامه الأخيرة، وذلك خلال لقائه على شاشة قناة «إكسترا نيوز»، كاشفًا عن تفاصيل إنسانية وأسرية نادرة في حياة الرئيس الراحل.
وقال عبدالحكيم إنه كان في الخامسة عشرة من عمره وقت وفاة والده في 28 سبتمبر 1970، مؤكدًا أن رحيله جاء بشكل مفاجئ، بعد مشاركته في مؤتمر القمة العربي الطارئ بالقاهرة، الذي انعقد إثر أحداث أيلول الأسود في الأردن بين المقاومة الفلسطينية والحكومة الأردنية.
وأضاف أنه كان قد شارك والده في رحلة قصيرة إلى مرسى مطروح والإسكندرية قبل انعقاد القمة، وكان برفقته الفريق محمد فوزي نائب رئيس الوزراء ووزير الحربية آنذاك، والسيد حسين الشافعي نائب رئيس الجمهورية، موضحًا أن تلك الرحلة قُطعت بسبب تطورات الأحداث، ليعود عبدالناصر مباشرة إلى القاهرة استعدادًا للمؤتمر.
وتابع أن الراحل أقام لعدة أيام بفندق «هيلتون» (ريتز كارلتون حاليًا) لإدارة تحضيرات القمة، حيث تابع بنفسه اتصالات تأكيد حضور القادة، ومن بينهم الملك فيصل عاهل السعودية، الملك حسين ملك الأردن، ياسر عرفات، والرئيس الليبي معمر القذافي، والرئيس السوداني جعفر النميري.
وعن يوم الوفاة، أوضح عبدالحكيم عبدالناصر أنه عاد والده إلى المنزل في 27 سبتمبر بعد انتهاء أعمال القمة، وكان طبيعيًا في حديثه وحالته الصحية، حتى إنه مازحه بشأن بداية دراسته بالثانوية العامة قائلًا: «شد حيلك، مفيش هزار، لو ما جبتش مجموع مش هتدخل الكلية اللي نفسك فيها».
وأكد أنه لم يلحظ أي مؤشرات مرضية خطيرة، خاصة أن والده كان يتابع بانتظام حالته الصحية مع الأطباء بسبب إصابته بالسكري، لافتًا إلى أن وفاته جاءت بعد عودته مباشرة من توديع أمير الكويت في مطار القاهرة يوم 28 سبتمبر، حيث صعد إلى منزله مرهقًا، ثم تعرض لأزمة قلبية مفاجئة داخل غرفته.
وأشار إلى أن الأسرة لم تصدق خبر الوفاة في البداية، وأن الإعلان الرسمي تأخر حتى نُقل الجثمان إلى قصر القبة وتم تجهيز مراسم التشييع.
وعن آخر وصايا جمال عبدالناصر، قال نجله إنه رغم كونه رئيس دولة، فإن حياتهم كأسرة كانت بسيطة للغاية، فلم يسافروا للخارج إلا مرتين فقط بدعوة من الرئيس اليوغوسلافي جوزيف تيتو.
وروى أنه في إحدى المرات طلب من والده السفر إلى لندن كمكافأة على تفوقه الدراسي بدلًا من شراء دراجة نارية، لكن والده رفض قائلًا: «ما ينفعش، اللي قدك مجندين على الجبهة، وبعد ما نطرد اليهود تروح طوكيو لو عايز».
كما كشف أنه أول مرة شعر بخطورة التهديدات التي تعرضت لها أسرته كانت عام 1965 مع قضية الإخوان المسلمين وخلايا الاغتيالات المرتبطة بسيد قطب، إذ فرضت إجراءات أمنية مشددة عليهم، ومنعتهم من الخروج بشكل طبيعي.
وعن هزيمة يونيو 1967، أكد أن الرئيس الراحل كان الوحيد الذي توقع الضربة الإسرائيلية، إذ اجتمع بالقيادة العسكرية يوم 2 يونيو محذرًا من أن إسرائيل ستهاجم بحد أقصى يوم الاثنين 5 يونيو، وهو ما حدث بالفعل، لكنه حمّل نفسه مسؤولية ما جرى باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة، وقرر الاستقالة، قبل أن تعيده الجماهير التي خرجت بالملايين مطالبة ببقائه.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن الاتحاد السوفيتي كان الداعم الأساسي لمصر بعد الهزيمة، حيث زوّد الجيش المصري بالأسلحة دون مقابل، مما مكنه من إعادة بناء قدراته والانطلاق في حرب الاستنزاف حتى نصر أكتوبر.
تحل اليوم الذكرى السنوية الـ55 لوفاة الرئيس جمال عبدالناصر في 28 سبتمبر، والذي رحل عن عالمنا عام 1970 عن عمر ناهز 52 عامًا، بعد أن ترك إرثًا سياسيًا وتاريخيًا لا يزال حاضرًا في وجدان الشعوب العربية.