اخبار مصر

صدى البلد

سياسة

د. عصام محمد عبد القادر يكتب: العقيدة الصحيحة نابعة من وعي ديني قويم

د. عصام محمد عبد القادر يكتب: العقيدة الصحيحة نابعة من وعي ديني قويم

klyoum.com

إذا ما أردنا أن نرصد مواقف منضبطة، وتصرفات سديدة، وآراء تتسم بالعقلانية؛ فإن الوعي بالعقيدة يعد مقوما رئيسا حيال هذا الأمر؛ فالممارسة القويمة تعتمد في الأصل على معرفة صحيحة، ووجدان يمتلك ميولًا، وحبًا للخير؛ ومن ثم اتجاهات إيجابية نحو مفردات الطبيعة، وما تشمله من مقدرات؛ لذا فقد أضحى تشكيل هذا النمط من الوعي يعتمد على شراكة فاعلة، وحقيقية بين الأسرة، والمؤسسات التعليمية، والثقافية ، والاجتماعية، والإعلامية، وهنا نتحدث عن قوى ناعمة تنفذ برنامجًا متكاملًا بشكل مقصود، ومخطط.

الموروث الثقافي، وما به من قيم نبيلة يمكننا أن نعززه لدى الأبناء من خلال وعي ديني صحيح، وهذا يساعدنا قطعًا في بتر، أو دحر، أو القضاء على كافة القيم غير الخلقية، بل ويظهر جوانبها السلبية، وآثارها غير السوية على الفرد، والمجتمع، وهنا يصبح الوعي الديني في إطاره القويم بمثابة الموجه للفرد في شتى سلوكياته الحياتية منها، وغير الحياتية؛ ومن ثم يخلق لديه المقدرة على التكيف مع كافة المتغيرات، التي قد يتعرض لها، في ضوء ما يمده من اتصاف قيمي يحافظ به على ثوابته، ويعينه على أن يحقق غاياته المشروعة.

تعزيز الوعي الديني لدى الأبناء يؤكد ماهية تقييم الذات، والتي تعضد صورة المحاسبية الذاتية في الأقوال ، والأفعال، وهذا بمثابة الضبط الداخلي للفرد، وبناءً عليه يتنامى اليقين بأن المراقبة الإلهية بمثابة تصويب للسلوك بدافع من الرضا، وشكر النعم التي منحها الله   – عزوجل- للعبد، وإيمانًا بأن فلسفة الاستخلاف تقوم على أطروحات، وأفعال الخير بكل صورة في مجالات الحياة المختلفة.

المعتقد يحث دومًا الإنسان منا على مراعاة تعاليم الأديان، التي تحض على سلوك يرتضيه المجتمع الذي يتحلى بالإيمان، وهذا بالطبع يتناغم مع الطبيعة الإنسانية السوية، التي تتقبل دروب الخير، وصوره، وتنفر من صور الشرور، والآثام التي تضير بوجدانيات فطرت على الربوبية، وتفهم طبيعة الكون المسير من قبل إله قادر على كل شيء، وبيده مقاليد السماوات والأرض، وما نمتلك سوى الأخذ بالأسباب، والسعي الحثيث نحو تحقيق غايات نبيلة في حد ذاتها.

مصدر القيم المجتمعية النبيلة مستلة دون مواربة من توجيهات إلهية تحث الإنسان على الفضيلة في أقواله، وممارساته، وتعد بمثابة سياج، يحمي أطر التعامل مع مجتمعه، بل وتجعله مقبولًا، ولديه المقدرة على المشاركة في البناء، والإعمار؛ ومن ثم لا تستطيع أن تمتد أيادي الغدر نحوه؛ فيسلم فكره، وترسخ في وجدانه إيمانًا يصون ذهنه من كل مشوب تأتى من فكرة، لا تستند على صحيح القيم النبيلة، ولا يتقبلها أولى الألباب قاطبة.

الوعي الديني متكامل، ولا يقبل التجزئة في قضايا أحكامه؛ لذا فهو مصدر قوة يمد الإنسان منا بطاقة متجددة، لا ينضب مصدرها؛ فنور القلب مستمد من عقيدة صحيحة، لها ثوابتها، التي دومًا ما تعيد الفرد على الصراط المستقيم؛ فرغم الانحرافات التي تعززها غرائز، وشهوات مؤقتة زائلة الأثر؛ إلا أن العودة إلى المسار الصحيح من مستهدفات العقائد السمحة، التي أكدت على أن الإنسان يصيب، ويخطيء، وإذا ما أصاب يؤجر، وعندما يخطيء؛ فإن أبواب الغايات، والأمل، والتوبة مفتوحة على مصراعيها.

قمينا الدينية لا تنفك عن قيمنا المجتمعية؛ فالرباط وثيق، والماهية واحدة، وأرى أنها تعزز اتجاهاتنا الدينية في مسار محمود، يجعلنا قادرين على المضي قدمًا نحو تحقيق الغايات، التي خلقنا من أجلها؛ لننعم بمقدرات ، وهبنا الله – عزوجل- إياها على الدوام، ونترك الساحة عامرة يتوارثها جيل تلو آخر، إلى أن يرث الله – عزوج- الأرض، ومن عليها.

نحتاج إلى أجيال، لديها الوعي الديني القويم، والعقيدة الوسطية الصحيحة؛ كي تواجه تقلبات هذا العصر، الذي أرهق الأذهان، وأضار بالوجدان، وبعث بمقومات الزيف تنال من فكر نقي؛ لتحوله إلى فكر ضال في كليته؛ ومن ثم تهدر مقدرات الشعوب البشرية، التي على سواعدها تبني الأمم حضارتها.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.

*المصدر: صدى البلد | elbalad.news
اخبار مصر على مدار الساعة

حقوق التأليف والنشر © 2025 موقع كل يوم

عنوان: Armenia, 8041, Yerevan
Nor Nork 3st Micro-District,

هاتف:

البريد الإلكتروني: admin@klyoum.com